وأخيرا سقط آخر قناع لك ..... يا د.طنبز !

نطق حليم بهذه العبارة وهو يسرك أسنانه , لشدة الانفعال التي تملكته وهو يرى صديقه د.طنبز يتآمر عليه عياناً بياناً ..... حتى دون ان يأبه للقب الذي اطلقه عليه !
كان د.طنبز طبيباً بيطرياً متواضعاً , ولم تكن مهنته تلك تسد احتياجات عائلته في ظروف صعبة وسنين عجاف قددت له قسمات وجهه حتى بدا أكبر بكثير من سنه الحقيقي , عمر من الهموم والاعياء أثقل كاهله وذهب بنضارة وجهه , وتشاء الظروف والأيام ان تضحك له , فقد جاءت الفرصة لزوجه بعد دأب طويل .... وحالما دخل بيته استقبلته مستبشرة , سنودع الفقر يا زوجي العزيز !
- كيف ذلك وما الأمر !
- لقد ابلغتنا السفارة بقبولي مدرسة في الرياض !
لم يكد د.طنبز يصدق النبأ , ودخل في حالة من الذهول , وراح يحملق في وجه رسمية زوجه ببلاهة منغولية مفرطة تنبأ عن صدمة تملكته من جراء النبأ , بعد قليل تمالك نفسه وتوجه الى رسمية ؛ اعيدي ما قلت فلا أكاد اصدق أصحيح ذلك ؟ .... واحتضنها بود غامر وعلى وقع النبأ عادت بعض الدماء الى وجهه المتغضن وبدا بعين رسمية اكثر ألقا ونضارة , وبادرها اعدي اوراقك سنذهب من الغد الى السفارة لن نضيع لحظة واحدة فهذه فرصة العمر ولن ادعها تفلت من يدي.
التقيته صدفة على الشبكة وجمعت بيننا واجهة جميلة من الحروف والادب , ثم ما لبثتْ ان تعدت الصداقة بخيط رحم الحرف وأنين المواجع الى حليم , كنت اغبط حليماً وطنبزاً على عمق صداقتهما وارى المودة في عيني حليم واتمنى لو ان لي مثل حليم لطنبز
ثم شغلتني مشاغل كثيرة حجبت عيني عن صديق الحرف طنبز , وكدت ان أنسى صديقي - وهو شأن العالم الافتراضي - لكن رسالة ساخنة منه اعادت الى حروفي حرارة النبض

السلام عليكم يا حمزة
اين انت افتقدك يا رجل؟
.........
ولم اكمل قراءة الرسالة بل سارعت اتصفح الشبكة الى مأوانا الجميل الذي أوسعناه كتابة واوسعنا آمالا وأحلاماً
رحت اتابع ردود صديقي الجميل طنبز , وشيئاً فشيئاً بدأت تنجلي غشاوة عن عيني
لقد وقع خلاف شديد مع احد رواد الشبكة اخرجه عن طوره , ولابد انه بحاجة الي دعته الى بث رسالته العاجلة , و بدأت تنكشف لي خيوط المشكلة , لقد بدا صديقي الطبيب حادا استفزازيا حانقا ناقما على كل شيء , ووجدت من واجب الصداقة ان اهدأ من روعه حتى ذهب عنه الروع ثم لأشير الى حدته التي أفسدت عليه كل شيء فخرج مغاضبا , والتقطه بعض الناقمين وأفسدوا كل ما حاولت اصلاحه بين طنيز وحليم حتى مللت وتركت الامر للأيام !
لكن ما ادهشني هو هذا الود الذي يكنه حليم لطنبز رغم كل شيء , وعلى نقيض ذلك , هذا اللؤم الذي يطويه طنبز في كشحه يدعوه الى ان يهدم كل شيء , ولم اعدم الوسيلة اعقد خيوط الوئام بينهما .... ولم يعدم طنبز أدواته الشيطانية يكاد يوقع بيني وبين حليم , حسدا من نفسه , واستقر الامر على حال من الهدوء والتوجس
حليم يُكبِرُ في طنبز ويعلي من شأنه جهراً
وطنبز لايكاد يخلو من فتنة ودسيسة سراً يفسد بها على حليم اوقاته وساعاته
ولا افتأ اغتنم فرصة اوصل بها ما انقطع من حبال الود , ومرت الايام وقد اعتادتْ هذا النمط حتى بدت هادئة مستقرة على هذه الحال
اليوم بدت الفرصة سانحة لطنبز فقد بدا الخلاف حاداً بين اصدقاء حليم ووسط هذا الخلاف بدا طنبز قانصا ماهراً يعري ما انستر من غمزات الأصدقاء ويؤجج نار العداوة كأنه صائد الماء العكر
وبدا حليم منزعجا وتفلتت من بين اسنانه " سقط آخر قناع لك يا طنبز " !