أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: قصة قصيرة بعنوان "قلب الطاهرة" للكاتب المصرى / موسى نجيب موسى

  1. #1
    الصورة الرمزية موسى نجيب موسى قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    المشاركات : 72
    المواضيع : 33
    الردود : 72
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي قصة قصيرة بعنوان "قلب الطاهرة" للكاتب المصرى / موسى نجيب موسى

    قلب الطاهرة
    أحبت ولم تدنس ليس لأنها طاهرة فقط ولكن لأن قلبها نزف كثيراً في سنوات عذاباتها المتوالية... عيناها تنضحان بحزن دفين وفمها لا يستطيع أن ينطق سوى بالحرف المفرح وتقصى جانباً في زاويتيه الرائعتين الحرف الجارح ... طمع فيها الكثيرون ظنوا أنها فريسة سهلة للمتعة ولو أقتصر على المتعة البصرية على حد أكثر تقدير لكنها كانت حائط جرانيتى منيع لكل محاولات من حولها .. إلا هو .. إلا هو الذي فتح ذراعيه عن آخرهما وجعلها تستلقى بلا إرادة فوق صدره الحنون علها تشفى يوماً من شقائها الممتد منذ ان تركها من أحبته ورحل لكن كان يوخزها فى صدره الناعم شوكتين بارزتين بشده كانت كل شوكة تعرف طريقها جيداً إلى وجهها الرقيق ونبتت شوكة ثالثة في صدره سوف يكتمل نموها بعد أن تضع زوجته مولودها الثانى بعد أيام قليلة .
    تحاول أن تمد يدها لكى تنتزع الأشواك من صدره ليس خوفاً عليه بل خوفاً على وجهها الجميل من التشويه لكن عقيدتهما الدينية وحرصها الشديد على إتباع أعراف وتقاليد قريتها يقفون لها بالمرصاد عل الله يتدخل يوماً ما ويحل الأمر ... شوكة رابعة إنغرست في بنصر يدها اليمنى سوف تنتقل مساء الأحد 12 / 9 / 2002ميلادية إلى بنصر يدها اليسرى عندما يكمل القس طقوس إكليل زفافها على من لا تحبه ويضع رأسها مع رأسه في تاج مقيد للابد . زاد نمو الأشواك كثيراً فى صدره وإنغرست في جميع أنحاء جسدها حتى أنزفته كثيراً .
    أحتضن قلب الطاهرة بوداعة لا تخدش كبرياء وكرامة زوجته ولا تؤثر على مستقبل أبنته
    أو مستقبل أبنه الذى يراه على البعد بذرة فى طور التكوين النهائى تنتظر الرعاية حتى تكتمل نموها بسلام.
    طلب من البقال الذى يقع أسفل منزله كرتونة مهملة ثم أخذ بقلم يكاد ينقضى حبره يرسم مقبرتها الفخمة وبمقص يعلوه الكثير من الصدأ صمم بنائه الكرتونى... بعد أن انتهى من إعداد المقبرة تناول قلبها الطاهر برفق وأودعه داخلها وأقام ضريحها داخل ميدان فسيح هو نقطة إلتقاء الأذنين بالبطنين فى قلبه الرهيف .
    غرة مارس من كل عام كان يقام المولد السنوى للست الطاهرة وكان يفد على قلبه النقى العشاق من كل صوب وحدب ومعهم ذبائحهم وقرابينهم وأمتعتهم القليلة حتى يتبركوا من ضريح الست الطاهرة.
    في غفلة رأى صديقه يقبض بشده على علبة سجائره ويلقيها أسفل ضريح الطاهرة وهو يعلن بأنه تبرأ تماماً من دنس التبغ اللعين الذى تشيع به دمه وأن الله تاب عليه منه لكنه بعد قليل رآه هو بعينع نفس الصديق يجلس على مقهى قريب اقامه صاحبه على ناصية قلبه الواهن يدخن النرجيلة بشراهة عجيبة.
    كل عام بعد ان ينفض المولد وكالعادة يخرج منه بلا حمص يعكف طوال العام على تجميع بقايا الزوار وتنظيف الضريح وكسح الدماء المتخثره من جراء ذبائح الزوار التى لايسطتيع بكل ما تعمله من أرقام أن يحصى عددها زد على ذلك دماء أولئك العشاق الذين يرون أن طهارتهم من هوس العشق المقدس لن يتم إلا بالانتحار على جدران ضريح الطاهرة علها تغفر لهم تغفر عشقهم وجنونهم بمحبوباتهم اللائى خن بعضهن بعضهم بالزواج من أخر أو خان بعضهم بعضهن بالمضاجعة مع أخريات أقل منهن جمالاً وعشقاً.
    فى أخر مولد اقامه للست الطاهرة داخل قلبه الذى وهن بفعل الدخان اللعين الذى نخر صدره ومنقوع ( البراطيش ) الذى كان يحتسيه بشراهة غريبة فى الأونة الأخيرة لم يعد قلبه قادراً على الصمود أكثر من ذلك فأنفجر بشده حتى استحال إلى اشلاء متناثره فى كل جزء من جسده ولم يسلم من هذا الانفجار الشديد سوى قلب الطاهرة الذى رآه بجناحين نوريين فى موكب بهى ملائكى يطير صوب السماء حتى استقر اسفل قدمي العلى القدير.
    بقلم /موسى نجيب موسى
    دكتوراه فى الخدمة الاجتماعية

