ليت الأخ الذي قام بالتنسيق مشكورا، يتكرم على قصيدتي بإضافة هذه الأبيات إليها أيضا:
وقد غدوتُ أحثّ الخطوَ مرتبكاً = لعلني بركاب الجوّ ألتحقُ
كأنما الأرض تحتي غير راسيةٍ = أو أنّما تتلوّى تحتي الطرُقُ
إلى المطارِ، إلى فوق السحابِ، إلى = حيث الثرى وأكفّ الموجُ تعتنِقُ
وللنوارس فوق الصخرِ منتجَعٌ = وللكآبة في الأرجاءِ منطلَقُ
وللرطوبة في رأد الضحى نفَسٌ = يبكي له من مسامي الجوعُ والعرقُ
وحيُّ فوازَ إذْ يصغي بمجلسهِ = كأنّ جدرانَه البيضاءُ تسترقُ
هذي المنارةُ أدري ما يعذبها = من الوقوفِ وأدري الآنَ ما الرهَقُ
فهل هي الآن تدري ما مكابدتي = من البكاءِ وتدري الآن ما الغرَقُ؟
أين القبور؟ أجاب الوجدُ في رئتي: = كلُ المقابرِ قبرٌ واحدٌ غَلِقُ
رفعت صوتي فلم تنطق شواهدهمْ = واستضحكَ القفر حتى كاد ينفلقُ
وعدتَ أسحب أذيالي على مهلٍ = وناظري الواله المسكين منصعِقُ
يا مولعاً بخيارِ الناس تحصدهمْ = إلى متى وزهوري فيك تنسحقُ؟
إلى متى وقلوب الناس واجفةٌ = مذعورةٌ وحجابٌ أنتَ منغلقُ؟
إن كنتَ موتاً فليتَ اللهَ خالقنا = يذيقك الموتَ حتى تبرد الحُرَقُ