|
مَا الشِّعْرُ إِنْ لَمْ يُوْرِهِ نَبْضِي؟ |
أَرْضَى بِهِ وَأَرَاهُ لاَ يُرْضِي |
أَوْدَعْتُهُ سِرِّي عَلَى ثِقَةٍ |
فَأَذَاعَهُ وَبِشِقْوَتِي يَقْضِي |
أَسْكَنْتُهُ قَلْبِي وَمِنْ مُقَلِي |
أَسْقَيْتُهُ أَطْعَمْتُهُ بَعْضِي |
فَإِذَا شَكَوْتُ أَرَاقَنِي وَإِذَا |
عَاتَبْتُ أَغْضَى وَهْوَ لاَ يُغْضِي |
يَا شِعْرُ خُذْ مَا تَشْتَهِيْهِ وَلاَ |
تَدَعِ الـهُمُوْمَ بِمُهْجَتِي تَمْضِي |
أَشْعَلْتَ لَيْلِي وَارْتَحَلْتَ وَلَمْ |
أُطْبِقْ بِهِ جَفْناً عَلَى غُمْضِ |
أَنَقَضْتَ مِيْثَاقاً وَكَمْ هَزِئَتْ |
لَبِنَاتُهُ بِمَعَاوِلِ النَّقْضِ؟! |
فِي مُقْلَتَيْكَ رَسَمْتُ خَارِطَةً |
دَنَتِ السَّمَاءُ بِهَا مِنَ الأَرْضِ |
رَكَضَتْ خُيُوْلُكَ غَيْرَ عَابِئَةٍ |
أَدْمَتْ جَبِيْنَ الدَّرْبِ بِالرَّكْضِ |
صَهَلَتْ فَأَصْغَى كُلُّ ذِي صَمَمٍ |
قَسْراً وَبَاتَ الرَّجْعُ كَالوَمْضِ |
تِلْكَ التَّهَاوِيْمُ الَّتِي عَكَفُوْا... |
كَالعِجْلِ خَوَّاراً بِلا نَبْضِ |
يَسْتَحْلِبُوْنَ الوَهْمَ مَا انْطَفَأَتْ |
حُرَقٌ إِلَى جُبِّ الرَّدَى تُفْضِي |
يَا شِعْرُ مَا بَدَّلْتُ رَغْمَ أَسَىً |
يَجْتَاحُنِي بِالطُّوْلِ وَالعَرْضِ |
أَدْرِي بِأَنَّ الذَّوْقَ مُخْتَلِفٌ |
وَالشِّعْرُ قَرْضٌ لَيْسَ كَالقَرْضِ |
إِنْ لَمْ تُظَلِّلْ وَجْنَتَيْهِ رُؤَىً |
خُضْرٌ فَمَا أَحْرَاهُ بِالرَّفْضِ |
وَالـمُدَّعِي إِنْ لَمْ يُقِمْ حُجَجاً |
أَهْوَى بِهِ سَيْفٌ مِنَ الدَّحْضِ |
يَا شِعْرُ مَا جَدْوَاكَ فِي زَمَنٍ |
لاَ يَرْتَقِي إِلاَّ إِلَى خَفْضِ؟ |
شُعَرَاؤُهُ فِي كُلِّ مُعْتَرَكٍ |
وَرِمَتْ أَصَابِعُهُمْ مِنَ العَضِّ |
طَارَتْ بِهِمْ أَهْوَاؤُهُمْ... سَفَهاً |
لِعِنَاقِ حُلْمٍ زَائِفٍ غَضِّ |
كَفَرَاشَةٍ هَتَفَ الضِّيَاءُ بِهَا |
فَهَوَتْ بِحِضْنِ هَلاكِهَا الـمَحْضِ |
مَا الشِّعْرُ إِلاَّ الـحُبُّ يَسْكُبُنَا |
حِسًّا وَيَغْسِلُ سُحْنَةَ البُغْضِ |