|
إنا ضجرنا من حشود تظاهر |
أودت بمصر وشعبها لحفائرِ |
وتسربلت أقدام (ليلى) في العنا |
وهوت بقاع مصائب ومخاطرِ |
وبدت بلوعتها الأليمة دمعها |
يهمي بدفق مدامع بمحاجرِ |
إنا سئمنا من سفاهات بدت |
بالسوء لاحت في قبيح مناظرِ |
فوضى تعم حياتنا بمخالب |
قضت مخادع أمننا بأظافرِ |
فبكل درب ثلة بهتافها |
وبكل شارع مستطير ظواهرِ |
نحيا حياة الخائفين فأمننا |
ولى وصرنا في صراع ضرائرِ |
نحتل فيها ما نشاء بفتنة |
عمياء تدفع شعبنا لكبائرِ |
وتقيم فينا مهلكات حياتنا |
في الإثم يردينا بنار تصاغرِ |
ما ذنب مصر تمزقت أرجاؤها ؟! |
ما ذنبها عانت مرير مظاهرِ ؟! |
باسم التحرر حركتنا شهوة |
للقيل والقال الشديد الظاهرِ |
بئس المراء مراء شعب واحد |
عانى المآسي من حراب حناجرِ |
(اقتل أخاك بسبه وبقذفه) |
(حقره بالقول المسيء الداعرِ) |
هذا شعار العابثين بمصرنا |
هذا سبيل المستبد الحائر |
في كل شارع من شوارع نيلنا |
حشد يلاقي حشد خصم كاسرِ |
بالطوب والخرطوش يمطر جونا |
يا للإصابة بالبلاء الماطرِ |
في كل درب ضرب نار أشعلت |
فينا الرزايا أضرمت بأواصرِ |
من أنت قل لي إن مررت بحينا |
هل أنت خصمي أو حميم مناصرِ؟ |
كدنا نصنف بعضنا بسجلنا |
حسب الولاء لفكرة بدفاترِ |
صرنا نتاجر بالمبادئ جهرة |
يا ويح كل مدلس ومتاجرِ ! |
والبعض أضحى بالزعامة جامعا |
أنصار دعم حاشد لمكابرِ |
والبعض كفَّر بعضه بتجريء |
بئس الفتاوى من جهول ماكرِ |
والبعض أصبح بالفضاء محركا |
للشر يبحث عن هراء محاورِ |
والبعض أمسى بالوقود مسعرا |
يصغي لويل تنافس وتخابرِ |
و(يشيّر) الأنباء دون تحقق |
ويشيع فحشا موغلا بتناحرِ |
وبعمده طعن لآخر كاشحا |
ببغيض إخلال مقيت جائرِ |
قسمين أصبحنا بجرح نازف |
صعب أليم بالجوارح غائرِ |
بالدمع باتت أعين ببكائها |
فيه الثكالى في سواد ستائرِ |
يوما نشيع للمشافي ثلة |
من بعد تشييع لجوف مقابرِ |
والناس بالأرض البعيدة عينها |
ترنو إلينا في ذهول الناظرِ |
وتقول أقوالا تعدد قصدها |
بين الشماتة والوداد العاطرِ |
أعداء مصر بفرحة وسعادة |
أحباب مصر بلوعة وتضافرِ |
صرنا بكون شاخص متعجب |
مترقب متأهب متقاطرِ |
مليون شخص كل يوم بيننا |
يمضي بصيحات الهتاف الهادرِ ! |
وإذا سألت عن المصانع قد خوت |
منهم تراهم بابتدار مبادرِ : |
(ثوارنا بالإعتصام بخيمة) |
يا للعجائب في خيام الثائرِ |
كدنا نفلّس باقتصاد منهك |
من فرط تهريج وفرط تظاهرِ ! |
كدنا نواجه ثورة فورية |
لجياع فقر مدقع بعنابرِ |
لن يشبع الناس الكلامُ فجهزوا |
للقوت غرسا يانعا بقناطرِ |
لن يُسكن القومَ الخلاءُ فأنشئوا |
إيواء مثواهم بحسن عمائرِ |
لن يستر الجسم العراءُ فستّروا |
أجسام من عانى بثوب ساترِ |
هيا نضمد بالسلام جراحنا |
هيا نعود لألفة وتحاورِ |
للبحث عن عيش الوئام لشعبنا |
في نضر روضات الرخاء الزاهرِ |
مصر الجميلة تستحق حياتها |
بظلال شرع للإله القادرِ |
هذا ندائي للأحبة كلهم |
من بوح إخلاصي وصدق مشاعري |
سأظل أهتف بالغرام لمصرنا |
بقصيد تغريد المحب الشاعرِ ! |