  2. #2
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    الاستاذ موسى نجيب..
    قراءة على هامش القصة..
    لااعلم كيف انتابني شعور بان الطاهرة..والطاهر..هما يمثلا ن صوفية هذا الوقت..اعلم... بان التصوف في الادب يحتاج لاكثر من موسوعة لتعريفها..لكني اخض هذا النص بتلك المقولة..تصوف..يخرج عن الاطار الشائع..ويدخل دائرة الدسيسة..التي تفرق بين الروح والجسد احيانا..
    بين الحبيب والمحبوب..وتكون حدا فاصلا بين الطهر والعهر.. من حيث انها تجربة تشترط على كاتبها الامتياح من الشطحات بغيئة امرين.. اولهما المواءمة بين حب بشري طاهر وبين المطلق..او التحزب اقصد بها العتمية..وهذه العتمية او التحزب الحبي يولد صراعا بين الذاتية والتحزب نفسه.. وعند الكاتب يتخذ هذا الصراع شكل الركض وراء اشراقات معينة تتكشف امام العلم كسراب قد يعني الامل..او حالة من الم مزمن..والكاتب هنا اذ يتكلم كقاص او راوي حقيقي يفجر الالتباس الخطير بين ان يتعاقد مع لذائذه الذاتية الفطرية حتى نهاية الخط، وبين الانفلات المتعفف من هذه الذاتية..ولااعلم الى اي حد وصل الامر...لكني اظنه صراع لم يزل مستمر.
    استاذي القدير..هذه الرؤية اتتني بعد قرائتي المتواضعة...فعذرا...لاني ادخلت القصة الى عالم اخر قد لاتراه انت عالمها..
    تقديري ومحبتي
    جوتيار

  3. #3
    الصورة الرمزية د. محمد حسن السمان شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Aug 2005
    المشاركات : 4,319
    المواضيع : 59
    الردود : 4319
    المعدل اليومي : 0.63

    افتراضي قراءة مستعجلة في قصة الطاهرة

    سلام الـلـه عليكم
    الاخ الفاضل الاديب موسى نجيب موسى
    قراءة مستعجلة في قصة " الطاهرة " للقاص موسى نجيب موسى
    بقلم د . محمد حسن السمان

