وقفة لا بد منها (موضوع مهم جدا )

	بسم الله الرحمن الرحيم ﴿إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون﴾ نشرة صادرة عن رابطة مساجد دير البلح والزوايدة حول تدنيس القرآن الكريم من جوانتانامو إلى مجدو حقد صهيوني أمريكي مشترك

	وقفة لا بد منها إن ما حدث في جوانتانامو من تدنيس للمصحف الشريف ثم ما حدث في مجدو بعد ذلك، ليبرز مدى الحقد الصهيوني والأمريكي وقد صدق فيهم قول الله تعالى: "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ". ومع صريح القرآن الكريم إلا أن بعضاً ممن يحسب على هذه الأمة الإسلامية لا زال يحسن الظن بالكفر وأهله، ولا زال يختلق الأعذار لهؤلاء الذين لا يتركون موقفاً فيه نكابة بالمسلمين وإيذاءً لهم إلا استغلوه، وما ذلك إلا لبغضاء قد بدت من أفواهم وما تخفي صدورهم أكبر. وهاهم يعتدون على كتاب الله تعالى الذي يمثل المنبع الأول للأحكام الأصولية والشرعية والفقهية، وهو كلام الله المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بواسطة الوحي جبريل، المنقول إلينا بطريق التواتر المحفوظ بحفظ الله له المكتوب بين دفتي المصحف والمبدوء بسورة الفاتحة المختوم بسورة الناس. وفي حين أن المسلمين الفاتحين كانوا يعاملون سكان المناطق اللاتي كانوا يفتحونها بالحسنى، ويتركوا لهم كنائسهم ومعابدهم بل إن الله تعالى قال :" لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي " نرى هؤلاء النصارى واليهود لا يقيمون وزناً لأي قيم دينية،ولا لحرية يدعونها وهي منهم براء.. ولعل ما جعلهم يتجرأون على كتاب الله تعالى سياسة التبعية التي ألفها حكام الأقطار التي تدين بالإسلام، وسياسة التغاضي عن كل ما يمس الإسلام، وغفلة الهيئات الرسمية والشعبية عن نصرة الإسلام، وفي حين تهيأ الأماكن لأعداء الإسلام، تهيأ السجون لاستقبال من ينصر دين الله في الأرض. ويوم أهينت كرامة المسلم في فلسطين وما تحرك المسلمون ويوم أن أحرق الأقصى وما تحرك المسلمون، ، علم أعداء الله أنهم أمام أموات في أجساد أحياء ، فأقبلوا على كتاب الله يدنسوه ، ويهينوه على مرأى من العالم كله ، وما تحرك أحد على المستوى الرسمي إلا ما كان من تحرك على المستوى الشعبي من مسيرات ومظاهرات واحتجاجات وغيرها مما لا توقع واقعاً مراً أليماً ، وهو أن القرآن فد أهين.

