أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 11

الموضوع: هل انتهى زمن العمالقة في الفكر والأدب؟

  1. #1
    الصورة الرمزية مصطفى معروفي شاعر
    تاريخ التسجيل : Dec 2005
    المشاركات : 207
    المواضيع : 54
    الردود : 207
    المعدل اليومي : 0.03
    مقالات المدونة
    43

    افتراضي هل انتهى زمن العمالقة في الفكر والأدب؟

    يبدو أن ظهور العباقرة من شعراء وكتاب ومفكرين لم تعدموجودة عندنا في العالم العربي بالشكل الذي كانت عليه في بدايات القرن الماضي ،ونحن هنا لا ننكر أن عندنا حاليا أفذاذا في مختلف مجالات الفكر والأدب،لكنهم ليسوا على مستوى الشهرة والصيت اللذين كانا لدى أسلافهم،فنحن لم نعد نرى أفذاذا عباقرة كما هو الشأن بالنسبة لمفكرين وأدباء مثل :الرافعي والعقاد وطه حسين وشوقي وحافظ والجواهري وقاسم أمين وجبران ونعيمة والقائمة تطول...ولا أدري ما هوالسبب في اختفاء هذه الظاهرة ،أوعلى الأقل السبب في خفوتها خفوتا ظاهرا جليا.فلا شك أن ثمة أسبابا ذاتية وموضوعية عملت على حجب الظاهرة أوعلى ضمورها ضمورا باديا للعيان..
    ويجدر بنا هنا أن نسرد بعض العوامل التي أراها كانت دافعا أساسيا لبروز تلك الظاهرة ،والتي ساعدت على تلميعها وتأطيرها،وأجملها في الآتي:
    الثقافة:
    إن أولئك الأفذاذ اتسموا بامتلاك رصيد ثقافي واسع ومهم، حتى أننا لنكاد نقول بأنهم كانوا موسوعيين -حسب علمي فإن آخر الموسوعيين كان هوالشاعر الألماني جوته-،فالأديب أوالمفكر منهم كان لديه ما يقوله للناس،بمعنى أنه كان يتكلم ويعلم ما يقول ،ومعنى يعلم ما يقول هوأنه كان يعرف المواطن التي تحتاج إلى البحث فيها والتحدث عنها،أي أن المفكر والأديب كانا يضيفان الجديد،وفي اعتقادي الشخصي أن الإضافة النوعية هي التي تميز المفكر والأديب من غيرهما.ثم إنه كانت لديهما قناعات وأفكار يؤمنون بها ويدافعون عنها ،تارة باستعمال المنطق ،وتارة بإيرادالحجة والدليل.
    وسائل الاتصال:
    كان لوسائل الاتصال دور حاسم في ذيوع صيت أولئك الأفذاذ ،كما كانت سببا في شيوع أفكارهم وأدبهم،و هذا العامل وإن كان على درجة من الأهمية لا تخفى فإنه لا يصدق على كل من كانت له به علاقة من كتاب ،فكم من أديب وكم من مفكر لم يبق منه شيئا ،مع العلم أنه في وقته كان من الوجوه الدائمة الظهور في المنابر الإعلامية ،والأمثلة عن هذا تجل عن الحصر.
    وضوح الفكرة والهدف:
    بالنسبة للمفكرين فقد كانت لديهم أفكار واضحة وأهداف يحاولون الوصول إليها ،ففي أدمغتهم كانت تلك الأفكار واضحة على ما تتسم به من تخمر ونضج لما لأصحابها من بعد نظر و اتساع أفق، وقدبسطوها للناس بشكل سليم في كتاباتهم،وقدامتاز أسلوب هؤلاء بثلاث ميزات لا بد منها للأسلوب كي يكون أسلوبا ناجعا وراقيا ،وهي:الوضوح والدقة والمتانة.فأسلوبهم لا غموض فيه ولا لبس ،وتبعا لذلك فقد جاءت أفكارهم ساطعة واضحة ،تجد من الناس المناصر لها والمناوئ والمعادي حتى ،ومن هو دون ذلك ،وقد كنا نرى المعارك الأدبية والفكرية محتدمة ،وعلى أشدها بين كاتب وآخر،وبين القراء المناصرين وغير المناصرين،فكان الحقل الأدبي والفكري يعرف حركة دؤوبة ،ويعج بالحركة والنشاط،والمهتم لا بد أن يخرج من ذلك بالفائدة الجمة والتنوير المغذي للعقل والمنعش للروح.

