زهوركَ الحمراء تملأ نفسي
..وتملؤني بألفَ حس ٍ
..وحس ِ
تسترقُ النظرَ إلي..
وأسترقُ النظرَ إليها
ولا أدري من يبكي على الآخر
في زمن ِ الخريفْ؟
ثم انطوينا كلانا
انطواءً على استحياءٍ
في خواءٍ.. ممتدٍ
..مخيفْ
تـَتَـسـلَّقـني من بعيدٍ أوراقـُها اليـُبْسُ دونَ نبضٍ..
أو حفيفْ..
أيُّ جفافٍ نالَ منها ؟
..سَرَى في نـَضارتِها
..في تـَفـتـُّحها
..في طـَراوتِها
سرقَ الحياةَ منها!
أهذهِ أوراقُ وردْ ؟
أهذهِ التي كانتْ قبل أيامٍ
..تـَتَـفجـَّر ماء ً
..وشذى ً
ولوناً زاهياً ناطقاً..
كحُمرة خد ؟؟!!
لكنها مكلومة ٌ مثلي
وتائهة ٌ.. هي الأخرى
..ومحرجة ٌ
ووجلة ٌ مثلي
وما ذنبُها أن أهديتَها إليَّ
..ثم رشفتَ رحيقها
وقتلتَ بريقها
فغصصتُ بكاءً عليها
بريقي..
وغَصَّتْ بريقها!
وأيُّ ذنبٍ جنتْ هذهِ الزهور؟
ضممتَها كالصغار - في يوم عيد - إلى بعضها
..في سرور..وحبور
وسُقـْتـَها إليَّ نشوى
ترفُّ جذلى
وتفوح شذا..
وعبيرا
..وأريجا..
وعطرا
فاحت بكل عبق!
- فاليوم عيد - !
وبثـثـتَها على عجلٍ
متعانقةً..
متجانسةً..
متوائمهْ..
تنظر إلي في خجلٍ !
فأيُّ إحساسٍ نما بيننا
من جديد؟
وأيُّ شوقٍ جرى إلينا
لاهثا..
من بعيد؟
فأزهقتَ نشوتها
وزرعتَ فيها الرعب
ونشرتَ بينها وبين بقيتها
البغض..
..فـَولَّـت سكينـتَها
وشاختْ قبل أن تعرفَ أني..
رفيقـَتُها
وماتتْ فبل أن تعرفَ أني..
حبيبتُها
ذابَ المكانُ
..تلاشى
وانطوى
ذاك المكانْ
وغابَ الزمانُ
..رحلْ
..وانطفأ ْ
واختفى
ذاك الزمانْ
يا باقةَ الوردِ العتيقْ
عودي إليه
..عودي
فإن جرحي عميقْ
..يا باقة الورد
يا رقتي..
..وعاطفتي
وعذوبةَ لحظاتي
ما عدتُ مثلكِ الأن
بل كبرتُ ..
عودي إليه
فأنتِ بين يديه
..أنورْ
وأزهرْ
لن أقبلَ أن تموتي هنا
..فلقدَ ألفتُ الضنا
واستسغتُ الأسى
وأنتِ يا باقة عمري
زمني اللذيذ الذي مضى
عودي إليه
وأخبريه أنِّـي هنا
..أُمزقُ الأحلامَ
..والأشواقَ
والمنى
بالدموع
..لا
بل بالشموع
..لا
بل بالخناجر والمدى
ما عدتُ أعي ما أقولْ
قتـلتـنا يا باقةَ الورد
العواطف
..والمشاعر
..والأحاسيس المُغَمَّضة الجفونْ
فها نحنُ الآن..في أفولٍ
..وأفولٍ
وأفولْ
عودي يا باقة الورد التي
بقيتْ في الظلِ أعواماً
..ترشفُ الحبَّ ومعانيه ألواناً ..
وألوانا
ها أنتِ الآن في الظل
..لكن
ترشفين الأسى
..والضياع
..والحيرة
صوراً .. وأشكالا
أخبريه من بعدُ..
أن يحمل أشواكاً
..وأحجاراً
ورمالاً
لا يحملُ باقةً مثلكْ
..أو زهوراً بجوار ظلكْ
قولي له :
لا تقربْ الحدائق
لا تلمسْ الثمارَ الشهية..
حرامٌ أن تسمعَ صوتَ البلابل
وترى الشقائق
أنتِ يا باقة حبي..رقيقة ٌ
..شفافة ٌ
زكيهْ
ويداهُ جرافتان
..تصلح للأخشابِ
للأبوابِ
للحديدِ
..للأرض اليباب
لأيِّ شئ ٍ
..أي شئ صلدٍ لا يعي
..أويحس
غير أن يكونَ طرياً
..غير أن يكونَ عذباً
..أو نديا
أنا وأنتِ يا باقة الورد شيئان
غير أننا مختلطان..
يا باقة الورد الجميلة
عودي إلى محضن دافئ
يشبه السما..في الصفا
..يشبهكِ
يشبهُ بهاء الخميلة
واصفحي عني
..فأنا ابنٌ سبيل ٍ
راحلٌ عن هذا المكان
مُغًرٍّبٌ خلف الزمان
أنشدُ آفاقا ً أخرى
فاذكريني يا باقة الورد
الأصيلهْ