ضُمِّيْني الآنَ
فَثَمَّةَ شَىءٌ يَمْلَؤُ صَدْرِيْ
أخْشَى حِيْنَاً
أنْ ألْقَاهْ
ضُمِّينِيْ
مِلْء البَحْرِ وَمِلء الدَّهْرِ
وَمِلء الحُلْمِ وَمِلء الآهْ
ضُمِّيْنِي أكْثَرَ يا أُمِّيْ
الآنَ سَأخْرُجُ صَوْبَ يَقِينٍ
أَشْعُرُ أنِّي
لَنْ أحْيَاهْ
قَالَتْ :
يَا شَهْدَ العُمْرِ
آرَاكَ حَزِينَاً
مِـمَّ الخَوْف وِمَنْ يُؤذِيكْ ؟
مَا النَّفْسُ إذَنْ!
إنْ مَسَّكَ ضُـرٌّ فِيْ مَحْيَاكَ
وَلا تفْدِيكْ!
رِفْقَـاً بفُؤَادِكَ يَا وَلَدِي
مَازِلْتَ صَغِيراً
كَيْ يَتَسَلَّلَ هَذَا الهَمُّ
إلَى جَنْبَيكَ
وَيَسْكُن فِيكْ
وَيَمَرُّ العُمْرُ عَلَى عَجَلٍ
فِي صَمْتٍ
لَمْ يُفْهَمْ مَعْنَاهْ!
والنَّاسُ تُحَارِبُ مِنْ حَوْلِيْ
أنْفَاسَاً أقْسَمَ كَاتِمُهَا
ألا أحْيَا!!!
مَا أقْسَاهْ
صَدَقَتْ رُؤْيَايَ
فَيَا أمِّيْ
رِفْقَاً بالقَلْبِ
فَلَنْ أتَحَمَّلَ دَمْعَكِ مَهْمَا مِتُّ
وَلَنْ أنْسَاهْ
سَأمُوتُ مِرَارَاً يا وَلَدِيْ
وَسَأحْيَاً عُمْراً
أرْثِيكْ
لا صَبْر يُلَمْلِمُ أحْزَانِيْ
إنْ عِشْتُ بعُمْرٍ يَأوِينِي
وَتَعِيشُ
بمَوْتٍ يَأوِيكْ
أحمد البرعي