|
فوجئت في بيتي بأجمل هرةِ |
جاءوا بها الأولاد ساعة غربتي |
وتحدثوا عنها وعن أخلاقها |
وهدوئها بسكينة ومسرةِ |
فوجدت وصفهمُ كما قالوا لها |
سمت عجيب في عيون عذوبةِ |
ورفضت صحبتها وقمت بزجرها |
ونبذتها نبذ الشغوف بوحدةِ |
فتأثر الأولاد مني وانبرى |
فيهم دفاعٌ عن خلالِ جميلةِ |
فاللون أبيض كالسحاب بصفوه |
والذيل ممدود بأبهى صورةِ |
واللهو مرغوب بهرتهم أرى |
فيهم حبورا عازفا بمودةِ |
وتعجب الأولاد مني : شاعرٌ |
يأبى المحبة قد أتته بوفرةِ ! |
قلت : اتركوني .. لا أود هزارها |
و(الخربشات) تصيبني في بشرتي |
قصوا أظافرها قبيل لقائها |
للهو حين ظهيرة وعشيةِ |
وإذا أردتم بالفؤاد ودادها |
لا تجعلوها تختبي بأريكتي |
لا تجعلوها في سريري كلما |
رامت فراشا تستقر بفرشتي |
وتنام نومتها العميقة بالهنا |
بسباتها الوافي بطرف مخدتي |
فأنا أحب من الحياة هدوءها |
وأنا أحب سكينتي بمعيشتي |
بالله ردوها لبائعها كما |
كانت تعود لعشها في حجرةِ |
قالوا : وكيف فراقها وبعادها |
إنا عشقناها بعشق حبيبةِ |
إن كنت ترغب للجميلة بعدها |
جمعا نكون بجنبها في رحلةِ |
ستكون وحدك إن رغبت فراقها |
فأعد حسابك يا أحن أبوةِ |
قلت : اسمعوني جيدا فمطالبي |
أني أريد وسيلة لحراستي |
وأريد أمنا وارفا من نومها |
جهرا بفرشي في دقائق غرفتي |
إن كنت وحدي فاحرسوني كلكم |
حتى تفارق بالسلام وسادتي |
قولوا لها إن الدعابة أوجه |
وبها اختلاف شاسع في وجهتي |
سأحبها رغما ببعد مقامها |
عني لأرنو حبها في نظرةِ |
شعت إليها منكمُ بسجية |
فطرية ممزوجة بسعادةِ |
ولسوف أرضى أن تقيم فواصلوا |
حبا لها بحنانة وبرحمةِ |
هذا اضطرار والقرار قراركم |
فقد استطاعت أن تكون شريكتي |
في حب أولادي وأمهمُ كما |
نالت مكانا رائعا في شقتي |
ولسوف أسطر للأنام حكايتي |
شعرا لأهرب منكمُ لقصيدتي |
فبها استعادة مأمني وسلامتي |
من قهر عيشي في مخالب هرةِ |
قهر المحبة أن أحب شريكة |
تحيا ببيتي رغم جدب مودتي ! |
والله يقضي بيننا بقضائه |
يوم النشور بعدله بقيامةِ |
والصبر مفتاح لأجمل مخرج |
لأنال يوما قادما حريتي ! |