ألقى بكلماته ثم مضى, لم أفهم معنى أن يكون غريبا من له أهل وخلان
لم أستوعب الكلمة, كانت أكبر من أن أحيط بكل معانيها وآثارها على النفس
كانت عميقة جدا
غريب أنت أيها الأخ الفاضل؟؟ عفوا فقد علمتني الأيام ما معنى أن تكون غريبا
وأقسى شعور بالغربة حينما تكون محاطا بمن تحب فلماذا يحاصرنا الاحساس بالغربة ؟؟
عندما بدأت أدرك أنني كيان مستقل له عالمه الخاص بدأت أفكار جديدة تأخذ طريقها نحو ذهني لم يكن باستطاعتي أن أعبر عنها فكنت ألجا أحيانا إلى الهروب بذاتي إلى أعماق الصمت أو إلى الضجيج والصخب
كنت أبحث عن سر الاختلاف في الألوان والأشكال, في السعادة والشقاء
في البسمة والبكاء ,فأدركت بفضل الله أن لكل شيء حكمة وإن غابت عن عقولنا القاصرة المتعلقة فقط بالمظاهر ........
اختفت عني بعض من حيرتي ,زال الكثير من الهم ورويدا رويدا ,بدا عالم جميل يحتل مخيلتي, أقترب أكثر وأكثر ,آيات الله تتجلى في كل شيء...
العالم الكبير هذا الذي يضمنا كان يوحي لي بأشياء كبر علي فهمها, بحثت عنها كثيرا في حكايات الجدات ,فكانت الحكمة منها أننا غرباء وكل منا تذوق مرارة الغربة في معاناة مختلفة تعددت أشكالها ولكنها احساس واحد
أحيانا تتضخم تلتهم كل بهجة الحياة ............
هل تدري ؟........
الآن أدرك والله مامعنى أن تكون غريبا .............
وكلنا غرباء, هذه الحياة ليست مستقر لنا فأبدا تظل أرواحنا مشتاقة إلى بارئها وإلى مسكنها الأصلي جنات الخلد
دوما ومهما سعينا سنظل متعطشين لحب المولى ورضاه وكما يأوي الصغير الخائف الجائع إلى صدر أمه الحنون سنبقى دوما مشتاقين إلى الرب الرحيم لن تغمرنا السكينة إلا في حماه, وحده سبحانه سيذهب عنا الاحساس بالغربة فتغمرنا سكينة وسلام أبدي ........