    ويبدو أن عامل الاحتكاك بالغرب كان له أثره في وجود هذه الظاهرة ،فكثير من المثقفين الذين كانوا طرفا في هذه المعارك هم من أولئك الذين اتصلوا بالغرب اتصالا مباشرا ،أو من الذين تأثروا بثقافته الوافدة ،مقابل المثقفين المحافظين الذين وقفوا ضد التيارمنافحين عن القيم المتوارثة ،مبينين خطورة الأفكار المستوردة على هوية الأمة.
    إن ظاهرة بروز العباقرة أو الأفذاذ هي ظاهرة عالمية ، وخفوتها أو انعدامها هو ظاهرة عالمية كذلك،إلى أنها تختلف في الدرجة قوة وضعفا من مكان إلى مكان ،ومن مجتمع إلى مجتمع.

    وإذا كنا قد سردنا بعض العوامل التي كانت حسب رأينا وراء ظهور بعض عباقرتنا العرب ،فلا بد أن نعطف على ذلك ببعض العوامل التي قللت منها أو جعلتها تكاد تكون منعدمة،فنقول:
    ضغط الجماعة على الفرد:
    إن الجماعة لها سلطة معنوية على الفرد ، سلطة قاهرة لا تلين لها عريكة ولا يهن عزم،فالمفكر أو الأديب يجد نفسه محاطا ومحاصرا بالجماعة ،لأنها تمثل القيم المحافظ على التقاليد والأعراف التي بموجبها هي محافظة على كيانها ومستمرة في الوجود،فأي كاتب أو مفكر هو مدعو لأن يكون منسجما في طروحاته وفي استخراجاته مع ما يتماشى مع القيم السائدة في مجتمعه ،وإلا سيتلقى صنوفا من الأذى والجفاء لا تتصور.
    الشخص العادي:
    إن الشخص العادي يرى في ما يقوله المفكر العبقري شيئا متطرفا،إما لأنه لا يفهمه ،وإما لأنه مشبع بأفكارمغايرة يراها هي الصواب وغيرها خاطئ.ولذا فهو يهمله ويحاربه على مستويات منها:
    -أن لا يحفل بأفكاره.
    -أن يشنع فكره ،وينشر ذلك في الملأ.
    -أن يؤلب عليه العامة والخاصة.
    -أن لا يقدم له الدعوة لتقديم أطروحاته والتعبير عن وجهة نظره في محاضرة أو ندوة أو في لقاء عاد.
    الأفذاذ وشعور الآخرين بالنقص:
    إن الأفذاذ يجعلون الناس العاديين يشعرون بالنقص،ويدخلون علي أنفسهم الضيم،فكم من عظيم أو زعيم قدم أعمالا جليلة عادت بالنفع العميم على وطنه أو على الإنسانية قاطبة،ولكنه في نهاية المطاف لم يجد من الناس ما يستحقه من إجلال وإكبار وتقديرلما قدمه،فسقراط مثلا كان سبب تقديمه للمحاكمة هو العامة،وقد مات وهو حانق على الديموقراطية التي أدت به إلى مصير سيئ،وشارل دوجول محرر فرنسا تنكر له الناس فصوتوا لمنافسه في الإنتخابات..الخ..الخ...

