|
لَم يَبْقَ فِي الحْب أَحلَامٌ نَسِيْنَاهَا |
كُل الحِكَايَاتِ.. بِالأَعْوَامِ عِشْنَاهَا |
كُلُّ الدُّرُوبِ الَّتِي لِلحُبِّ تَحْمِلُنَا |
صَارَتْ عُهُودَ وَفَاءٍ قَد حَمَلْنَاهَا |
هَذِي قُصُورُ الْهَوى فِي الأُفْقِ شَاهِدَةٌ |
أَنَّا بِإِخْلَاصِ قَلبَينَا بَنَيْنَاهَا |
فالبُعدُ والشكُّ والحِرمَانُ من أملٍ |
والشَّوقُ والصَّد أَهوالٌ هَزَمنَاهَا |
هَل يَسْتَطِيعُ زَمَانٌ أَنْ يُفَرِّقَنَا |
وَكُلُّ أَزمِنَةُ اللُّقيَا عَبَرنَاهَا؟ |
أَو يَسْتَطيعُ مَكَانٌ أَنْ يُبَاعِدَنَا |
وَكُلُّ أَمكِنَة القُربِ امتلكنَاهَا |
فِي كُلِّ طَرفَةِ عَيْنِ نَلتَقِي وَلَنا |
فِيهَا مَوَاعِيدُ وَصلٍ قَدْ قَطَعنَاهَا |
كُلُّ الدُّرُوسِ الَّتِي فِي الْحُبِّ قَد درسَت |
مِنْ عَهدِ آَدَمَ يَا عُمرِي حَفِظْنَاهَا |
شَكٌّ.. يَقِينٌ.. ظُنُونٌ.. غيرَةٌ.. ثِقَةٌ |
مَشاعرُ العِشقِ بالإِيثَار صُغنَاهَا |
فَالأَمسُ نَبعَثُه من شوقِنا لغدٍ |
والذِّكرَيَاتُ نَسَتنَا فَاسْتَعَدْنَاها |
لَمْ نَخْشَ فِي العِشْقِ لَا عَذلا ولا عَتَبًا |
وَلمْ نَدَع غيرةً إِلَّا غلَبْنَاها |
بَل إنَّ غيْرَتنَا الْعَميَاء تُغْرِقُنا |
حُبًّا.. فنَزْدَادُ شَوقًا.. لَا عَدِمْنَاهَا |
حَتَّى الجِراحُ الَّتِي كُنَّا نَئِنُّ لهَا |
لَوْ لَمْ تَكُن تَرَكَتْنَا مَا تَرَكْنَاهَا |
دَقَائِقُ الْبُعدِ جُزءٌ مِن سَعَادَتِنَا |
ولَو حُرِمنا جَواهَا لَاخْتَرَعنَاهَا |
تَزِيدُنَا رَغبةً لِلْقُربِ تَبْعَثُ فِي الـ |
أَروَاحِ نَشْوَةَ شَوْقٍ كَم عَشِقْنَاهَا |
كُلّ الَّذِين أَرَادُوا هَدمَ عَالَمِنَا |
خَابُوا وَكُلُّ خَبَايَاهُم كَشَفْنَاهَا |
حَتَّى اخْتِلافَاتنَا لاحَتْ بِقِصَّتِنَا |
نُورًا دَعَتْنَا إِلَيهَا فَاعْتَنَقْنَاهَا |
دِفْءُ الْخُلُودِ - وَكُلُّ النَّاسِ تَنْشُدُه - |
أَضحَى لَنَا جَنّةً.. بِالحُبِّ جِئنَاهَا |
مَاذَا تَبَقَّى مِنَ الْأَحلَامِ يَا قَدَرِي |
وَمِن دُرُوبِ غَرامٍ مَا سَلَكْنَاهَا |
مِنْ قَبلِ حُبِّك كَانَ الصَّمتُ لِي وَطَنًا |
أحيَا عَلى رَأْسِ دُنيَا شَابَ قَرْنَاهَا |
يَمِيلُ خَدِّي عَلى يُسْرَايَ فِي مَلَلٍ |
أَغْفُو فَتَصْفَعنِي الدُّنيَا بِيُمْنَاهَا |
حَتَّى أَتَتْ مِنْ جِنَانِ الْعِشقِ أُحْجِيَةٌ |
تَفَنَّنَ الْقَلبُ فِي تَفسِيرِ مَعنَاهَا |
فَأصبَحَتْ وَطَنِي .. بَيْتِي وَقَافِيَتِي |
أَمِيرةٌ تَأْسِرُ الْأَفكَارَ عَيْنَاهَا |
فَرِيدَةٌ تَمْلَأٌ الأَكْوَانَ فِتْنَتُهَا |
سُبحَانَ خَالِقهَا بِالحُسْنِ كَنَّاهَا |
جَعَلتُ مِنْ قَلْبِهَا قَصرِي وَمَمْلَكَتِي |
كُلُّ المَسَافَاتِ فِي وِدٍّ قَطَعْنَاهَا |
يَا أَجمَل الخَلقِ فِي عَينِي وَفِي لُغَتِي |
يَا زَهْرةً مِن رَحِيقِ الحبِّ مَجْنَاهَا |
مَاذَا أَقُولُ لِوَصفِ الشَّوقِ سَيِّدَتِي |
وَأَبْجَدِيَّاتُ شِعْر الحبِّ قُلْنَاهَا |
هَذِي حِكَايَتُنَا للنَّاسِ مَاِثَلةٌ |
فِيْهَا فُصُولُ غَرَامٍ قَد كَتَبْنَاهَا |
حِكَايَةٌ أَصْبَحَتْ لِلْعِشقِ أُغْنِيةً |
لَو عَادَ زِريَابُ لِلدُّنيَا لَغَنَّاهَا |
فَرَدِّدِيهَا مَعِي فِي أُفْقِ خَارِطَتِي |
لِيَسْمَعِ القَومُ أَقْصَاهَا وَأَدْنَاهَا |
وَأَعلِنِي فِي فَضَاءِ الْحُبِّ فَاتِنَتِي |
أَنَّا سَعَادَتُنا عِشقًا وَجَدْنَاهَا |