[size=5]سفرالحب و الثورة...
الى نزار قباني شاعر الحب و الثورة
(1) سفرالحب
حبيبتي:
أقبلي نقصم ضهرانينا كاللوح في تموز الأخير... واسمعيني نشيدا بدمك يسري كالقشرةالوردية عابرا من جسور الآلهة...اليك...
وأنت تمضين الى الأفق...
سيدتي:
على الشط الدهري أتذكر عربدتنا الأولى , وحرف الهجاء المفرنس الذي بحت به أول مرة كالغيث. فانضريني منبثا كالفطر في سفحك القديم...
وأنت من فوق البدر تنسابين كالفيض المحلى وتخلعين لهبك المخملي في عطش قاتل...
مولا تي:
أحث قدمي يتنزل عند زيتونك, وأعلق شواض النجم بدربك , وأغرس اسمك ثمرا يقطفه الليل
في أخر المسار...
وأنت تدخرين نهدك للفجر و تهجين عروق العوسج و أجساد الدجر...
قاتلتي:
لو تنتهين الي...أقدف بالشجن رمزا أكيل به سبع سنبلات وقمر, لو تعودين الي...أضل شاردا في عينيك زهرا أملأ به مساحات الشفق الأحمر...
جوهرتي:
يرف طرفي تباعا وأنا أقرأ كالكاهن جسدك , وأدلف من قاع الأطلال, وأرتعش في المقهى مع صاحبي ويسرا. ومع المطر...
وأنت تذوين كالثلج وتغنين كالخمرة في بئر مهجور, وتشتكين للرياح عذرك الشهي كالريحان...كالغجر...
مرهفتي:
لوتعلمين الندى يعتصر قلبي و الدم يسري في برجي...
لو تعلمين.ابتلاء الليل...واقتفاء النيل...ونبض الوتر.
وازدراءالموج ...وانجلاء النخل ...وموسيفى الحجر.
وانبطاح الروض...وفتور القيد...وانشقاق القمر.
لو تعلمين حبيبتي...
فأننا سنبقى كالالاه فرحين بانبلاج القدر...
(2) سفرالثورة
أجلد الوقت, وهوكذلك يجلدني.عقارب الساعة ماتت من شدة البرد, والحيف...مأتم حزن اليوم
في بيت الزمن.
ولا أحد يبالي, سواد عضيم يرقب البنفسجة العارية, ويتطلع للنهد, من بعيد و من قريب,
من النهد الى النهد...
أفتري كعشب الصحراء سحلية تعبد الشمس.أدنو من الوقت كالموت كالبرق الحذرمن انقلاب الفلق.أحدث الرمل عن عشق الليل و البحر و البلد...في وطن مهجور...
قلق, شجن, ظمأ... وأناأتراوح بيني وبيني أنا والليل...أعود للانغماس في المغيب و الزمرد.
أدفع بالنهاية الى النهاية, وأخفت كالديجور في جيد لوح منثور,
صعدا نزلا ,أعبر المرآة, نزلا صعدا , أعبر التاريخ...
ألمح من عيني اليمنى مرجانا يرتب بيته مترنحامن حدب الى صوب وبعد لأي..
.يسقط البيت...
أكسر النهر قي سفح الجبل, أصلبه في مجراه. ورهط عنده يأكلون كالقيض و يجمعون ماتيسر
من الذرر...
أجدع أنف السماء فيتنزل الوحي انبهارا ويبتسم للموتى...لا أمد يدي الى أطرافي, لا أتحسس الشفق...
أبقى طفلا كالسنديان, وأسمع من بعيد بقايا الحفيف في تسرجه استعدادا للثورة...