|
ذَكَرْتُ فماج الدمعُ من ذِكْرِها دَعْدُ |
وخَدِّيَ من دمعِ الفراق له خَدُّ |
أبيتُ على وَجْدي وأنْظُرُ في غَدي |
فلا نظرةٌ يَقْضي بها حَقَّهُ الوَجْدُ |
عَلِقْتُ بها حبَّاً وأمرَضَني الهوى |
وبانَتْ فحتى لا سلامٌ ولا رَدُّ |
وليت الذي أهوى يُأَمِّلُني ولو |
بِوَعْدٍ وإنَّ الصبَّ يُبْرِؤُهُ الوعدُ |
ويا قلبُ صبراً ما ألَمَّ بكَ النَّوى |
فلا بدَّ إنْ طالَ الفِراقُ لهُ حَدُّ |
قضى الله في حُكْمِ الليالي بأنها |
تُقَرِبُ في آنٍ وآوِنَةٍ بُعْدُ |
ولولا الهوى ما كُنْتُ أخْضَعُ للذي |
يُسيئُ ولكِنَّ الفتى للهوى عَبْدُ |
أَلينُ - وإن كنتُ الشديدَ - إلى الهوى |
واغضبُ في شَرْوى نقيرٍ وأحْتَدُّ |
وأَحدو إذا ما الشَّوقٌ هيَّجَ مُهجتي |
وأفْزَعُ إن شَدَّ البلاءُ وأشْتَدُّ |
وأحملُ في جنبَيَّ عِزَّةَ مُؤمنٍ |
تضيقُ بها الدنيا وذَلَّت لها الأُسْدُ |
فألوي على بعضي أموتُ من الظَّما |
إذا لمْ يَكُنْ وِرْدي نَميراً فلا وِردُ |
وما ليَ من فقرٍ لدنيا أُصيبها |
ولكنَّ ورَّادَ المعالي له جِدُّ |
وكم من يدٍ لله عندي جليلةٍ |
يموتُ على غيظٍ بها الحاسدُ الوَغْدُ |
فأصبرُ من مس الضِّرامِ وربما |
يفوحُ على مسِّ الضِّرامِ له النِّدُّ |
هي النارُ في الأحشاءِ لكنَّ وقعَها |
على كبدي مثل الشَّرابِ به بَرْدُ |
يُخاصِمُني في الحقِّ والحقُّ أبلجٌ |
قَواعِدُ إلَّا أنَّهم أَلْسُنٌ لُدُّ |
إذا النَّائباتُ السُّودُ حَطَّتْ رِحالَها |
يَفِرُّونَ من عَجْزٍ وأبقى لها النِّدُّ |
فيذكُرُني قومي إذا جدَّ جِدُّهُمْ |
وفي مَلْعَبِ الفُرسانِ يُفْتَقَدُ الوَرْدُ |
ويُبدون وُدَّاً عند كل مُلمَّةٍ |
وفي النفسِ طيَّاتٌ قليلٌ بها الوُدُّ |
أرى طعْنَهُم ظهري وأسمعُ شتمَهُمْ |
فأُغضي لهم طرفا ويَتبعُهُ الحمْدُ |
فما كنتُ أحترف السَّفاهة والغِوى |
ولكنني سيفٌ وفارَقَهُ الغِمْدُ |
ولستُ أُبالي للصِّغارِ لأنني |
لآنافهم رَغْمٌ وأكبادِهم وَقْدُ |
ولي في طِلابِ المجدِ نَفْسٌ أبِيَّةٌ |
تُنَازِعُني فيها الصَّبَابَةُ والسُّهْدُ |
إذا أَشْغَلَتْني عن بُلوغِ المُنَى دَعْدُ |
فهذا طلاق بائِنٌ مِنْكِ يا دَعْدُ |