|
أفك لكم بسفاهة الأحلامِ |
قمتم بمصر بهيئة الأقزامِ |
أف لكم مزقتموها بالهوى |
والغدر والأحزان والآلامِ |
أف لكم خنتم مبادئ ثورة |
تقنا لها من سالف الأعوامِ |
وتشتتت أهدافها .. غاياتها |
راياتها بمرارة لمرامِ |
وتأخرت مصر الحبيبة أصبحت |
في ذيل بلدان مع الأسقامِ |
ما كان منكم من طبيب واحد |
يرعى جراحا للحبيبة دامِ |
كنتم سيوف الطاعنين بصدرها |
بتشابك بقطيعة الأرحامِ |
وبدا التقاتل بيننا بفظائع |
في قسوة وبشاعة لحمامِ |
فظا مقيتا صارخا متحجرا |
مستمسكا بوسائل الإعدامِ |
حتى توالى بالشجون أنينها |
بضحى كئيب أو خلال ظلامِ |
كفا حنونا ما رأت من جمعكم |
فأكفكم مملوءة بسهامِ |
تهوي عليها بانطلاق ضغائن |
بين القلوب بيقظة ومنامِ |
وإذا تلاقى البعض أشعل نارها |
وأذاقها سعر اللظى بحطام |
وتسمَّعت آذان أحباب لها |
قولا يقلل شأنها بكلام |
(طظ بها) دون ادكار مقامها |
بل (طظ فيكم) طيلة الأيامِ |
حب الحبيبة واجب متأصل |
في الشرع والآيات بالإحكامِ |
وبذكرها جاء الكتاب منزلا |
وبسنة مبرورة لتهامي |
تاريخ إجلال وعز شامخ |
بوضاءة للوجه والأقدامِ |
والجسم والروح النقية والسنا |
مصر البهاء بثغرها البسامِ |
أف لكم هانت عليكم مصركم |
بل مصرنا بحفاوة الأنغامِ |
نشدو بها في كل وقت لحنها |
يشجي فؤادا عاشقا بغرام |
لا لن تكونوا قادة بسجلكم |
تمزيق تاريخ لها متسامِ |
بالعز والأمجاد إنا كلنا |
نحمي حياضا وارف الأكمامِ |
طوبى لمن عشق الحبيبة وانتشى |
بأريجها بربيعها المتنامي |
ومضى يدافع عن ثراها باذلا |
روحا ونفسا بالعلاء النامي |
وأزال عنها ما اعتراها مشفقا |
عذبا نقيا مسعدا بقيامِ |
إني لأرقب كل شيء عارفا |
خصما لدودا موغلا بخصامِ |
شعري ونثري مثل غيري صامدا |
يجري سريعا حاسم الأقلامِ |
يحمي الحبيبة باسطا حبا لها |
بقصائد ممشوقة الإلهامِ |
أف لمن رام الحبيبة سُلَّمَا |
لهوى زعيم شاهق الأوهامِ |
لتكون نهبا للأعادي زاعما |
ما يعتريه بقبضة للجامِ |
مصر السنية والندية قلبها |
قلب المحبة خافق بهيامِ |
للناس جمعا في سلامة نية |
بحفاوة وعناية لأنامِ |
وفَّت عهودا والوعود لغيرها |
ورعت مواثيق الهدى بتمامِ |
وسمت برايات التقى وضاءة |
ومضت بنهج شريعة الإسلامِ |
لا تذبحوها بالأسنة أُشهرت |
في وجهها بلجاجة الأفهامِ |
لا ترعبوها باختباء خناجر |
في ظهرها .. وبحفرة الألغامِ |
وبنهج تهريب المدافع خفية |
بمجون غدر الماكر الهدَّامِ |
يا ويح أبناء يسومون الردى |
أما لهم بالفحش والإجرامِ |
بئس العقوق عقوق إبن زاعمٍ |
أن العقوق فضيلة بحرامِ |
بئس الوسيلة زرع أشواك الضنا |
في زهر روض وارف الآكامِ |
بئس الدعاة دعاة فحش إنهم |
أعوان إبليس ثوى بلئامِ |
مازلت أهتف بالوئام طريقة |
للعيش هيا نرتقي بوئامِ |
مصر الحبيبة للجميع فما لكم |
قسمتموها أبشع الأقسامِ |
وجعلتموها فرقة وتشتتا |
وتشرذما في قبضة لغلامِ |
مصر الكبيرة لن تكون أسيرة |
يا من سننتم جائر الأحكامِ |
سنحطم القيد الأثيم مجددا |
في وثبة المستأسد الضرغامِِ |
هل عدلكم تصغير مصر وكبتها |
يا ويح فكر خاسئ ظلاَّمِ |
هل حكمكم تركيع مصر وشعبها |
خابت مرامي لوثة الحكامِ |
هل دأبكم تحقيرها .. تجويعها |
لتكون ظهر ركوبكم بخطامِ |
وتكون دابة سعيكم بمرامكم |
طوعا لكم في عدوها بزمامِ |
كلا .. نقول بملأ فيه إنها |
مصر الشموخ صدارة الأقوامِ |
أف لكم .. عودوا لمصر .. بتوبة |
لله ربي الواحد العلامِ |
صلى الإله على النبي واله |
ما انهل ودق من خلال غمام ! |