|
اخترتُ مصر حبيبةً لفؤادي |
وحففتها بمحبتي وودادي |
وضممتها ضم الشغوف برقة |
ممزوجة بالشوق والإنشادِ |
بقصائد الأشعار أشدو حسنها |
وجمالها بتدفق مزدادِ |
وأخصها بالبوح أهداها المنى |
بغرام قلب بالجميع ينادي |
يا من أحب حبيبة مثلي ألا |
ضمختها بأطايب الإرغادِ |
عطرتها بالعشق أرسى فلكه |
فيها بشاطئ رفعة الأمجادِ |
وفديتها بالروح تزكو عندها |
بالنفس والأهلين والأولادِ |
وحميتها من كل خصم محدق |
بالشر والأهواء والأحقادِ |
وجعلتها نصبا لأعين يقظة |
مما يحاك بحلكة وسوادِ |
وسترتها لما الرعاع بخبثهم |
عرُّوا المفاتن غيلة برمادِ |
واستمرءوا غي المهالك جهرة |
وتفاخروا بمساوئ وفسادِ |
واستعمروها بالهوان تمزقت |
ما بين أحباب وبين أعادي |
ما كدت أعرف منقذا متجردا |
يأتي لها بالغوث باستعدادِ |
للذود عنها مخلصا مستغرقا |
مستسلما للواحد الجوَّادِ |
أعطى الحبيبة نيلها ورياضها |
وغراسها في خضرة الأعوادِ |
ونضارة الأفنان تحمل خيرها |
إغداقها في بسطه لعبادِ |
ورحابها يزهو بوارف فيئها |
بأرائك قد مهدت بمهادِ |
أتقول جنة ربنا في أرضه ؟! |
قل ما تشاء بشأنها يا حادي ! |
وامخر عباب البحر وانثر قدرها |
نثرا وكرر ذكرها بتهادي |
واسبق رفيق البر سجل فخرها |
بسجل فضل راسخ بمدادِ |
واملأ قراب تشوق لأريجها |
مهما تكن بحواضر وبوادي |
فهي التي بالقلب تحيا إنها |
أم لدنيا حُببت لبلادِ |
وتوسطت أرض الإله بفضله |
أعطى الحبيبة أكرم الأورادِ |
وأنالها الخيرات تترا كم لها |
في العز من رغد ومن إيرادِ |
حتى استباح الظالمون حياضها |
فتقلبت في العوز والإفسادِ |
وتغيرت فيها الأمور تبدلت |
وتحولت سوح الندى لجمادِ |
وتلبد الجو المنير عواصفا |
بغبارها بجحيمها الوقادِ |
بمفاتن شتى ألمت بالورى |
فيها أثارت ويلها بحدادِ |
وتخاصم الناس استعدوا للفنا |
بالكير ينفخ نفخة الحدادِ ! |
قلت اتركوها بالأمان .. تصالحوا |
وتذكروا عيشا بها بتوادِ |
وتذاكروا درسا لها بدفاتر |
كانت بلم الشمل باسترشادِ |
بالفتح حل بأرضها (عمرو) الهدى |
بصحابة النور النبي الهادي |
وتدبروا شرع الإله المرتجى |
بوئام أمن تراحم وسدادِ |
لا تجعلوها بالخصام أسيرة |
لتحزب ولفرقة وكسادِ |
لا تغرقوها في مجاري لوثة |
تودي بها لتفطر الأكبادِ |
لا تحبسوها في إطار جماعة |
تمضي بفكر تحكم الآحادِ |
حسبت حبيبتنا غنيمة صوتها |
يوم انتخاب مبهم الأعدادِ |
فيه الصراع على أشد تلاعب |
بتنافس الأشباح والأضدادِ |
ظنوا الصناديق الصكوك لبيعها |
لهمُ على مرأى من الأشهادِ |
كلا فإن الناخبين تطلعوا |
للخدمة المثلى من الأندادِ |
لم يمنحوكم صوتهم لتحولوا |
مصر الحبيبة كلها لمزادِ |
أو أن تكون بقضها وقضيضها |
لكمُ بتغيير النهى بتمادي |
في كبت أصوات الأنام وزجهم |
إن عارضوا بالسجن بالإرعادِ |
مصر الحبيبة للجميع تراجعوا |
عن نهج شرذمة لها بعنادِ |
اخترت مصر حكايتي وروايتي |
وحبيبتي وقصيدتي .. زوَّادي |
ونسجتها ثوبا أنيقا أرتدي |
في قربتي ومسيرتي ببعادي |
وجعلتها تاجا برأسي أرتقي |
فيه الأعالي في ربيع شادِ |
بجمالها وبهائها وصفائها |
ونقائها بمنائر الآمادِ |
وشدوت رفعتها قريض محبة |
لمن استقرت في صميم فؤادي |
ونشرت ذلك للأحبة كلهم |
بالمنتدى ومحافل لنوادي |
اخترتها بدرا منيرا ساطعا |
بمسرة كمسرة الأعيادِ |
بشريعة لله ربي المرتجى |
رب الوجود السرمدي الهادي |
صلى الإله على النبي وآله |
طه الشفيع مطهر الأجدادِ ! |