المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. سمير العمري
أهلا ومرحبا بك أخي الكريم فوزي والذي اشهد بأنك شاعر مميز وصاحب بصمة جميلة في الشعر.
أما مقصدك من تكرار لفظة الكلاب فلم يغب عنا بادئ ذي بدء ولكنه كان أكثر بكثير من أن يسوغه هذا المقصد خصوصا وأن الكلاب إنما عرفت بوفائها وبرها بأهلها رغم نجاسة لعابها ، وأراك ظلمت الكلاب كثيرا إذ شبهت هؤلاء بها. وإنما أمثالهم أمثال الضباع التي تحمل نجاسة البدن والطبع والغدر والقسوة وكل ما يناسب مقام أمثالهم.
أما في قول المتنبي فليس الرمية هو ما جمع بل الرمِيَّة أي التي رميت بالسهم وهي هنا تشبه جمع عطية على عطايا وهدية على هدايا.
وأما تخفيف الهمز فهو من الضرائر الشعرية وأحيانا تكون مستحبة كما هنا وأحيانا تكون ممجوجة كما في مواضع أخرى.
أما طرب واضرب واضطرب فأقول فيها:
نعم أخي اضطرب هي صيغة افتعل من ضرب حولت تاؤها طاء لتقارب المخارج وسهولة النطق ، ولكن طرب لا أعلم لها اشتقاق افتعال ذلك أنه لا يصح منطقا وإنما لها اشتقاق انفعال باعتبار أن الطرب حالة نفسية تنبع من الداخل لا من الداخل فيقال انطرب انطرابا ، وكان يمكنك بالطبع أن تستعمل هذا الاشتقاق الصحيح والذي يؤدي الغرض المطلوب.
لكن افتراضي أنك قصدت الاضطراب جاء من عظيمثقتي بشاعريتك وإنك قصدت هذا المعنى بما يمنح للصورة عمقا وبعدا وأثرا نفسيا موجعا ويصف الحالة حين يكون الرقص جنونا وتوجعا باضطراب ما نرى من تلاطم الأحداث وتدافع الأمور في العراق وفي غيرها لا عن طرب من الواقع والطرب يكون من فرح وحزن وتناسب المعنى كما قلت ولكن الاضطراب تمنح بعدا مختلفا أقوى وأوجع للمعنى.
أما في البيت موضع النقاش فأقول:
متى يا شامُ تقتبسُ الثُّريا
أنّى اتَّجه الشُّروقُ والاغترابُ
تخفيف التشديد في أنَّى لا أجده مقبولا باعتبار تشابه االفظة حينها مع أنا ومع أنى ولكل معناها في سياقها باعتبار وجود بدائل كثيرة لتوصيل المعنى نفسه أو حتى ما هو أفضل منه بدون مثل هذه الضرورة المستثقلة كأن تقول مثلا:
متى يا شامُ تقتبسُ الثُّريا
وقد عقَّ الشُّروقُ والاغترابُ
متى يا شامُ تقتبسُ الثُّريا
إذا اختلط الشُّروقُ والاغترابُ
متى يا شامُ تقتبسُ الثُّريا
إذا جحد الشُّروقُ والاغترابُ
متى يا شامُ تقتبسُ الثُّريا
بما اتَّجه الشُّروقُ والاغترابُ
هذا رأينا محضناه أيها الأخ الكريم والشاعر المبدع فخذ أو فدع!
تقديري