( إلى المخرج المسرحي والأستاذ الزجال محمد ماء الزهر)
تغمره الفرحة ..يستقبلك بتلك البسمة التي تعبر شفتيه البيضاء من الألـــم المتوالي.. بعد أن استطدم مع الواقع المزري ورغـم كل الصعاب ورغم صعوبــة التنفس ..فلا تظهر إلا نغمات الوتـر البادية في كلامــه (الحمد لله) ، ذلك الصخــر الذي لا تهزه العاصفة مهما كانت قوتها .. ذاك الطير المحلق في سماء الأحـــزان بكل طلاقة..مبتهجا أمام الآهات .. نافيا كل الشتات .. يخمد نيراننا ويسكن جراحنا .. ويسكن صراخنا .. يبعت الروح فينا .. وما نحن إلا سكون لا نقوى على حمــله من تلك الدوامات .. من تلك الزوابع .. والأمواج المتراكمة ومتى يطلق الســراح ..؟ ويخرج الحي من الميت .. وتنتهي الفخاخ في أجنحة الصراع .. ومتى ينتهي فتيل الضياع ؟ .
اليأس يقتلنا .. وما لـه منفــد عنده .. مدرســـة تعلمنا فيهـــا الحسن نبصــره ..تعلمنا فيها الغناء نلحنه ..تعلمنا فيها الإحترام نسكنه .. وما الغلس عنده إلا ضيـــاء نستضيء به .. مطلع للهمــم ومرساة للشيم.. يستنير به الصغــير والكبير..ولا يمل أحد لمجلسه .. دربــه في القلوب والعقــول منير .. مكتــوب في التاريخ ، مزروع في الشرايين .. ولن يمحى ولو بالأعاصير .. أصبح نسرا طائرا في سمائنا.. تاجا فوق رؤوسنا .. هلمي ياكوارث فأبدا لن تنسيه .. رباط يجمعنا فلا أنت ولا البراكين تحرق بذوره المزروعة بالعواطف .. وإشراقة صبح بعد ليل عتيم بأسوأ المواقف ..
الشمس تقتحم الغيوم بقسوة .. تعلن البروز بقوة .. أيقضتني بعد أن أحرقــت جبهتي ..وتغاريد العصافير قــد شكلت لحنا مخالفا لكل الألحان .. فبهــذه الشمس وبهذه التغاريد ودعت ملحمتي هاته عن صديق غــال وفارس ليس كالفرســان .. سلام وألف سلام له مع مر الأزمان ..
بقلم :سعيد أمباركي [/color][/size]