يا صديقي لست أدري لست أدري ما أقول
لست أدري أي هم أي حزن قد أبوح
جف حرفي جف نبعي مذ فجعنا بالأفول
فملاذي اليوم صمتي لا قواف أو شروح
كل يوم أنعى بعضي أبكي وردي الذبول
لهف نفسي لهف عمري؟ كل ما فيني جروح
كل ما فيني سراب كل ما فيني طلول
كل ما فيني حطام كل ما فيني ينوح
لست أدري ما سأدري إن سأدري ما أقول
أنعى نفسي في سطوري أشكوا دهري الذبوح
كلما زنت نجومي غالها فجر جهول
كلما أظمى فأسقى تعتريني القروح
ها عروشي قد تمادت لم تعد إلا طلول
لم تعد إلا رسوما لم يعد فيها الصدوح
هل سيهموا هل سيسهوا هل سيخبوا هل يزول
هل سيغدوا بعض حلم أم سيمسي في الضروح
لا وربي سوف تبقى في فؤادي لن تزول
سوف تبقى سوف تبقى منبعا صاف طروح
إذ سأنسى لست أنسى بعض بعضي هل تزول
ذكريات وسنينٌ كنا فيها في صروح
كنا فيها مثل طيرا قد تهادى لا يؤول
فيها طير نحو قاع لا ولا حتى السروح
فسلام الله تترا أيها لشادي العلول
كنت في القلب ملاكا كنت فجري الصبوح