    لعل قصة الطاهرة , شكل غير اعتيادي , من فن القص , يحتاج الى براعة وحرفية , والحقيقة انني قرأت القصة , عدة مرات , وفي كل مرة , اعجز عن الكتابة حول هذه القصة , وهذا ما قادني فعلا , الى تدارس فنيات هذا النص , مع اكثر من أديب , فقد رأيت فيها , حالة من الارتقاء والتسامي , في الكتابة , وهذا ايضا ما عبّر عنه , الاخ الفاضل القاص حسام القاضي , في جلستنا الادبية الاخيرة , على شاطىء الخليج العربي , فمن الاستخدام الموفق للمفردات , التي إما قد تمّ انتقاؤها بحرص شديد , او أن قدرة الاديب , جادت بها من خلال سليقته فطريا , دون تكلف , ومهما يكن من امر فإن هذه المفردات هي التي نسج منها القاص موسى نجيب موسى , هذا الجو الروحاني الثري , والذي حدا بالاديب جوتيار تمر , عند قراءته لقصة الطاهرة , ان يطلق على عليها , انها نوع من ادب التصوف العالي , وخاصة في فاتحة القصة , وهذا ما افصح عنه بالقول :
    " لااعلم كيف انتابني شعور بان الطاهرة..والطاهر..هما يمثلا ن صوفية هذا الوقت..اعلم... بان التصوف في الادب يحتاج لاكثر من موسوعة لتعريفها..لكني اخص هذا النص بتلك المقولة..تصوف..يخرج عن الاطار الشائع..ويدخل دائرة الدسيسة..التي تفرق بين الروح والجسد احيانا.."
    ومما يثير الاعجاب , هذه اللقطة الذكية غير المسبوقة , والتي فجرّها القاص موسى نجيب موسى , عندما اراد التعبير عن الحواجز والموانع التي تمنع اقتران الطاهرة بحبيبها , بالشوكات في الصدر :
    " لكن كان يوخزها , فى صدره الناعم , شوكتان بارزتان بشده , كانت كل شوكة , تعرف طريقها جيداً , إلى وجهها الرقيق , ونبتت شوكة ثالثة , في صدره , سوف يكتمل نموها , بعد أن تضع زوجته , مولودها الثاني , بعد أيام قليلة ."
    " تحاول أن تمد يدها لكى تنتزع الأشواك من صدره ليس خوفاً عليه بل خوفاً على وجهها الجميل من التشويه لكن عقيدتهما الدينية وحرصها الشديد على إتباع أعراف وتقاليد قريتها يقفون لها بالمرصاد عل الله يتدخل يوماً ما ويحل الأمر ... شوكة رابعة انغرست في بنصر يدها اليمنى سوف تنتقل مساء الأحد 12 / 9 / 2002ميلادية إلى بنصر يدها اليسرى عندما يكمل القس طقوس إكليل زفافها على من لا تحبه ويضع رأسها مع رأسه في تاج مقيد للابد . زاد نمو الأشواك كثيراً فى صدره وانغرست في جميع أنحاء جسدها حتى أنزفته كثيراً ."
    انها لملامسة ساحرة , في بناء القصة , تستحق الاعجاب , وتدلل على مدى حرفية القاص وعراقته القصية , بالاضافة الى الذكائية اللافتة , ونسير في سحر هذا الجو الروحاني والصور الابداعية , وفجأة نجد القاص موسى نجيب موسى , ينتقل من جوه الاسطوري الروحاني الرائع , إلى حركة مادية , عندما طلب من البقال الذي يقع اسفل منزله كرتونة مهملة , ثم اخذ بقلم يكاد ينقضي حبره , يرسم مقبرتها الفخمة , وبمقص يعلوه الكثير من الصدأ , صمّم بناءه الكرتوني .... , وليت القاص موسى نجيب موسى لم يفعل ذلك بنا , واكتفى بالتعبير عن الضريح , وموقعه داخل ميدان فسيح , هو نقطة التقاء الأذينين بالبطينين , في قلبه الرهيف , دون حاجة للبقال والكرتونة والمقص ... , لبقينا ضمن نفس المستوى , من الروحانية والتصوف , الذي اعادنا اليه القاص , بحركة ذكية اخرى :
    " غرة مارس من كل عام , كان يقام المولد السنوي , للست الطاهرة , وكان يفد على قلبه النقي , العشاق من كل صوب وحدب , ومعهم ذبائحهم وقرابينهم وأمتعتهم القليلة , حتى يتبركوا ,من ضريح الست الطاهرة. "
    ثم يتابع القاص , الحالة الصوفية , ضمن وصف موفق للتبرك بالطاهرة .
    "في غفلة , رأى صديقه , يقبض بشدة على علبة سجائره , ويلقيها أسفل ضريح الطاهرة , وهو يعلن بأنه تبرأ تماماً , من دنس التبغ اللعين , الذى تشبع به دمه, وأن الله تاب عليه منه , لكنه بعد قليل رآه هو بعينه , نفس الصديق , يجلس على مقهى قريب , اقامه صاحبه , على ناصية قلبه الواهن , يدخن النرجيلة بشراهة عجيبة."
    ثم يتابع القاص مكرسّا الهالة الصوفية للطاهرة , وقد اصبحت رمزا ومزارا :
    "أولئك العشاق , الذين يرون أن طهارتهم , من هوس العشق المقدس , لن يتم إلا بالانتحار , على جدران ضريح الطاهرة , علها تغفر لهم , تغفر عشقهم وجنونهم , بمحبوباتهم اللائى خان بعضهن بعضهم , بالزواج من أخر , أو خان بعضهم بعضهن , بالمضاجعة مع أخريات , أقل منهن جمالاً وعشقاً."
    واخيرا جاءت القفلة متماشية مع سحر الجو الروحاني , عندما يصف القاص انفجار قلبه الواهن , وكيف تشظى , الى اشلاء متناثرة , ولم يبق منه , سوى قلب الطاهرة , الذي كان قد اسكنه بين التقاء الأذينين بالبطينين , " ولم يسلم من هذا الانفجار الشديد سوى قلب الطاهرة الذى رآه بجناحين نوريين فى موكب بهي ملائكي يطير صوب السماء حتى استقر اسفل قدمي العلي القدير. "
    ولابد لي ان اؤكد , على ان القاص موسى نجيب موسى , قد قدم لنا بقصة الطاهرة , نموذجا ادبيا , غير اعتيادي , شكّل نقلة في اسلوبه القصي , تستحق القراءة والدراسة والمتابعة .
    اخوكم
    السمان

