لا تَظْلِمِي صَمْتِيْ وَلا أسْبَابيْ
أنَا لا أُجِيدُ البَوْحَ بالإعْجَابِ!
لَيْسَ الَّذِيْ عِنْدَ اتِّقَـادِي لَهْفَـةً
أوْجَزْتُهُ يَكْفِيْ ، وَلا إطْنَـابيْ!
فَتَمَهَّلِيْ عِنْدَ اشْتِعَالِكِ فِيْ يَدِيْ
شِعْرَاً ، لِكَيْ لا تُلْهِبيْ أعْصَابيْ
أنَا يَا حَبيِبَةُ رُبَّمَا أُخْفِيْ الهَوَى
لَكِنَّ بيْ فَضَّاحَة الأحْبَابِ
عَيْنٌ تَبُوحُ بكُلِّ مَا أخْفَيْتُهُ
هَا فَافْرِضِيْ إذْ مَا أردْتِ عِقَابيْ
صُبِّيْ كُؤُسَ التَّيهِ فَوْقَ بَصِيرَتِيْ
هُزِّيْ جُذُورَ رَجَاحَتِيْ وَصَوَابيْ
أنَا لَنْ ألُومَكِ مَا أطَلْتِ مِنَ الجَوَى
مَنْ ذَا يَلُومُ الذَّنْبَ فِيْ الأوَّابِ
هَذَا أنَا رَغْمَ التَّأوّدِ فِي الهَوَى
كَذِبَاً أُخَادِعُ رِفْقَةَ الأصْحَابِ
مَا لَيْسَ فِيَّ أقُولُ كِبْرَاً هَا أنَا
وَأنَا ابْنُ وَجْدٍ حَالِكٍ غَلَّابِ
لا تَتَّقِيْ صَمْتَـاً يُخَاتِلُ بالوَهَى
لا شَيءَ عِنْدِيْ يُتَّقَىْ بجرَابيْ
لكِ مَا أرَدْتِ مِنَ العِتَابِ وإنَّهُ
لَأَقَلّ مَا يَرْضَاهُ مِنْكِ عَذَابيْ
هَا فَاسْتَبيحِيْ كُلَّ سِرٍّ فِيْ دَمِيْ
هَا يَا دِمَـاءُ تَرَقْـرَقِيْ بيَبـابيْ
وَلْتُنْبتِيْ لُغَةً تَرُوقُ حَبيبَتِيْ
وَلْتَفْتَحِيْ - باُحِبُّهَا - أبْوِابيْ
بئْسَ التَّسَتُّرُ خَلْفَ وَهْنِ ذَرِيْعَتِيْ
بئْسَ الصُّمُوتُ وُبئْسَهَا أسْبَابيْ
إنْ لَمْ تَقُمْ أُمَمُ الحُرُوفِ بهُدْبِهَا
هُدِمَ البَوَاحُ بِلَعْنَةِ الأهْدَابِ
أحمد البرعي