أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 19

الموضوع: عالمٌ نسجته خيوط الشّمس(1)

  1. #1
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Dec 2005
    المشاركات : 115
    المواضيع : 15
    الردود : 115
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي عالمٌ نسجته خيوط الشّمس(1)

    عالمٌ نسجته خيوط الشّمس

    بقلم / نور الجندلي

    (1)

    على رفوفِ مكتبتي



    وأنا أهمُّ بوضع كتبي الجديدة في مكتبتي ، أفتّشُ لها عن مكانٍ مناسبٍ بين أخواتها ، أستأذنُ وحي القلم كي يتنحى قليلاً إلا اليمين ، وأهمسُ لصيد الخاطر أن يفرغ للسّكان الجدد مكاناً خاصاً إلى جواره .
    وأرتّبُ الكتب حسب الحجم ، ثمّ أعود فأصنّفها حسب النوع فأهم ما بنيتُ منذ ساعات ، وأنا مسرورة كلّ السّرور بعملي ، ذاهلة عن دقائق تمرّ ، فكأنني في جنّة أو بستانٍ حفّته الزهور من كل جنسٍ ولون ، فلا أملكُ إلا أن أتابع التنسيقَ لحديقتي بهمة ونشاط .

    لهذه الحديقة جزيل فضلٍ عليّ ، وكلّ حرفٍ فيها قد اقتطع مساحة من قلبي ، فكانت القلب !
    كم أمدتني بعلمٍ وخبرات ، وكم نهلتُ من ثقافات العالم عبرها . لقد زادتني فهماً بالحياة .

    هذه المكتبة الصغيرة المكتظّة بالكتب المنوّعة من كلّ جنس ، أشبهُ بعالمٍ ساحرٍ كدنيا العجائب ، لا يبهر إلا من ضحّى بكلّ غالٍ لاكتشافه ، وامتلك العزيمة والهمّة والصّبر والإقدام لاستخراج كنوزه .
    ففيها من أخبار الأمم ، ومن عصارة فكر العلماء ، ومن محابر الأدباء ، وسير النابغين والحكماء ما يشعركَ بأنكَ قد عشتَ يوماً معهم ، وجلستَ متأدّباً في مجالسهم ، وارتشفت من رحيق فكرهم ، فأنت في ربحٍ دائم لا ينقطع ، مادمتَ معهم ، فهم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم .

    وأخذتني الذكرياتُ بعيداً ، وسافرت بي إلى يومٍ كدتُ أنساه ، يومٌ هو الحلم في حياة فتاة صغيرة ، لا تتمنّى أن تمتلكَ دمية جديدة ، ولا أن تزهو بثوبٍ جديدٍ ، لكنها تمنّتُ لو حصلت على مكتبة تخصها وحدها دوناً عن الآخرين .
    وغفا حلم الصغيرة أعواماً ليستيقظَ على وقعِ حنينٍ ، وكتابٌ عظيمٌ يهدى إليّ متوّجاً باسمي ، وكم فرحتُ بكتاب الله يهدى إليَّ فكأنّهُ كان يومُ عيد .
    لقد كان بداية النور الذي شعّ في مكتبة خاوية ، فأغنى عن كلّ كتاب ، وكان الزّاد والعُدّة . فاعتنيتُ بوضعه على رفّ مكتبة خاوية ، واعتزمتُ أن أعمرها بقلبي وروحي خطوة خطوة .

    قادتني الأقدام إلى إحدى المكتبات الحمصيّة العريقة ، فطرقتُ بابها أبحثُ عن روحٍ تركتها على أحد الرفوف ، وفضحتني نظرات حائرة ، ترى إن سألني عن طلبي ماذا تراني قد أجيب ؟ أأخبرهُ بأني فقدتُ روحي وقد توزّعت في كلّ كتاب ! فمن أين يأتِ لي بها ؟ قد ينعتني بجنونٍ وما أنا إلا فتاةٌ ترسمُ حلمها بريشة حب ، فالقلب الذي تملكهُ لا يجيدُ إلا هذه اللغة ، وإن أتقن كلَّ اللغات .

