هل يقوى البعد على العبث بكبرياء الحب!هل يجرؤالفراق على التطاول فوق هامة الحب العملاق؟ هل يعترف الحب بحدود زمانية أو مكانية؟تساءلت كثيرا وانا بعيد المكان عنك هل في الدنيا عوض لحبيب عن محبوبه؟أرهقتني الأسئلة كثيرا وعدت لأجدك تسدين الأفق أمام عيني فيغنيني حبك عن كل شيء .إن لحبك خاصية الإشباع الروحي والجسدي فمادته تكتمل فيها خواص الحياة ومقوماتها ولذا أجده في حلقي طعما وفي رئتي نفسا وفي سمعي صوتا وفي عقلي فكرا وكما هو الحال في قلبي نبضا وحياة.
حبيبتي..لم أزل في بعدي كما انا في قربي حضنك الدافيء وقفص قلبك الحافظ والطيف الجميل الحالم ..عشت لك في القرب ولك وحدك في البعد ..علمني القرب طمأنينة الحب وعلمني البعد الخوف عليه ..وبين الطمأنينةوالخوف صفة التضاد إلا في فلسفة الحب فهما ريهنا وفاق وحبلا عناق لا يعيش الحب دون طمأنينة ولا يدوم دون خوف.
اديبتي يامن تنفست من حروفك هواء البقاء ،وتقلبت بين خواطرك تقلب الطفل بين حضن أمه وحجر ابيه ،واستسمحت الزمان أن يلقي بي إلى جنة قربك فذهبت على أن أعود فلم أعد فعشت في جنتك عمرا بدأته من جديد لأنسخ به ما مضى لي من عمر مديد ..سأعود لكن إليك أنت وسأحلق بك في سماوات اشعاري ملكة روحي وأميرة إحساسي فإلى ذلك الحين.