    وأخيرا نقول هل انتهى زمن العمالقة في الفكر والأدب؟أم هل سيظهر عمالقة آخرون جدد؟وإذا ظهروا هل نستطيع تخمين وتحديد الطريقة والكيفية اللتين سيظهرون بهما؟
    أرجو أن أكون قد وفقت في طرح وجهة نظري في مسألة من المسائل لها علاقة بالوضع الثقافي العربي عموما،وأعتقد أنه بالنقاش من طرف إخواني وأخواتي ستتضح أمور أخرى لا شك أنها غابت عني وأنا أحاول قدر ما استطعت أن أكون واضحا في طرحي ،ومسفرا عن قناعاتي.

  2. #2
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Jul 2003
    المشاركات : 5,436
    المواضيع : 115
    الردود : 5436
    المعدل اليومي : 0.72

    افتراضي

    الأخ الفاضل

    أعجبني طرحك و تساؤلك ؛ فهو بعض انشغال من ابتلاهم الله بقلم !

    ثم أني رأيتك أحسنت سرد الأسباب غير أني لم أفهم حديثك حول وسائل الاتصال ذلك أن عصرنا هذا ما عرفت عصور الأولين له شبيها في سعة الاتصال و تنوعه ، و كذا حديثك حول الجماعة الضاغطة ؛ فما من تحرر للحبر قدر تحرره الحين !

    بقي أن أضيف ما أراه حول خلو الساحة من العباقرة ؛ ضعف في الهمة و عجز عن إمساك بالقلم و إن كانت الملكة وفيرة و الفكر غزير .. !

    تقديري .

  3. #3
    الصورة الرمزية د. توفيق حلمي شاعر
    تاريخ التسجيل : Oct 2006
    المشاركات : 348
    المواضيع : 19
    الردود : 348
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    الأخ الفاضل مصطفى معروف
    أشكرك لهذا الطرح الجيد لموضوع هام ولي تعليق.
    لم يغب العمالقة ابداً ولم تنضب أرحام أوطاننا عن ولادة هؤلاء ، مازال يعيش بيننا من هم في مرتبة العقاد وطه حسين والدكتور محمد حسين هيكل والرافعي وشوقي وجبران وغيرهم بل أجزم لك أن هناك من يفوقهم في مجالاتهم المختلفة على الأقل ممن أعرفهم في مصر. وإن تسألني من هم أقول لك لن تجدهم في المؤسسات الرسمية للدول والمحافل العربية وإتحادات الكتاب التي لا يقفز عليها إلا من تعضدهم السلطة من أصحاب الولاء والطاعة لتطبيق سياسة التسطيح الفكري التي باتت السمة الغالبة على المجتمع. العمالقة أخي قد خاصموا الأضواء والمحافل الرسمية الوطنية بعد أن طفا عليها الغث ولم يعد لهم فيها مكان. هم مغمورون ولا يصادفهم سوى من يسعده الحظ بذلك فيسمع منهم حديث