    اخترتُ ما أعان الله عليه من هناك ، ودفعتُ ثمنه مما ادخرته من مصروفي الخاص ، وعدتُ إلى مكتبتي الحبيبة ومعي طاقةَ فكر معطّرة بمسكٍ لا أنسى عبيره ما حييت .
    وسار المشروعُ الصّغيرُ على قدم وساق ، وتواردت الكتبُ تباعاً من كتب في التفسير إلى ديوانِ شعرٍ ، ومن نثرٍ أدبيّ إلى ثقافة وتاريخ ، فلسفة وطب .. !
    حتى عمرت المكتبة لبنة لبنة ، وامتدّ البنيانُ فشمل كلّ ناحية فيها .

    أنظرُ إليها الآن ، بعد أعوامٍ من التطوير ، وكم آسفُ على ضآلة حجمها ، وقلة ما تحتويه ، ويغريني الطموح بإنشاءِ أختٍ لها تسيرُ على نهجها ، أو تتفوّق عليها .
    أحلمُ بمكتبة واسعةٍ جدرانها كتبٌ ، وأسقفها صِحافٌ ، وأرضها من الورق الأملس ، أكتبُ عليهِ خطواتي ، وما تعلمتهُ من كلّ كتاب .

    اليوم وأنا أرقبُ فيها هذا الاتساع البطيء الخطوات ، وأمسحُ مع كلّ يوم غبار الأيامِ عن كتبي ، تراودني هواجسُ سوءٍ فأبعدها ، وأتساءلُ لمن سأبقي مكتبتي ؟
    هل سيخطُر للجيلِ القادمِ أن يبحث فيها ، أو يتناولَ كتاباً فيقرأ فيهِ خلسةً كما كنتُ أفعلُ دائماً عندما أقابلُ كتباً تغريني ، وتؤنسني إذا ما استوحش بي المكان !
    إنّ كلّ ما أراهُ الآن لا يبشّرُ بخير ، فالجيلُ قد أذهلتهُ حضارة الحاسوب عن حضارة عريقة ، حضارة الكتب والتاريخ ، فغدا يناجي حاسوبه ، ويرهف السمع إلى وقع أصابعه على أزراره بدلاً من أن يحاور أديباً أو مفكراً عبر سطورٍ تحملُ عبق فكره .
    ذلك أنه جيلُ لم يتربّى على القراءة ، ولم يعتد عليها ، ففرقته عن الكتب مساحات غربة شاسعة .
    وقد آلمني كثيراً أن أقرأ إحصائيّة تتحدث عن حصيلة قراءة الأطفال في الدول الغربية فتقول :
    الطفل الأمريكي: نصيبه من الكتب في العام 13260 كتاباً ، و الطفل الإنجليزي: نصيبه من الكتب في العام 3838 كتاباً ، و الطفل الفرنسي: نصيبه من الكتب في العام 2118 كتاباً ، أما الطفل الإيطالي: نصيبه من الكتب في العام 1340 كتاباً ، والروسي: نصيبه من الكتب في العام 1485 كتاباً في العام .
    فأين أطفالنا أجيالُ أمّة اقرأ ؟
    وقد هممتُ بعد أن قرأتُ الإحصائية أن أودّع قلمي إلى غير رجعة ، فإن كنت قد قرأت لمن مضوا ، فهل تراني سأجد من يقرأ لي ؟
    وسول لي الشيطان أن أتخلى عن كل ما بنته المكتبة في داخلي من مبادئ ، لكنني عدتُ فأحجمت ، وعلمت بأن أمة نورها القرآن ، ونبراسها السّنة ستبقى بها أجيالُ خير إلى يوم الدين ، ولن تعجز الأرحام أن تنجب رواداً في العلم والفكر يحملون أدوات النهضة ، ويرتقون سلم الحضارة .
    وعزمتُ أن أغرس في كلّ قلب حباً ضاع ، لحضارة منسيّة ، فأمسكتُ الدواة والقلم ، وبدأتُ أنسجُ خيوط الشمس .

