يا جيرة الأمسِ..

	يا طول شوقي لمن لا وجْدَ يردعـهُ و لا حبيبًا قـضى وجْدانَهُ الحَزَنُ و لا فؤادًا بِـهِ هاجت لواعجـهُ و بات يكويه ِ من ويلاتِهِ الـزَّمَنٌ ماذا جنيت سوى هجرٍ بقربـِكُمُ ؟ و لوعـةٍ إذ طواني البين و الظَّعَنُ ماذا جنيت و أحلامي مُـشَرْذَمـَةٌ؟ و مقلتي قد محت أضواءَها المِحَنُ يا جيرة الأمسِ خان الدمع صاحبَكم و خار تفضحه الأشواق و الهـَتَنُ لو تعلمون هـوىً أودى بصـاحبِهِ فذاك وجدي من الدنيا وذا الوَهَنُ يا جيرة الأمس ما زال الفـؤاد بكم هيمانَ لم يُسْجِه ِ من لوعِهِ الزَّمَـنُ فما عَفتْ دمعتي حزني و لا ألـمي و لا نهى مقلتي عن ذرفهِا وَسـَنُ يا ساكنين بقلبٍ بـات محـتَرِقًـا إلَيْكُمُ.. ما له من بعدكـم سَكَنُ قد ضاقت الأرض أشواقي فعُدْتُ لكم فضاق بي وجدُكم و ضاق بي الوَطَنُ فرحْت أسعى بدربٍ ما علمت بـِهِ خِـلاًّ يطـبِبُني إن شَقـَّني الحَزَنُ هلاّ رحمتم ضعيـفًا بـات مـغتربًا عن نفسِهِ،ما له – إلاّكُمُ- سَكَنُ؟ هل تذكروني؟ أنا من كان ينشِدُكم من عطر كلِّ حبيبٍ هَدَّهُ الشَّجَنُُ و الآن لا عـطر لي منكم أهيم بهِ و لا حبيبٌ إلاّ الرَّمْسُ و الكَفَنُ! أنا الذي حملته الرّيـح كيف مَضَتْ و لاعني بعد ما آمَــنْتُه الزَّمَنُ أنا الــغريب الذي يحيا بغير هُدىً ما الشِّعْرُ عَوَّضَني عنكم ولا الدِّمَنُ لـيـت الأحِبَّةُ تدري مُرَّ هَجْرِهمُ و هـم يقولون إني الغاربُ الظَعِنُ يا طــائِرَ الأيْكِ من يبكي لِغُرْبَتِهِ؟ من فارق الإلْفَ؟أم من إلفُهُ الظَعَنُ؟ من ناح من أجلِهِ كُلُّ الأنامِ أسـى أم من نَساهُ أَحَبُّ النّاسِ والوَسَنُ؟ فـمن ينوح لحالي و النَّوى قَدَري؟ أنا الغريب وحولي الأهل والوَطَنُ! لا أيُّهـا الـخافقُ المَفْطورُ من كَبَدٍ انْسَ الحنينَ، فما فيهم لكم عَدَنُ مـاذا لـقيت من الأحباب كُلِّهِمُ؟ سِوى الجَفاءِ وأنت الهائِمُ الضَّمِنُ!! ياساكنَ الرّوح خُذْها و ارْتَحِلْ أبدًا فإنما الحُبُّ روحٌ و الوفا بَــدَنُ هــذا الفؤادُ الذي كنتم لِجَذْوَتِهِ أخْشابَ لم يـَنْهَها حُبٌّ و لا وَنَنُ زيدوا بِقَسْوَتِكُمْ فالقلب مُرْتَحِـلٌ مـا عاد تُؤْلِمُهُ من هجْرِكُمْ لِزَنُ

*

كان صدر البيت: لا أيها القلب المفطور من كمدٍ
فاقترح د. جمال استبدال كلمة الخافق بالقلب، كي يستقيم الوزن.. و أراها أجمل تعبيرًا

ليت الأحِبَّةُ تـدري مُـرَّ هَجْرِهـم * ُو هم يقولون إنـي الغـاربُ الظَعِـنُ
يا طائِرَ الأيْكِ مـن يبكـي لِغُرْبَتِـهِ؟ * من فارق الإلْفَ؟أم من إلفُهُ الظَعَـنُ؟
من ناح من أجلِهِ كُلُّ الأنـامِ أسـى * أم من نَساهُ أَحَبُّ النّـاسِ والوَسَـنُ؟

جميلة هذه الأبيات ،

ياساكنَ الرّوح خُذْها و ارْتَحِلْ أبـدًا * فإنمـا الحُـبُّ روحٌ و الوفـا بَـدَنُ
هذا الفؤادُ الـذي كنتـم لِجَذْوَتِـهِ * أخْشابَ لم يَنْهَهـا حُـبٌّ و لا وَنَـنُ
زيدوا بِقَسْوَتِكُـمْ فالقلـب مُرْتَحِـلٌ * ما عاد تُؤْلِمُهُ مـن هجْرِكُـمْ لِـزَنُ

و هذه أجمل .

تحية لك طيبة يا مروة .

