عِتَابُ النَّـدَى

بَينِي وَبَينِكَ نَبْضَةٌ تَجْتَاحُ
قَلْبِي وَقَلْبَكَ بِالنَّدَى،وَصَبَاحُ

كَمْ قَطْرَةٍ وَلْهَى تُضَمِّدُ وُدَّنَا
عِنْدَ الجَفَاءِ لِيَسْتَقينَا سَمَاحُ

اللَّوْمُ فِي اللهِ وِشَاحُ بَرَاءَةٍ
فَاللَّوْمُ مِنْكَ بَرَاءَةٌ وَوِشَاحُ

يَاصَاحِبي أدري بقلبكَ كم شَذَا
بالحُبِّ كَمْ هُوَ عَاطِرٌ فَوَّاحُ

النِّيلُ يَسْكُنُ ضَفَّتَيهِ فَقُلْ لَهُ
إنَّ ابنَ جَنْبكَ غَادَرَتْهُ الرَّاحُ

"إنِّي وَإنْ كُنْتُ"العَزِيزَ فَعِزَّتِي
باللهِ عِنْدَ الإعْتِذَارِ فَلاحُ

أطْوِيْ سِجلَّ الوَسْوَسَاتِ لِتَسْتَقِي
مِنْ نَهْرِكَ العَذْب الشِّفَاءَ جِرَاحُ

يَاسَيِّدي إنْ كَانَ وُدّكَ مُتْعَباً
فَشُغَافُ قَلْبكَ بالنَّدَى تَرْتَاحُ

صنوَانِ نحنُ عَلَى امْتِدَادِ مَسَافَةٍ
أَلَقٌ هُنَاكَ وَهَا هُنَا الإصْبَاحُ

نَبْضِي وَنَبْضُكَ واحدٌ، وَكَأنَّمَا
دَرْسٌ لِكَي تَتَسَامَحَ الأرْوَاحُ

يَا لائِمِي، هَلْ ثَمَّ جُرْحٌ آخَرٌ
بَيْنَ الحَنَايَا أًنْطَقَتْهُ رِمَاحُ؟

إنَّـا عَلَى مَهَلَينِ نَمْضِي رَيْثَمَا
تَرْضَى فَيَأوِيْ لِلْحَنِينِ جِمَاحُ

رِيِفِيَّةٌ وَالنِّيلُ يَرْسُمُ وَجْهَهَا
قَدْ زَيَّنَتهَا لِلدُّنَى الأقْدَاحُ

مَا أَنْجَبَتْ إلا الجَمَالَ مُرَصَّعَاً
بالحُبِّ إنَّ العِشْقَ فِيكِ مُبَاحُ

يَا خَيْرَ مَنْ عَزَفَتْ بِرِقَّةِ قَلْبِهَا
لَحْنَ الوِدَادِ بَرَاءَةٌ تَجْتَاحُ

يَا قِبْلَةً، ألَقُ الحَنِينِ يَضُمُّهَا
غَنَّتْ بِشْوْقٍ حَوْلَهَا الأصْدَاحُ

هَلْ للنَّسِيمِ عَلَى جَبِينِكِ حِيلَةٌ
إنْ صَبَّهُ بالحُبِّ فِيكِ لِقَاحُ

طُهْرَانِ مِنْ رَحِمِ التَّأدُّبِ أُنْجبَا
رَبَّاهُمَا فِي عِفَّةٍ .. فَلَّاحُ

أحمد البرعي
إهْدَاءٌ إلى أَخَوينِ جَلِيلَينِ مِنْ بَلْدَتِي الجَمِيلَة

حيّاكَ الله يا احمد- قصيدة جميلة استمدت بعض جمالها من القافية المتميزة بحرف الحاء المضموم
وهي بعدُ تقع ضمنَ ما يُسمى بألاخوانيات نبيلة القصد تخللتها صور جميلة-
افلت الوزن عندك في موضعين ولعل ذلك خطأً مطبعياً-
دام القك

مرحباً بك أستاذ .. جلال طه

أشكركَ على هذا الحضور الفواح بالوداد
وهلا بيَّنتَ لي أين هذين الموضعين إذا سمحت

ودي وتقديري

اشكرك على هذه الروح السمحة
وازعم ان الخلل في عجز البيت الثاني وصدر البيت الثالث
دمت ساميا

علامَ الشكر سيدي
فأنا أتمنى من الله أن يهديني الأساتذة دائماً إلى الصواب
أما عن عجر البيت الثاني:
فهمتُ أنكَ تقصد " ليستقينا" فالأصل فى الياء أن تنصب ولكني سكنتُها
وهذه تحديداً أشار إليَّ بشأنها الأستاذ محمد البياسي أنها تجوز فى الشعر
والعهدة علىا لراوي :)
أما عن صدر البيت الثالث:
ال لو مُفل / لا هِي وشا / حُبراءَتن
هو سليم تماماً أستاذ طه ..
إلا إذا كان لديكَ ما تهديني إليه من صواب بارك الله فيك

أدام الله أخوتكما
قصيدة جميلة
أسجل حضوري هنا

الأختُ الكريمة .. سُهى رَشدان

أشكُرُكِ على إطرَائِكِ وحُضُوركِ شُكراً جَزيلاً
مودتي وتقديري

قصيدة محلقة راقت لي حد الطرب لهذا الحرف البارع وهذه الحرفة الماهرة!

لله درك ما أبدعك وأجمل نصك هذا!

ونعم يجوز على استثقال وللضرورة قبول عدم نصب الفعل المعتل بعد حرف النصب ، ولكن كلام الشاعر جلال صحيح من باب أن الوزن لا يستقيم إلا بخطف الألف في ليستقينا ، فالمشكلة هنا في الألف الزائدة وليس في عدم نصب الفعل.

ثم إن صدر البيت الثالث فيه خلاف فبعض يخطئه وبعض يصوبه من أمثالي ممن يرى حق الشاعر في خطف الهاء ومدها كما شاء ، ولكن لا يلزم هذا الرأي الجميع. ولو كنت مكانك لبحثت قليلا عن تركيب أقوى للجرس بدون اختلاف في المعنى كأن تقول مثلا:
فاللوم قصد النصح صك براءة
أو ما شابه لكان أوثق للجرس وأنسب للنفَس.

أكرر إعجابي وأثق بأنك ستكون صاحب قمة شعرية تخصك!

تقديري

شكرا ايها الحبيب على هذا المحمول الجميل
الذي حملته حروفك بهذه المعاني الجميلة
والصور الدالة والبناء الراقي
مودتي

هَلْ للنَّسِيمِ عَلَى جَبِينِكِ حِيلَةٌ
إنْ صَبَّهُ بالحُبِّ فِيكِ لِقَاحُ

لا فض فوك , قصيدة رائعة , من مبدع جميل
تحيتي وتقديري