نص معبر وجميل يحمل مشاعر نفس نقية وثابة فلا فض فوك!

لعلني لاحصت أنك اعتمدت أربع نفعيلات في كل شطر وهذا مما لم يرد في شعر العرب ولا تستسيغه الذائقة الشعرية الأصيلة ، والصواب هو أن يكون في كل شطر ثلاثة تفعيلات سباعية كحد أعلى في شعر البيت وست تفعيلات في شعر السطر ، وأن يكون أربع تفعيلات خماسية في الشطر كحد أعلى في شعر البيت وثمان في شعر السطر.

هذا ولقد وجدت عدة هنات مختلفة أخرى في النص على النحو التالي:

لن أعودَ اليومَ حتى ينجلي ضوءُ الصباحِ=لن أطيلَ الصمتَ إلا عندما يغفو صباحي
تكرار لفظة الصباح هنا لا تحبذ من حيث البناء ، أما من حيث المعنى فقد وجدت ارتباكا فيه عندي باعتبار أن منطق ألبية التي تحمل لنا هذا الحس الراقي لا يجب أن يكون "سلبيا" ، ولكن من حيث توظيف المفردة وجدت في قولك ينجلي ضوء الصباح ما لا يستقيم إذ إن الانجلاء إنما يكون لظلمة ، وماذا يضيف القول بالصمت حين إغفاء الصباح؟ أزعم أن ثمة إرباك في معنى البيت عموما.

لن يعودَ المجدُ إلا عندما تأتي بنا=نحوَ عزٍ فيهِ صدقٌ يقتفي إثر نجاحي
الإثر غير الأثر والاقتفاء ‘نما يكون للأثر ولو قلت مثلا خطو نجاحي لكان صحبحا.

أو نسوقُ الجدَّ سوقاً يستقي من نبعنا=كي نكون اليومَ فعلا , دربُنا فيه اجتياحِ
هنا حقها الرفع بالضم لا الجر بالكسر.

فانبرينا في حراكٍ نستقي هممنا = فابتعدت َ اليوم عنا , كان عربون انزياحِ!
في الأولى كسر في الوزن وفي الثانية لمن كان الخطاب ومن الذي ابتعد؟؟

لستَ مثلي في أنيني , احتويني في الدجى=آفةُ الحزن تنادي , همها فوت السماحِ
الصواب هنا احتوني جزما بالأمر.

هل عرفت السر قبلي؟, يا رفيقا كالمنى؟=أم قبلت الذل قسرا ؟ , صوته يرثي مناحي
لعلك قصدت نواحي.

سوف نبقى يا صديقي قبلة العز هدى=في حبور في حضور في سرور كان صاحِ
فاجتهد يوما بجد , اجتبي خطاً لنا=في حضور في حبور في مرور كن كصاحِ
العجز في البيتين هنا مكرر لفظا وجرسا ومعنى ، ولكن في الموضعين كان الأمر ثقيلا بتكرار فرضته القافية والمعنى غير واضح ولا مقنع.

دمت بخير وعافية!

وأهلا ومرحبا بك في أفياء واحة الخير.


تحياتي