العمالقة الكبار. وقد أسعدني الحظ أن أتعرف على كثير منهم مازالوا بيننا، وسيظلون بيننا طالماً كانت في أوطاننا أرحاماً تنجب ، هم سيظهرون يوماً عندما يسمح المناخ العام الرسمي بذلك وأرجو أن يكون هذا اليوم قريباً. ولعلني أشير هنا لواحد من هؤلاء الكبار والذي لا يعرف أحد عنه شيئاً وإن توفاه الله منذ سنوات قليلة ، هو الأستاذ الدكتور رفعت فتح الله عليه رحمة الله. كان أستاذا للغة العربية بجامعة الأزهر وعضوا بمجمع اللغة العربية. هذا الرجل كان أمة ، وكان عدة عمالقة في آن واحد ، ولم أعرف من تمكن في اللغة وفقهها مثله ، ولم أعرف من له مثل ثاقب رأيه وطرحه وغزير علمه أحد حتى أجد أن طه حسين لا يرق لأن يكون بعضاً من بعضه. وهب الدكتور رفعت فتح سنوات طويلة من عمره للهمزة ! وكتب فيها كتاباً موسوعياً في فقه هذا الحرف تعجب لكل جملة فيه ، وكان يسميها الهمزة الحيرى ! ويقول تارة تجدها تترأس عمود الألف ، وتارة تتخذ لها من الواو مقعداَ، وتارة تتكئ على نبرة وتارة تجد نفسها مفردة على السطر تشكو الوحدة ! خلص الدكتور رفعت فتح الله في بحثه الموسوعي أن الأفضل أن تكتب الهمزة على الألف مطلقاً وأسهب في تفاصيل ذلك.
    هذا واحد من العمالقة الذين لم يسمع بهم أحد ولكني أعرف الآن أكثر من شخصية لا تقل عن مستواه في اللغة والأدب. أما في الفكر والعلوم الإنسانية والتطبيقية والدينيه فلدينا في مصر على الأقل الأفذاذ الذين المغيبين تماماً عن الساحة.
    تشرفت بمعرفة عالم الفلك الكبير الدكتور مسلم شلتوت وهو مرجع عالمي كبير في علوم الفلك وتتم دعوته بصورة روتينية إلى مؤتمرات علماء الفلك في العالم كمحاضر للمحاضرة الرئيسية وله نظريات فلكية أثرت في فهم علوم الفلك تأثيراً أساسياً وتعتبره وكالة ناساً مرجعاً أساسيا لها. الدكتور مسلم شلتوت كما أسعدني الحظ بالتعرف عليه رجل يسيل رقة وتواضعاً ويعمل بمرصد حلوان للفلك ولا يذكره الإعلام من قريب أوبعيد إلا فيما ندر بينما تملأ أخبار غيره من الأقزام السمع والبصر.
    ولو أسهبت في ذلك لذكرت لك أكثر من عشرين شخصية في مجالات وتخصصات شتى من الذين أعرفهم بصفة شخصية تقوم بهم أمم.
    لا تخشى على العمالقة أخي الفاضل فلن ينفد المعين منهم يوماً.
    تحياتي وتقديري لك ولطرحك الجيد وتحليلك الجميل.