	خطوط المسلمين الحمر وهنا يتبادر السؤال.. ما هي الخطوط الحمر لدى المسلمين، هل هي الدماء البريئة المسالة في فلسطين والعراق وأفغانستان؟ لا.. لم تعد خطوطاً حمراً، بديل استمرائنا وإصابتنا بحالة اللامبالاة، تجاه مشاهدها اليومية وكأن شيئا لم يحدث. هل هي احتلال أراضي المسلمين؟ لا.. بدليل احتلال العراق وأفغانستان وفلسطين وغيرها دون تحرك يليق بهذه الأحداث، أحداث الاحتلال، والتي توجب خروج الجميع حتى النساء للدفاع ولاسترداد هذه الأراضي المغتصبة!! هل هذه الخطوط في إذلال الشعوب الإسلامية والذي بدا واضحا فيما نشر من صور وجرائم شرف مخلة وفاضحة ارتكبها الجنود بل “الجنديات” الأمريكيات في حق المسجونين المسلمين أيضا في جوانتانامو والعراق وفلسطين، وقد أصابنا جميعا ما أصابنا من إذلال عند نشرها دون أن نحرك ساكنا؟ إذن.. ما هذه الخطوط الحمر؟ هذا هو السيناريو الذي تلعبه الصهيونية الأمريكية للتعرف اليه ومن ثم الإجهاز علينا -إن استطاعوا- كما يقول الله تعالى: “ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا”. وفي تقديري أن تسريب مثل هذا الخبر تدنيس المصحف ومن قبله الصور الفاضحة وغيرها يأتي في إطار هذه اللعبة القذرة ضمن الصراع الحضاري والديني، وهنا لابد من تسجيل التقدير والعرفان لمسلمي أفغانستان وباكستان الذين انتصروا للقرآن العربي وهم العجم ثم تبعتهم على استحياء مواقف رسمية تستنكر كالعادة. استحضرنا وفهمنا طبيعة وشكل الصراع فإن الموقف يستوجب اتخاذ إجراءات تليق بالقرآن.. آخر خطوطنا الحمر.. التي إن سكتنا عليها فقد توقف نبضنا إلى الأبد.. .. وماذا بعد؟ هل بات القرآن لا يعني ولا يهم إلا المؤسسات الدينية كالأزهر ودور الإفتاء والمجامع الفقهية في العالم الإسلامي حتى نكتفي ببياناتها واستنكاراتها؟ أين مواقف العالم الإسلامي الرسمية من خلال وزارات الخارجية وسفاراتنا في الخارج والتي يُفترض من خلال المصلحة البحتة أن تُستنفر من خلال مخاطبة

	الجهات الرسمية والشعبية ومخاطبة الرأي العام باللغة التي يفهمها، لغة الحوار الثقافي البعيد عن الأحقاد السياسية والدينية، والتي يفترض أن يتسم بها الحوار الرسمي الأمر أخطر مما نتصور لأنه تجاوز العديد من الخطوط الحمر وقد بلغ أشد الخطوط احمرارا وخطرا وهو القرآن دستور المسلمين. إن الفرصة متاحة ومناسبة لاتخاذ مواقف أكثر فعالية وجدية لأسباب عدة أهمها أن ثقافة الشعب الأمريكي وخاصة جمعيات حقوق الإنسان واحترام الأديان ترفض مثل هذه الممارسات ومن الممكن أن تستخدم لتشكيل رأي عام يضغط ويفضح الموقف الأمريكي الرسمي الذي أدى إلى هذه الفضائح والتي أثارت الرأي العام الإسلامي، كذلك ادعاء حوار الحضارات والذي يعزف على أوتاره الغرب ويحث عليه ويطالب به ويأمل من ورائه ثقافة السلام وتلاقح الحضارات وتصدير فكر الغرب في إطار العولمة الثقافية، مثل هذه الممارسات تنسف هذه الأيديولوجية من أساسها وتكلف السياسة الأمريكية الكثير وهذا ما لا يقبله بل وسيرفضه صانع القرار الأمريكي. لهذا.. ما الذي يمكن أن يقعدنا عن التحرك الرسمي وخاصة إذا كان الأمر يتعلق بأشرف وأقدس ما نملك القرآن الكريم فضلا عن أن هذا التحرك والانتصار لديننا أحسب أنه يدخل في صميم مصالحنا بل ووجودنا لأن القضية قضية هوية وكيان.. إن التحرك لابد أن يكون على مستوى الحدث حتى لا ندخل ضمن ما يقصده الشاعر: من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إيلام

