|
قُلْ للْبَرَدْعِي هداهُ الله من رَجُلِ |
أهدى العروبةَ جُرحاً ساخنَ المُقَلِ |
لا تستجمّ على أحزانِنَا فَرِحَاً |
لم ينهضِ النيلُ حتّى الآن من وَحَلِ |
يا من تغيّبَ بالتغريبِ عن قِيَمٍ |
مصرُ العروبةُ والإسلامُ للأَزَلِ |
مآذنُ العصرِ والتاريخِ شَاهِدَةٌ |
بأنّهُ النيلُ دِرْعُ اللهِ والرُسُلِ |
ما انفكَ ينبضُ في شريانِهِ وَرَعٌ |
تفنى الحياة ويبقى فائضَ الأَمَلِ |
وجهُ العفافِ على جنبيهِ مزدهرٌ |
مهما تعالى صياحُ العهرِ والنِّحَلِ |
أفي الحجابِ رأيتَ الجهلَ مدرَسةً |
تُبقي عليهِ فلا يشفى منَ العِلَلِ |
يا مَنْ تخلّفَ عن أوجاعهِ حِقَبَاً |
وجاءَ في ذروةِ الأحزانِ كالثَّمِلِ |
اقرأ تشرشلَ في التاريخِ كم عَجَزتْ |
جنودهُ الحُمرِ أن تأتي على مُثُلِي |
وكلّ مَن عانقَ الطغيانَ من وَلَدٍ |
يذيبه النيلُ مثلَ الملحِ في البَلَلِ |
لا تسمعوا صَوتهُ الغربيُّ بالعَرَبِي |
ما أطعمَ السَّم حين السمِّ في العَسَلِ |
من حضنِ واشنطنَ الخَرْقاءَ منْبَتُهُ |
فلا تقلْ أبداً من طِينِنَا الخَضِلِ |
لا ينجب النيلُ غيرَ الأصلِِ، طينَتُهُ |
من كوكبِ النّورِ لا الثّيرانِ والحَمَلِ |
يقولُ جاءَ وفي ( صلْعَتْهِ ) خَارِطَةٌ |
ستجعل الشعبَ في منأى عن الكَلَلِ |
ويضحك النيلُ من أفراحهِ مَرِحَاً |
ويَحبس الحزن في قيعان مُعْتَقَلِ |
وأين كنتَ وظهرُ الشعب ِ منحنيٌّ |
يكاد يُقسمُ من همٍّ ومن ثِقَلِ |
النيلُ يخلقُ من آهاتهِ بطلا |
يا جاهلَ النيلِ والتاريخِ فلْتَسَلِ |
ما كانَ من أجلِ دَحرِ الظلمِ ثورَتُنَا |
كي يَحكم الناسَ مَفْرُوغاً منَ المُثُلِ |
إن كنتَ بالعلمِ جئتَ اليوم تَرأَسُنَا |
وتقتلَ الفقرَ بالتعليمِ والعَمَلِ |
فتلكَ بَغدادُ من تعليمِكَ انفَصَمَتْ |
غيّضْتَ نهرينَ في أرجائها، عَضَلِي |
ما أحقرَ العلم أن ترقى مَراتِبُهُ |
بطعنةِ الأخِّ من ظَهرٍ ومن قُبُلِ |