  2. #2
    الصورة الرمزية الصباح الخالدي قلم متميز
    تاريخ التسجيل : Dec 2005
    الدولة : InMyHome
    المشاركات : 5,766
    المواضيع : 83
    الردود : 5766
    المعدل اليومي : 0.86

    افتراضي

    يعجبني نسيج الشمس
    احبه جدا
    لكن هذه الرحلة مع الكتب رائعة جدا
    اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَما صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهيمَ. إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

  3. #3
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Jul 2006
    المشاركات : 396
    المواضيع : 3
    الردود : 396
    المعدل اليومي : 0.06

    افتراضي

    اختي نور/
    اسجل اعجابي بهذا النص الجميل

    مودتي
    العذراء

  4. #4

  5. #5
    الصورة الرمزية أسماء حرمة الله شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jun 2005
    الدولة : على أجنحــةِ حُلُــم ..
    المشاركات : 3,877
    المواضيع : 95
    الردود : 3877
    المعدل اليومي : 0.56

    افتراضي تحية ورد

    سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته

    تحية قطفتُها من قلبي

    نور الغاليـة،

    تعلمين رأيي بحرفك، مذ وقفتُ معك مستندةً إلى أسوار حديقة الياسمين .
    واليوم، أجدني أرتّب معكِ الرفوف، أسافر مع حروف هذا الكاتب، ومع حروف ذاك، حتى ارتوت أحلامي .

    لايأسَ أبداً مادامَ بيننا قلمٌ كقلمك، وكأقلام الكثيرين من الأدباء والشعراء والمفكرين، كأقلام أهل واحتنا، وأنتِ تدافعين مثلهم عن حِمى الكتابِ والتراثِ وماضٍ وارفٍ.

    ----
    اسمحي لي بالإشارة إلى بعض مايسقط أثناء الكتابة على لوحة المفاتيح :
    - كي يتنحى قليلاً إلا اليمين = قصدتِ "إلى" ؟
    - البطيء الخطوات = بطيء الخطوات
    - لم يتربّى على القراءة = لم يترَبّ


    للتثبيت تقديريا لقلمٍ كقلمك، ولفكرٍ راق كفكرك ..

    بانتظار الجزء الثاني من خيوط الشمس، الخيوط التي تعلقتُ بها لأتنفّسَ الحياة والحلـم
    كوني دوماً بخير أيتها النقية الرائعة دوماً
    تقبّلي خالصَ تقديري واعتزازي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    وألفَ طاقة من الورد والندى

  6. #6
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Jul 2003
    المشاركات : 5,436
    المواضيع : 115
    الردود : 5436
    المعدل اليومي : 0.72

    افتراضي

    جميل هذا يا نور ؛ فكر و قلم و فوق حب للعلم و للعربية و لكل الورق !

    أسعدتني أسطرك و تحدثت بما في نفسي من حب للحبر الصابغ ، و للورق المطبوع .

    كل التقدير لك .

  7. #7
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Dec 2005
    المشاركات : 115
    المواضيع : 15
    الردود : 115
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    الغالية أسماء حرمة الله
    مرور مفعم بالود والمحبة لقلبٍ يدعو لكِ بالخير دائماً
    أشكركِ يا حبيبة للتصويب والتعقيب الجميل
    كرم تعودناه منكِ
    وسأكمل السلسلة هنا في نفس الرابط بإذن الله
    على الخير نلتقي
    دمت في رعاية الله

  8. #8

  9. #9
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Dec 2005
    المشاركات : 115
    المواضيع : 15
    الردود : 115
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    عالمٌ نسجتهُ خُيوطُ الشّمس (2)

    بحثاً عن الأمان ..