  4. #4
    الصورة الرمزية موسى نجيب موسى قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    المشاركات : 72
    المواضيع : 33
    الردود : 72
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي شكراً لك جزيلاً صديقى الدكتور السمان

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الصديق الدكتور السمان
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    شكراً لك كثيراً على هذه القراءة الواعية الجميلة لقصتى المتواضعة قلب الطاهرة وليس ادل على نفع رأيك اكثر من اقتناعى به والعمل به أيضا حيث إننى عدت إلى العمل مرة أخرى ورأيت بالفعل ما رايته أنت بعينك الناقدة الواعية من ضرورة حذف الجملة التى تنطوى على وصف صنع المقيرة ورأيت أيضا أن حذفها لن يضر العمل بشئ بل على العكس سوف يضيف إليها الكثير وها أنا ذا أعيد نشرها لكم خصيصاً نع هذا الرد بعد التعديل كما أتمنى لك دوام الصحة والعافية وأنا اذ يركع قلبى لله شكرأ على وجود كل هذا الحب لى فى قلبكم الرحيم لى ولأعمالى المتواضعة واعطائى أكثر مما استحق فى مناقشتكم أعمالى على شاطئ الخليج وهو الامر الذى يثلج صدرى كثيراً وانا اتمنى ان تكون قد أنتهيت من قراءتك لكتابى للاطفال "السمكة الحائرة" الذى أهديتك أياه فى لقائى اليتيم بك وان كنت اتمنى ان القاك مرات ومرات وعزائى اننى نلتقى دوما على موقع رابطة الواحة وأهديك بشكل شخصى جداً قصتى التى انشرها اليوم وهى فى نفس اتجاه هذا العمل حيت كتبا فى فترة زمنية ناقلربة جدا وهى بعنوان " كرامات سيدنا الولى" اتمنى ان تجد العناية منك كما هى عادتك الجميلة مع جميع أعمالى بلا استثناء. وحتى نلتقى قريبا بإذن الله لك منى خالص الشكر والتقدير والحب
    تلميذكم
    موسى نجيب موسى
    دكتورله فى الخدمة الاجتماعية