  4. #4
    الصورة الرمزية د. عمر جلال الدين هزاع شاعر
    تاريخ التسجيل : Oct 2005
    الدولة : سوريا , دير الزور
    العمر : 50
    المشاركات : 5,078
    المواضيع : 326
    الردود : 5078
    المعدل اليومي : 0.75

    افتراضي

    لكل زمن رجاله

    تحيتي للجهد المميز
    ولي عودة بحول الله بعد تمعن
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5
    الصورة الرمزية مصطفى معروفي شاعر
    تاريخ التسجيل : Dec 2005
    المشاركات : 207
    المواضيع : 54
    الردود : 207
    المعدل اليومي : 0.03
    مقالات المدونة
    43

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حوراء آل بورنو مشاهدة المشاركة
    الأخ الفاضل
    أعجبني طرحك و تساؤلك ؛ فهو بعض انشغال من ابتلاهم الله بقلم !
    ثم أني رأيتك أحسنت سرد الأسباب غير أني لم أفهم حديثك حول وسائل الاتصال ذلك أن عصرنا هذا ما عرفت عصور الأولين له شبيها في سعة الاتصال و تنوعه ، و كذا حديثك حول الجماعة الضاغطة ؛ فما من تحرر للحبر قدر تحرره الحين !
    بقي أن أضيف ما أراه حول خلو الساحة من العباقرة ؛ ضعف في الهمة و عجز عن إمساك بالقلم و إن كانت الملكة وفيرة و الفكر غزير .. !
    تقديري .
    ----------------------------------
    أختي الكريمة حوراءآل بورنو:
    حينما ذكرت وسائل الاتصال فقد كنت أعني بها وسائل الاتصال التي كانت متاحة آنذاك ،وهي تتمثل في الجريدة والمجلة والكتاب والإذاعة والتلفزيون،وهي وسائل ساعدت كثيرا على نشر الفكر والأدب في ربوع العالم العربي،فحديثي عن هذه الوسائل واضح ومفهوم ولا غموض فيه.
    أما الجماعة فمعروف عنها ومنذ القديم أنها أداة ضغط على الفرد،حتى أننا لنكاد نذهب إلى القول بأن الفرد يأتمر بأمرها في كل حركاته وسكناته إلا أفرادا قلائل يمكن أن نعتبرهم خروجا عن القاعدة،ومنهم بعض أولئك العمالقة.
    إننا لا نرى عمالقة الآن بالحجم الذي كان عليه المذكورون في المقال لأسباب منها تغير المناخ الاجتماعي والسياسي.....
    شكرا لك أختي الكريمة.