إذا فقد بدأت سحائب غيثك تمطر علينا دررا يا مروة
أحسنت إذ عدلتِ شطر البيت إياه
و هكذا لبست القصيدة حلة أبهى و هي أصلا بهية من أولها لآخرها
دمتِ بخير
و سعدت بقرائتها من جديد
و تقبلي الود
د. جمال

الشاعرة مروة
تقبلي كل تحياتي وتقديري وإعجابي بما خطه قلمك المبدع...
كنت بسيطة الكلمات كما هو البحر الذي أبحرت فيه ... ولكن عالية المعاني
جميلة الأحاسيس والصور الشاعرية التي رسمتها ...
واسمحي لي باستفسارين نحويين:
يا ساكنيـن بقلـبٍ بـات محتَرِقًـا...إلَيْكُمُ, ما لـه مـن بعدكـم سَكَـنُ
" ساكنين " هنا منادى , فلماذا هي ليست " ساكنون " لأنهم معرفون ؟
وهذه شرفة للنقاش النحوي لأخوتي في الملتقى ...

جاءت " هل تذكروني " ... والصحيح " هل تذكرونني " والفعل مرفوع بثبوت النون لكونه من الأفعال الخمسة ولتجرده من الناصب والجازم. ويمكن حذفه لو كان قبلها ( لم ... لم تذكروني ) أو ( لن ... لن تذكروني ) .

واستفسار عروضي :
و الآن لا عطر لي منكم أهيـم بـهِ ...ولا حبيبٌ إلاّ الرَّمْـسُ و الكَفَـنُ!
الشطر الثاني , جاءت فيه التفعيلة الثانية ( بٌ إلْ ) وهي على وزن ( فعْلن )
والصحيح إما ( فاعلن ) أو ( فعِلن ) ...
بالطبع هناك أوجه كثيرة للفظ ( حبيب ) ويعتمد أيضا على لفظ ( عطر ) حيث جاءت بعد ( لا ) الأولى ...وهما متلازمتان وهناك عدة أوجه لحركاتهما.
ويمكن التعديل إلى ( ولا حبيبيَ إلاّ الرمس والكفن ) فتكون التفعيلة من ( بِيَ إلْ )
على وزن ( فعِلن ) ....
ويبقى هذا رأي يحتمل الصواب أو الخطأ ...
وتقبلي تحياتي ومودتي وتقديري

قرأتك إبداعا وألقا

دمتِ باسقة

جميلة ..هادئة
يامروة

أرجو أن يكون قد أعجبك التنسيق؟
بانتظار إبداعاتك القادمة
أهلاً بك
أختك

بنت البحر

أختي حرة:
أشكر لك مرورك العطر..

أستاذي الفاضل/ د. جمال مرسي
يسعدني وجودك دائمًا و يشعرني بالأمان.
جزاك الله كل خير

الأخ الكريم عادل العاني:
أصبت في كل ما أشرت إليه.. و أشكرك كثيرًا على هذه الملاحظات التي غفلت عنها.
لكن ألا يعد حذف النون من الفعل "تذكروني" ضرورة شعرية؟
و في الكسر العروضي في عجز هذا البيت:
و الآن لا عطر لي منكم أهيم به ** و لا حبيب إلا الرمس و الكفنُ
نبهني د. جمال إليه من قبل، و لكني كنت أظن أن فاعِلْ من جوازات فاعِلُنْ، و تبتن لي أن ذلك في الضرب و العروض فقط.
و أشكرك على كلماتك و توجيهاتك.

بحر الشوق..
تقبل تحياتي لك و لكلماتك الرقيقة.
و شكرًا لمرورك الكريم

أخي الكريمة زاهية..
رائعة هي الصورة التي أخرجت بها القصيدة..
أعطتني إيحاءً جميلاً و أنا أتابع النص.
أشكرك كثيرًا
و تقبلي مودتي

يا طول شوقي لمن لا وجْدَ يردعـهُ و لا حبيبًا قضى وجْدانَـهُ الحَـزَنُ
و لا فـؤادًا بِـهِ هاجـت لواعجـهُ و بات يكويه ِ من ويلاتِـهِ الزَّمَـنٌ
ماذا جنيت سوى هجـرٍ بقربِكُـمُ ؟ و لوعةٍ إذ طواني البيـن و الظَّعَـنُ
ماذا جنيت و أحلامـي مُشَرْذَمَـةٌ؟ و مقلتي قد محت أضواءَها المِحَـنُ
يا جيرة الأمسِ خان الدمع صاحبَكم و خار تفضحه الأشـواق و الهَتَـنُ
لو تعلمون هـوىً أودى بصاحبِـهِ فذاك وجدي من الدنيـا وذا الوَهَـنُ
يا جيرة الأمس ما زال الفؤاد بكـم هيمانَ لم يُسْجِه ِ من لوعِـهِ الزَّمَـنُ
فما عَفتْ دمعتي حزني و لا ألمـي و لا نهى مقلتي عن ذرفهِـا وَسَـنُ
يا ساكنيـن بقلـبٍ بـات محتَرِقًـا إلَيْكُمُ.. ما لـه مـن بعدكـم سَكَـنُ

رائع ، رائع ، رائع

لله درك من شاعرة أختي مروة

اسجل اعجابيالشديد بما كتبه نبضك المبدع

لك باقة من ورد البنفسج لروحك