    بقلم / نُور الجندلي

    في عالمٍ ظننتُ فيهِ أن الأمانَ يحتويني ، في قلبي ، ومن فوقي ، وعن شمالي وعن يميني ، وأنني أنعمُ وأسرتي بطمأنينة الأمنِ في البيتِ والمدرسة والشّارعِ والحديقة ، فأتعاملُ مع كلّ هذا معاملة الإنسان المسالم ، الذي يصافحُ بقلبه كلّ الكائنات ، ويأبى على نفسه أن يؤذي نملة ، فهي كائنٌ مجدّ يبني عالماً كلّ من يتأمله يحترمه .
    أوقفني نداءٌ تقطّع له كبدي ، نداءٌ لم أسمعهُ وحدي ، فما كنتُ واهمة حين حزنتُ ، فقد حزنَ حيٌّ بأكمله لفقدانها ، وقد أعلن مؤذّنُ المسجدِ عن اختفائها ، ماذا تراهُ قد حصل ؟ فتاةٌ في العاشرة ، بعمر البراعم من سكّان الحيّ الذي أقطنه قد اختفت !
    وقد كانت تسيرُ مثلي في ذات الشّوارع ، وتبتاعُ من ذات المحلاّت التجاريّة ، وتتنشّق الهواء النّقي الذي أتنشّقه ..اختفت ..! لماذا وكيف ؟ هنا تكمنُ القضّية .

    لو أخبروني بأنّ طفلة في الرابعة من عمرها تاهت عن أهلها فما وجدوها لصدّقتهم ، فهي لا تملكُ أن تعرّف عن نفسها ، عنوان بيتها ، رقم هاتفها ، أو أي شيء قد يخصها فينقذها .
    لكن الفتاة في عمرٍ يسمحُ لها بالتعريف عن نفسها ، وتذكر بيتها ، والعودة إلى حضن أمّها دون عناء .

    بصوتٍ حزين أُعلم سكّان الحيّ عن ضياعها ، فأسقط في يدي ، واهتزّ القلبُ جزعاً ، وحرتُ في أمري ، أأخرجُ كي أبحث عنها ؟ وهل تراني حقاً سأجدها .

    حُقّ لي في هذا الزمان أن أقلق ، أن أقف ملياً صامتةً بعد نداء المسجد أفكّرُ في الصّغيرة ، وأن أعود إلى صغيرتيَّ أنبههما بجزعٍ ألا يتفرّقا يوماً ، وأمطرهما بنصائحي ، لا تتحدثا مع غريب ، إن حادثكِ فتجاهليه ، إن أعطاكِ حلوى فلا تتناوليها .. وكأنني سأحيطهم عبر كلماتي بسورٍ عالٍ يمنع تدخّل الأشرار ، ويحجزُ عنهما كيدهم .
    وقد حفظن النصائح عن ظهر قلب ، فباتتا تردداها معي ببسمة من وثق من حفظِ الدّرس ، ولكن هل سيطبقنه حقاً إن تعرضن لخطر ..! هذا ما أتعبني كثيراً .

    أذكرُ عندما كنتُ صغيرة أنني أفتحُ الباب وأخرج ، لأقوم بنزهةٍ خاطفة في الحارة ، أشتري حلواي وأعود للبيتِ آمنةً مطمئنة ، لا يجرؤ أحدٌ على مضايقتي ، ولا أشعر بالخطر يداهمني فأحجم عن خروج أو ألوذ هرباً كلما سرتُ في الشارع وحدي كسارق ارتكب جريمة وخاف أن تفتضح .
    ذلك لأن للحارة كان طعماً مختلفاً ، فأصالة أهل البلد الشرفاء تضوعُ من كلّ أركانها ، تراهم ، فيخيّلُ إليك أنك تعرف كلّ واحدٍ منهم ، وأنهم يعيشون كأسرة ، يتنفّسون المودة والألفة والمروءة مع نسيم الهواء .
    فالحزنُ واحد ، والفرحُ واحد ، والأيدي متعاونة ، ومتكاتفة على خير .
    كان ذاكَ زمانٌ ولّى ، ليأتينا هذا الزمان على حينِ غرّة ، يخطفنا من حياتنا الهانئة الوادعة ، ويزجّ بنا في أحياء واسعة ، ومبان متشابهة ، ووجوه كالحة غريبة ..
    تتأمّلها فلا تجدُ في ملامحها معنى ، لا حُزن ولا فرح ، لا خوفَ ولا سكينة ، فكأنهم ارتدوا الصّقيع فانطبع على قلوبهم ، وسرى في عروقهم ، فتحدثت عنه ملامحهم .