  6. #6
    الصورة الرمزية مصطفى معروفي شاعر
    تاريخ التسجيل : Dec 2005
    المشاركات : 207
    المواضيع : 54
    الردود : 207
    المعدل اليومي : 0.03
    مقالات المدونة
    43

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. توفيق حلمي مشاهدة المشاركة
    الأخ الفاضل مصطفى معروفي
    أشكرك لهذا الطرح الجيد لموضوع هام ولي تعليق.
    لم يغب العمالقة ابداً ولم تنضب أرحام أوطاننا عن ولادة هؤلاء ، مازال يعيش بيننا من هم في مرتبة العقاد وطه حسين والدكتور محمد حسين هيكل والرافعي وشوقي وجبران وغيرهم بل أجزم لك أن هناك من يفوقهم في مجالاتهم المختلفة على الأقل ممن أعرفهم في مصر. وإن تسألني من هم أقول لك لن تجدهم في المؤسسات الرسمية للدول والمحافل العربية وإتحادات الكتاب التي لا يقفز عليها إلا من تعضدهم السلطة من أصحاب الولاء والطاعة لتطبيق سياسة التسطيح الفكري التي باتت السمة الغالبة على المجتمع. العمالقة أخي قد خاصموا الأضواء والمحافل الرسمية الوطنية بعد أن طفا عليها الغث ولم يعد لهم فيها مكان. هم مغمورون ولا يصادفهم سوى من يسعده الحظ بذلك فيسمع منهم حديث العمالقة الكبار. وقد أسعدني الحظ أن أتعرف على كثير منهم مازالوا بيننا، وسيظلون بيننا طالماً كانت في أوطاننا أرحاماً تنجب ، هم سيظهرون يوماً عندما يسمح المناخ العام الرسمي بذلك وأرجو أن يكون هذا اليوم قريباً. ولعلني أشير هنا لواحد من هؤلاء الكبار والذي لا يعرف أحد عنه شيئاً وإن توفاه الله منذ سنوات قليلة ، هو الأستاذ الدكتور رفعت فتح الله عليه رحمة الله. كان أستاذا للغة العربية بجامعة الأزهر وعضوا بمجمع اللغة العربية. هذا الرجل كان أمة ، وكان عدة عمالقة في آن واحد ، ولم أعرف من تمكن في اللغة وفقهها مثله ، ولم أعرف من له مثل ثاقب رأيه وطرحه وغزير علمه أحد حتى أجد أن طه حسين لا يرق لأن يكون بعضاً من بعضه. وهب الدكتور رفعت فتح سنوات طويلة من عمره للهمزة ! وكتب فيها كتاباً موسوعياً في فقه هذا الحرف تعجب لكل جملة فيه ، وكان يسميها الهمزة الحيرى ! ويقول تارة تجدها تترأس عمود الألف ، وتارة تتخذ لها من الواو مقعداَ، وتارة تتكئ على نبرة وتارة تجد نفسها مفردة على السطر تشكو الوحدة ! خلص الدكتور رفعت فتح الله في بحثه الموسوعي أن الأفضل أن تكتب الهمزة على الألف مطلقاً وأسهب في تفاصيل ذلك.
    هذا واحد من العمالقة الذين لم يسمع بهم أحد ولكني أعرف الآن أكثر من شخصية لا تقل عن مستواه في اللغة والأدب. أما في الفكر والعلوم الإنسانية والتطبيقية والدينيه فلدينا في مصر على الأقل الأفذاذ الذين المغيبين تماماً عن الساحة.
    تشرفت بمعرفة عالم الفلك الكبير الدكتور مسلم شلتوت وهو مرجع عالمي كبير في علوم الفلك وتتم دعوته بصورة روتينية إلى مؤتمرات علماء الفلك في العالم كمحاضر للمحاضرة الرئيسية وله نظريات فلكية أثرت في فهم علوم الفلك تأثيراً أساسياً وتعتبره وكالة ناساً مرجعاً أساسيا لها. الدكتور مسلم شلتوت كما أسعدني الحظ بالتعرف عليه رجل يسيل رقة وتواضعاً ويعمل بمرصد حلوان للفلك ولا يذكره الإعلام من قريب أوبعيد إلا فيما ندر بينما تملأ أخبار غيره من الأقزام السمع والبصر.
    ولو أسهبت في ذلك لذكرت لك أكثر من عشرين شخصية في مجالات وتخصصات شتى من الذين أعرفهم بصفة شخصية تقوم بهم أمم.
    لا تخشى على العمالقة أخي الفاضل فلن ينفد المعين منهم يوماً.
    تحياتي وتقديري لك ولطرحك الجيد وتحليلك الجميل.
    -------------------------------------------
    أخي الأستاذ د. توفيق حلمي:
    سعدت بهذا الرد الكريم الراقي الذي ينم عن شخصية مثقفة عالية الثقافة ،وعن فكر شامخ ثاقب،وأقول:
    أجدني أتساءل عن السبب الذي جعل شخصا في مستوى صديقك رفعت فتح الله رحمه الله علما وثقافة وسعة إدراك يعيش مغمورا مع أن طه حسين نفسه لا يرقى لأن يكون بعضا منه ،ناهيك عن أن يكون ندا له أو شبيها له.:ما أجدني أتساءل عن السبب الذي جعل الإعلام لا يولي اهتماما لعالم فلك كبير كمسلم شلتوت ،وهو ما هو في علمه .
    أخي د.توفيق حلمي:
    لا يسعني إلا أن أشد على يدك،وأتنى لك الصحة والعافية.
    وشكرا لك على الرد الكريم.

