|
بالحزن أرثي ذا السناء (ضياءَ) |
مَنْ شِعرُهً قد سابق الشعراءَ |
في مدح طه المصطفى خير الورى |
فأفاض في ذاك المدى الأضواءَ |
وانهل من طهر المحبة شدوه |
عذبا بهيا يملأ الأجواءَ |
ويبوح بالحب الصدوق لـ(أحمد) |
يهدي الجميع مديحه إهداءَ |
وينير درب السائرين بحبهم |
نحو الحبيب قصيدُه يتراءى |
برقائق الإنشاد شنف سمعنا |
يحوي ولاء راسخا ووفاءَ |
ويشير للفذ المضيء بنانُنا |
فخرا يواكب بالشموخ ثناءَ |
عبر العقود تعددت آثاره |
تترا تهل نضارة وصفاءَ |
بالعلم والتعليم أمضى عمره |
شيخا جليلا نابها معطاءَ |
لغة الكتاب الحق بيَّن نحوها |
والصرف والأصداف والألاءَ |
وقواعد الإملاء أوضح أمرها |
وأبانها وأنالها استقصاءَ |
وأحاطها يسرا بسيطا مسهبا |
كالنهر يجري للجميع سقاءَ |
يروي العقول مبشرات نقائه |
ويخص من بين الورى الأدباءَ |
فالشيخ درَّسهم دروسا أثمرت |
وسل الكرام السادة الخطباءَ |
وبحور شعر كان يسبر غورها |
غوصا ونهلا .. حكمة وذكاءَ |
واختص طيبة بالمديح لأنها |
حوت الرسول المجتبى الوضَّاءَ |
وثوى قريرا في نداها هانئا |
فيها يجوب بروضها الأنحاءَ |
يحيا بقرب المصطفى مستمتعا |
بجواره يستعذب الآلاءَ |
ويسطّر الشعر الجميل بوصفها |
شعرا سيبقى للأنام رواءَ |
شعرا رقيقا في مديح (محمد) |
حلوا غزيرا للقلوب دواءَ |
يشفي غليل العاشقين لطيبة |
ويكون وصلا طيبا ولقاءَ |
وبحب آل البيت كان مميزا |
فخما يوافي للكرام نقاءَ |
ويحوز من لقيا الأفاضل رفعة |
أسدته في سوح الصفا إعلاءَ |
وبمكة الخيرات عاش بأرضها |
يرنو بعين محبها الأرجاءَ |
ويقول فيها من قصيد غرامه |
قولا يفيض مودة وولاءَ |
بمحاسن التعبير عن أم القرى |
تزهو الحروف تعطر الأصداءَ |
ويصاحب الأخيار فيها ساطعا |
يدلي بحسن كلامه إدلاءَ |
شهما وقورا باهرا متألقا |
شيخا نصوحا للعلا بَنَّاءَ |
يمتاز بالحسنى يعلّم غيره |
علما تتابع من لدنه عطاءَ |
وإذا رأيت الشيخ يحضر مجلسا |
فلسوف تسمع قمة علياءَ |
حبا لطه المصطفى نور الهدى |
من بث فينا شرعة عصماءَ |
وأجاز (حسانا) بمدح يانع |
بشرى فنال من الحبيب دعاءَ |
يا شاعرا عاش الحياة جميلة |
في حب طه بهجة وسناءَ |
نرجو لك الفردوس خلدا تلتقي |
بجنان ربك بالهنا النعماءَ |
بجوار (أحمد) من مدحت فإنه |
نعم الجوار وقد لقيت قضاءَ |
وبه تنال من المهيمن رحمة |
عظمى تعم مع السرور (ضياءَ) |
فامنن بذلك يا كريم وهب له |
ما قد وهبت عبادك السعداءَ |
صلى الإله على النبي وآله |
ما ضم جوٌ للصلاة نداءَ !! |