	وإن الأمة اليوم بحاجة إلى أن تقف مع نفسها وقفة محاسبة وإذا كان هذا موقفها من الإعتداء على أشرف كتاب في حياة المسلمين ألا وهو كتاب الله المبين فما بالنا بالقضايا الأخرى التي تقل أهمية عن هذه القضية التي تمثل ثابتا من ثوابت الأمة الإسلامية إلا إذا كانت هذه الثوابت قد محيت من تاريخ المسلمين وحاضرهم وانحسر فكر الشباب على توافه الأمور ، وعاش المسلمون لقصورهم ودورهم وأموالهم ودنياهم، وتناسوا كتاب ربهم ، وما أقدم العدو الصهيوني والأمريكي على التجرأ على كتاب الله إلا لأنه استباح كل محرم وكل مسجد فصغر في عينيه استباحة حرمة القرآن الكريم فالواجب على كل مسلم أن يكون ذي موقف ينفعه عند ربهم يوم "وقفوهم إنهم مسئلون " ولنربأ بأنفسنا عن التثبت بالدنيا الحقيرة الفانية ولنكن جندا للمصحف حماة له. ولذلك ندعوكم نحن إخوانكم في رابطة مساجد دير البلح والزوايدة أن تقبلوا على كتاب الله تحفظوه في صدوركم، وتطبقوه واقعاً عملياً في حياتكم ، وتذبون عنه كل نائبة. وإلا فلننتظر ذلا على ذلنا ، وضعفا إلى ضعفنا ، ولن يتغير حالنا إلا أن نغير أنفسنا. اللهم هل بلغنا اللهم فاشهد

	إلى من دنسوا كتاب ربي (بإختصار) د. جمال مرسي جـودا بدمْعِكُمـا عَيْنّيَ و انتحِبا فالخطب أبكى شموس الكون والشهبا خطبٌ ألمَّ بنفسي و النهـارُ ضحـىً فاهتاجَ خاطرها و اغتـمَّ و اضطربـا كتابُ ربي و منهاجـي و مدرستـي قد دَنَّسَتْهُ يـدُ الخنزيـرِ ، وا عجبا كلبٌ يُدنِّـسُ آيـاتِ الكتـابِ ، فمـا مِنْ عالـمٍ ساخـطٍ أو حاكـمٍ شَجَبـا و نحنُ نأكلُ مـن أطبـاقِ حسرتنـا ذُلاً ، و نقتسـمُ الويْـلاتِ و الكُرَبـا و ندَّعي أننـا فـي أصلنـا عَـرَبٌ بئس العروبةُ إنْ لمْ تُصْلِـحِ العَرَبـا ما طائلُ الفخرِ بالأنسابِ فـي زَمَـنٍ لا يعرفُ الفخرَ و الألقابَ و النَّسَبـا و ليـس يثـأرُ للقـرآنِ غيـرُ يـدٍ ناريةٍ ، تُمسـكُ القـرآنَ و القُضُبـا أمةَ الخيرِ ، و الإسـلامُ منهجنـا حتّـامَ نتْبـعُ شيطانـاً بنـا لَعِـبـا حتّامَ نرقبُ ميلادَ "الصـلاحِ" ، و لـم نُعِدُّ أمّاً لَـهُ.. يـا أمتـي .. و أبـا حتّى متى و شبـابُ العُـرْبِ أفسـدَهُ تلفاز" ناْنسي" و غنجٌ أتقنتـهُ "رُبـا" و النائمونَ علـى فُحـشٍ يؤرِقُهُـمْ صوتُ المـؤذِّنِ أو إطلالـة الخُطَبـا ماذا تَبَقّـى إذا مـا دُنِّسَـتْ سِـوَرٌ لـو لامَسَـتْ جبَـلاً لانـدكَّ منقلبـا نحـنُ مَزَّقَنَـا صَمْـتٌ و أَحْرَقَنَـا خِـزْيٌ و أرَّقَنـا مَجْـدٌ لنـا ذهبـا أليس مـن قائـدٍ حـرٍ يجـوز بنـا بيداءَ رهبتنـا كـي نلمـسَ الشهبـا أُحسُّ فـي داخلـي بالفجـرِ يغمرنـا يا أمتي فاجعلي مـن خطبنـا سببـا هيا إلى المجد و العلياء و انتفضـي و لترفضي الذل و التزييف و الكذبـا كفاكِ نوماً ، فقد طـال الرقـاد بنـا و اليوم آن لنـا أن نعلـنَ الغضبـا

هذه الوقفة مهداة لكل أخ في الواحة

وخاصة لأخينا واستاذنا جمال مرسي


بارك الله فيكم