  7. #7
    الصورة الرمزية مصطفى معروفي شاعر
    تاريخ التسجيل : Dec 2005
    المشاركات : 207
    المواضيع : 54
    الردود : 207
    المعدل اليومي : 0.03
    مقالات المدونة
    43

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. عمر جلال الدين هزاع مشاهدة المشاركة
    لكل زمن رجاله
    تحيتي للجهد المميز
    ولي عودة بحول الله بعد تمعن
    -------------------
    تسلم أخي عمر على الحضور،ومرحبا بك لدى العودة إن شاء الله.

  8. #8
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    المشاركات : 141
    المواضيع : 29
    الردود : 141
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    أستسمحكم أن أحاول أن أدلى بدلوى فى هذا الموضوع الذى أعتبر أنه حقيقى و حيوى .
    إذا عدنا بالذاكرة إلى تلك الفترة التى تحدث عنها الأستاذ مصطفى معروفى ، لوجدنا أنها فترة كانت تعج بمختلف الاتجاهات ، و كانت هناك قضايا مصيرية تستلزم الخوض فيها و وضع الحلول لها :
    فقد كان الوطن العربى – و مصر كجزء منه – يخوض فى معركة تحديد الذات و إبراز عناصر الشخصية الوطنية ، كان الدفاع عن الوطن قضية ذات شعب متعددة : التنوير ، و الاستقلال السياسى من المستعمر الإنجليزى ، و الاستقلال الثقافى من الشمولية العثمانية التى طغت لمدة تزيد على قرون أربعة .
    ففى المجال الأول : كانت مدرسة جمال الدين الأفغانى التى أنجبت الأستاذ الإمام محمد عبده فى الجانب الدينى ، و كثيرين فى المجال السياسى و الثقافى ...
    و مجال النضال ضد الانجليز: وجدنا مصطفى كامل و محمد فريد – بما كوناه من الحزب الوطنى و جريدته " اللواء " - و غيرهما فى نهاية القرن التاسع عشر و بداية القرن العشرين ، و فى المقابل كان أحمد لطفى السيد بما كونه من حزب الأمة و جريدته " الجريدة " .. ثم كانت الحرب العالمية الأولى فثورة 1919 التى قامت إثر نفى زعيم الأمة سعد زغلول و رفاقه .
    و فى مجال تحرير المرأة كانت حركة قاسم أمين و غيره من المفكرين ...
    و فى المجال الإقتصادى : كان الكفاح من أجل استقلال الإقتصاد المصرى الذى قاده " طلعت حرب " .. فأنشأ بنك مصر و شركاته الانتاجية ...
    ثم كان المجال الثقافى و الفكرى .... و هنا قام العباقرة الذين ذكرهم الأستاذ كاتب المقال : طه حسين و العقاد ........ الخ
    و يحضرنى فى هذا المجال مجادلات تمت بين طه حسين و توفيق الحكيم حول تحديد ملامح شخصية مصر أودعاها كتاب : " تحت شمس الفكر "
    الحقيقة البادية من دراسة هذه الفترة أنها كانت فترة ليبرالية ، حقيقة : استعمار .. لكن لم يكن هناك حجر على حرية الفكر.. و فى ظل هذه الحرية الفكرية ، بالإضافة إلى وجود القضية : كان المبدعون و العمالقة .
    كما أعتقد أن الإبداع فى عصرنا الراهن قد تحول من مجال الثقافة و الفكر السياسى و الإبداع الأدبى إلى مجال العلم و التكنولوجيا ، و ذلك انبهارا بما تحققه التكنولوجيا من طفرات إبداعية نقلت حياة الناس إلى مستويات أعلى ..
    أضف إلى ذلك الإنصراف عن الكلمة المرئية لصالح الكلمة المسموعة و الصورة المرئية مما أدى إلى مجالات أخرى للإبداع ، ليس من بينها المجال الثقافى إلا فى حدود ضيقة .
    مجرد رأى ،،،
    مصطفى سلام

  9. #9
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.83

    افتراضي

    مقال متميز وجهد نافع ... سأقرأ وأتدبر السطور ... وأعود
    الإنسان : موقف

  10. #10
    الصورة الرمزية مصطفى معروفي شاعر
    تاريخ التسجيل : Dec 2005
    المشاركات : 207
    المواضيع : 54
    الردود : 207
    المعدل اليومي : 0.03
    مقالات المدونة
    43

