|
عَلى الكـرسيِّ أجثو يا رفَاقي |
و جسْمي لوْ علمْتمْ فـي وثـاقِ |
غَـدَوتُ و لي فـؤادٌ مدلَهِـمٌّ |
من الأغلالِ أصبحَ في اختـنـاقِ |
ومـنْ كلحَاتهِ ، و حضورِ همِّي |
خَبا عـزْمي ، و آذنَ بـالفراقِ |
وودَّعـني الرجَاءُ كأنَّ مـثلي |
و طيفَ اليأسِ أصبحَ فـي عِناقِ |
تمنيتُ الحياةَ ، و أنْ أراهَـا |
ككلِّ الـناسِ دومًا في انطلاقِ |
ككلِّ الناسِ يكبرُ بي طمُوحِي |
و أركَبُ لـلذي أصبُو بُـراقِي |
فـلا رِجلٌ تعوقُ ، و لا يمينٌ |
و لا عِللٌّ تُشَلُّ بهــنَّ سَاقِـي |
و لا أُسْقى من الإشفاقِ كاساً |
أجرَّعُـها تكـونُ بـلا مذَاقِ |
ودِدْتُ بأنْ أكونَ كَفِيَّ ذاتِـي |
فلا يـشْقَى بحَملي أيُّ شَـاقِ |
ولا أُعْـيِي من البَلوَى صَفِيـاًّ |
أكلِّفه عـلَى مضَضٍ لَحاقِـي |
لَـكَمْ فـي النفسِ منْ همٍّ كبيرٍ |
و كمْ في النفسِ منْ عنَتٍ ألاقِـي |
و كـمْ في الصدرِ من حُلُم تولَّى |
تـركتُ هواهُ في عزِّ اشتياقي |
أعـلِّـلُه بـفجرٍ للأمــاني |
و دنـيَا مـن حبورٍ و ائـتلاقِ |
ومـا ثَـمَّ الحقـيـقةَ غـيـرُ |
بؤسٍ وكرسيٍّ ينوءُ بكـلِّ راقِ |
ووجهٍ عـابـسٍ في كلِّ يـومٍ |
ودمعٍ قـد تـحجَّرَ في المآقي |
عـلمتُ اللهَ أرحمَ بـالـبرايـا |
وأرعَى للضعيفِ ، و خيرَ واقِ |
و لولا حـبُّه ، و جميلُ صـبري |
عـلى بلـواهُ صرْتُ بلا خلاقِ |
فـماذا العيـشُ بين الناس خِلْوًا |
من الجسمِ المعـافَى يا رفاقي ؟؟ |
و مـاذا العيشُ و الإنسان يحسُو |
قراحَ العجز من بدَنٍ مُـعـاقِ ؟؟ |
هـمومٌ كـلما أرخَى ظلامٌ |
جدائلَـه جـثمْنَ على خِـناقِي |
و ألقينَ الـوساوسَ فـي فؤادِي |
و تـاهَ الجفـنُ في دمْعٍ مُراقِ.. |
إلهي يا كبـيرُ بـثثتُ هـمِّـي |
فعفوَكَ ، ثمَّ عفوَكَ عن إبَاقـي |
نظرْت ُ إليكَ من ضَعفِي قعِيداً |
إلى علْياكَ أطمعُ فـي انعِـتاقِ |
فعجِّلْ بالـمنَى ، أو فادَّخِرهَـا |
إلى الأُخرَى ، و عجِّلْ باللحَاقِ! |