    قصة قلب الطاهرة بعد التعديل بإهداء شخصى جداً لشخصكم الكريم
    قلب الطاهرة
    أحبت ولم تدنس ليس لأنها طاهرة فقط ولكن لأن قلبها نزف كثيراً في سنوات عذاباتها المتوالية... عيناها تنضحان بحزن دفين وفمها لا يستطيع أن ينطق سوى بالحرف المفرح وتقصى جانباً في زاويتيه الرائعتين الحرف الجارح ... طمع فيها الكثيرون ظنوا أنها فريسة سهلة للمتعة ولو أقتصر على المتعة البصرية على حد أكثر تقدير لكنها كانت حائط جرانيتى منيع لكل محاولات من حولها .. إلا هو .. إلا هو الذي فتح ذراعيه عن آخرهما وجعلها تستلقى بلا إرادة فوق صدره الحنون علها تشفى يوماً من شقائها الممتد منذ ان تركها من أحبته ورحل لكن كان يوخزها فى صدره الناعم شوكتين بارزتين بشده كانت كل شوكة تعرف طريقها جيداً إلى وجهها الرقيق ونبتت شوكة ثالثة في صدره سوف يكتمل نموها بعد أن تضع زوجته مولودها الثانى بعد أيام قليلة .
    تحاول أن تمد يدها لكى تنتزع الأشواك من صدره ليس خوفاً عليه بل خوفاً على وجهها الجميل من التشويه لكن عقيدتهما الدينية وحرصها الشديد على إتباع أعراف وتقاليد قريتها يقفون لها بالمرصاد عل الله يتدخل يوماً ما ويحل الأمر ... شوكة رابعة إنغرست في بنصر يدها اليمنى سوف تنتقل مساء الأحد 12 / 9 / 2002ميلادية إلى بنصر يدها اليسرى عندما يكمل القس طقوس إكليل زفافها على من لا تحبه ويضع رأسها مع رأسه في تاج مقيد للابد . زاد نمو الأشواك كثيراً فى صدره وإنغرست في جميع أنحاء جسدها حتى أنزفته كثيراً .
    أحتضن قلب الطاهرة بوداعة لا تخدش كبرياء وكرامة زوجته ولا تؤثر على مستقبل أبنته
    أو مستقبل أبنه الذى يراه على البعد بذرة فى طور التكوين النهائى تنتظر الرعاية حتى تكتمل نموها بسلام.
    انتهى لتوه من إعداد مقبرة تليق بحضورها الطاغى فى سماء روحه المتعذبة بعدها تناول قلبها الطاهر برفق وأودعه داخلها وأقام ضريحها داخل ميدان فسيح هو نقطة إلتقاء الأذنين بالبطنين فى قلبه الرهيف .
    غرة مارس من كل عام كان يقام المولد السنوى للست الطاهرة وكان يفد على قلبه النقى العشاق من كل صوب وحدب ومعهم ذبائحهم وقرابينهم وأمتعتهم القليلة حتى يتبركوا من ضريح الست الطاهرة.
    في غفلة رأى صديقه يقبض بشده على علبة سجائره ويلقيها أسفل ضريح الطاهرة وهو يعلن بأنه تبرأ تماماً من دنس التبغ اللعين الذى تشيع به دمه وأن الله تاب عليه منه لكنه بعد قليل رآه هو بعينع نفس الصديق يجلس على مقهى قريب اقامه صاحبه على ناصية قلبه الواهن يدخن النرجيلة بشراهة عجيبة.
    كل عام بعد ان ينفض المولد وكالعادة يخرج منه بلا حمص يعكف طوال العام على تجميع بقايا الزوار وتنظيف الضريح وكسح الدماء المتخثره من جراء ذبائح الزوار التى لايسطتيع بكل ما تعمله من أرقام أن يحصى عددها زد على ذلك دماء أولئك العشاق الذين يرون أن طهارتهم من هوس العشق المقدس لن يتم إلا بالانتحار على جدران ضريح الطاهرة علها تغفر لهم تغفر عشقهم وجنونهم بمحبوباتهم اللائى خن بعضهن بعضهم بالزواج من أخر أو خان بعضهم بعضهن بالمضاجعة مع أخريات أقل منهن جمالاً وعشقاً.
    فى أخر مولد اقامه للست الطاهرة داخل قلبه الذى وهن بفعل الدخان اللعين الذى نخر صدره ومنقوع ( البراطيش ) الذى كان يحتسيه بشراهة غريبة فى الأونة الأخيرة لم يعد قلبه قادراً على الصمود أكثر من ذلك فأنفجر بشده حتى استحال إلى اشلاء متناثره فى كل جزء من جسده ولم يسلم من هذا الانفجار الشديد سوى قلب الطاهرة الذى رآه بجناحين نوريين فى موكب بهى ملائكى يطير صوب السماء حتى استقر اسفل قدمي العلى القدير.
    بقلم /موسى نجيب موسى
    دكتوراه فى الخدمة الاجتماعية