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مصطفى سلام مشاهدة المشاركة
    أستسمحكم أن أحاول أن أدلى بدلوى فى هذا الموضوع الذى أعتبر أنه حقيقى و حيوى .
    إذا عدنا بالذاكرة إلى تلك الفترة التى تحدث عنها الأستاذ مصطفى معروفى ، لوجدنا أنها فترة كانت تعج بمختلف الاتجاهات ، و كانت هناك قضايا مصيرية تستلزم الخوض فيها و وضع الحلول لها :
    فقد كان الوطن العربى – و مصر كجزء منه – يخوض فى معركة تحديد الذات و إبراز عناصر الشخصية الوطنية ، كان الدفاع عن الوطن قضية ذات شعب متعددة : التنوير ، و الاستقلال السياسى من المستعمر الإنجليزى ، و الاستقلال الثقافى من الشمولية العثمانية التى طغت لمدة تزيد على قرون أربعة .
    ففى المجال الأول : كانت مدرسة جمال الدين الأفغانى التى أنجبت الأستاذ الإمام محمد عبده فى الجانب الدينى ، و كثيرين فى المجال السياسى و الثقافى ...
    و مجال النضال ضد الانجليز: وجدنا مصطفى كامل و محمد فريد – بما كوناه من الحزب الوطنى و جريدته " اللواء " - و غيرهما فى نهاية القرن التاسع عشر و بداية القرن العشرين ، و فى المقابل كان أحمد لطفى السيد بما كونه من حزب الأمة و جريدته " الجريدة " .. ثم كانت الحرب العالمية الأولى فثورة 1919 التى قامت إثر نفى زعيم الأمة سعد زغلول و رفاقه .
    و فى مجال تحرير المرأة كانت حركة قاسم أمين و غيره من المفكرين ...
    و فى المجال الإقتصادى : كان الكفاح من أجل استقلال الإقتصاد المصرى الذى قاده " طلعت حرب " .. فأنشأ بنك مصر و شركاته الانتاجية ...
    ثم كان المجال الثقافى و الفكرى .... و هنا قام العباقرة الذين ذكرهم الأستاذ كاتب المقال : طه حسين و العقاد ........ الخ
    و يحضرنى فى هذا المجال مجادلات تمت بين طه حسين و توفيق الحكيم حول تحديد ملامح شخصية مصر أودعاها كتاب : " تحت شمس الفكر "
    الحقيقة البادية من دراسة هذه الفترة أنها كانت فترة ليبرالية ، حقيقة : استعمار .. لكن لم يكن هناك حجر على حرية الفكر.. و فى ظل هذه الحرية الفكرية ، بالإضافة إلى وجود القضية : كان المبدعون و العمالقة .
    كما أعتقد أن الإبداع فى عصرنا الراهن قد تحول من مجال الثقافة و الفكر السياسى و الإبداع الأدبى إلى مجال العلم و التكنولوجيا ، و ذلك انبهارا بما تحققه التكنولوجيا من طفرات إبداعية نقلت حياة الناس إلى مستويات أعلى ..
    أضف إلى ذلك الإنصراف عن الكلمة المرئية لصالح الكلمة المسموعة و الصورة المرئية مما أدى إلى مجالات أخرى للإبداع ، ليس من بينها المجال الثقافى إلا فى حدود ضيقة .
    مجرد رأى ،،،
    مصطفى سلام
    أخي الأستاذ مصطفى سلام:
    أشكرك على هذه الإضافة النوعية ،والتي تدل على اطلاعك الواسع وفهمك الثاقب .لا أريد أن أضيف شيئا على ما جاء في ردك،وسأحسبه إضافة مكملة للمقال المتواضع.
    تسلم أخي الكريم.

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. هل انتهى زمن المعجزات ... اسمعوا هذا التقرير العجيب !
    بواسطة نسيبة بنت كعب في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 16-09-2010, 08:52 PM
  2. واحة الفكر والأدب على أثير صوت العرب "بالصوت "
    بواسطة مروة عبدالله في المنتدى الروَاقُ
    مشاركات: 23
    آخر مشاركة: 12-03-2009, 08:14 PM
  3. ترقبوا الليلة : واحة الفكر والأدب على أثير صوت العرب(الحلم والواقع)
    بواسطة د. مصطفى عراقي في المنتدى أَخْبَارٌ وَإعْلانَاتٌ
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 20-02-2009, 06:16 PM
  4. ملف واحة الفكر والأدب للرسائل الأدبية
    بواسطة د. سلطان الحريري في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 95
    آخر مشاركة: 22-01-2007, 02:14 PM
  5. انتهى زمن الخداع....................
    بواسطة شاطئ سلام في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 25-01-2006, 08:52 PM