  5. #5
    الصورة الرمزية حسام القاضي أديب قاص
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : مصر+الكويت
    العمر : 63
    المشاركات : 2,213
    المواضيع : 78
    الردود : 2213
    المعدل اليومي : 0.34

    افتراضي

    الأخ الفاضل الاديب/ موسى نجيب موسى
    تحياتي
    قرات قصتك من قبل ، ثم قراتها الان فوجدتك قد قمت بتعديل تمنيت لو أنك قمت به ؛ فقد تناقشت في قصتك من قبل مع أستاذنا الكبير / د. محمد حسن السمان في جلستنا الأدبية ، واتفقنا في اكثر من وجهة نظر ؛منها أسلوبك المميز وخاصة كما تفضل سيادته وأوضح في تعبيرك عما يفرق بين الحبيبين ( الشوكات التي في صدره ؛ الزوجة والإبنة و الجنين ، ثم دبلة الخطوبة في يدها ) وقد كان هذا التعبير بحق حساساً ، ومبتكراً ، كما جاءت القصة في مجملها قريبة من الأعمال الصوفية .
    وقد تفضل أستاذنا ( كما سبق ) بالاشارة إلى نقطة ( بناء الضريح بشكل ملموس مادي يتنافى مع روحانيات القصة ) وقد اتفقنا في الرأي أيضاً على هذا ، ووجدتك هنا بتواضع ، وشجاعة يحسبان لك تقوم بتعديل هذا الجزء .
    أرى أن العمل يستحق الاشادة لتميز فكرته ، وأسلوبه .
    ولا يفوتني أن أشيد أيضاً بسمو خلقك وشجاعتك .

    تقبل تقديري واحترامي .
    حسام القاضي
    أديب .. أحياناً

  6. #6

المواضيع المتشابهه

  1. قصة قصيرة بعنوان " صمت الكاهن" للأديب موسى نجيب موسى
    بواسطة موسى نجيب موسى في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 06-06-2013, 08:24 PM
  2. قصة قصيرة بعنوان" كرامة سيدنا الولى" للكاتب المصر موسى نجيب موسى
    بواسطة موسى نجيب موسى في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 07-09-2006, 07:47 PM
  3. قصة قصيرة للأطفال بعنوان "بائع الأحلام" بقلم موسى نجيب موسى
    بواسطة موسى نجيب موسى في المنتدى أَدَبُ الطِّفْلِ (لأطفالنا نحكي)
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 17-06-2006, 10:30 PM
  4. قصة قصيرة بعنوان " ليل أبدى" للأديب موسى نجيب موسى
    بواسطة موسى نجيب موسى في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 12-06-2006, 02:07 PM