    إنها الحضارة .. لما تزورنا بكلّ ما تحملهُ من وسائل راحة ، تأبى إلا أن ندفعَ ضريبتها ، من راحتنا ، من دفئنا ، من أمانٍ يحيطُ بنا .. لأننا أردناها هي دوناً عن سواها .
    تباعدت المساكن ، وتنوّع السّكان ، وخالطهم أصنافٌ شتى من البشر ، واتسعت الأحياء ، وغرق الناسُ في أعمالهم اليوميّة ، فما عاد للجار أهمية ولا وجوداً ، إلا من تحية صباحية فاترة .
    وتنظر إلى المبنى الواحد ، وإلى أحوال أهله ، فتشاهد الذي قد سهر متألماً لكثرة ما تناوله من طعام ، فأهلكته التخمة ، وآخر يتقلب في فراشه ، يئنُّ جوعاً فلا يجدُ لقمة عيشه .
    وتسيرُ في الأزقّة فيراودكَ شعورٌ قاتلٌ بالغربة ، فما تجدُ للأشجار ظلاً يحتوي حرّ ما تعانيه ، ولا للسماءِ لوناً تسرح متأملاً فيه . فضبابُ الغربة يتكاثفُ في تلك الأماكن ، وتموتُ المشاعر الطّيبة التي كانت في زمن الجاهلية عنواناً ، وفي الإسلامِ حضارةً وإيماناً .

    ها نحنُ نبكي على ماضٍ مجيد ، ونتأسّفُ على أمانٍ أضعناه ذاتَ غفلة ، فعانينا من ضريبة إهماله .
    وهاهي البيوتُ تُنهب ، والمحال التجارية تسرق ، والفتيات يختطفن ، والفحش يسري ، والفضيلة تتلاشى ..
    فمن المسؤول هنا عن هذا الدمار ؟!
    هل لأننا أهملنا كلّ جميلٍ وزهدنا به لنلهث خلف حضارة مشوّهة ؟!
    أم لأننا فرّطنا في فلذات أكبادنا ، وأعطيناهم حرّية مقنّعة زائفة !
    أم ترانا لم نتقِ الله كفاية ، فنحاول بثّ جذور الإنسانيّة في التربة الغريبة ، ولم نسقها وندعمها لتقاوم زحف الشّر ..
    كم قصّرنا وذهلنا وتغافلنا عن حقوق وواجبات ، واتخذنا لأنفسنا دور الناقد والمتفرّجِ على مسرحيّة الحياة .
    فلا تحرّك في داخلنا وازع عمل ، ولا انطلقت من حناجرنا نداءات تغيير .!
    لم ينتهِ الزمانُ بعد ، ومازلنا رغم ذلك بألفِ خير ، وسنبقى مادمنا نحملُ همّ الآخرين ونشعر – ولو قليلاً - بآلامهم
    الفرصة سانحة للأفضل ، والطريقُ مفتوحة لإعادة الخير ، لم تغلق ، ولن تغلق مادمنا من أمة الإسلام .. فلنتدارك ما غاب عن خواطرنا من تعاليم إسلامية سمحة ، ولننهج نهج الأخلاق والفضيلة ، نقطعُ بها يد كلّ سارق ، ونطرد كلّ آثم ، فلنعزم على التغيير ولنبدأ من جديد .

  10. #10
    الصورة الرمزية د. محمد إياد العكاري شاعر
    تاريخ التسجيل : Jun 2006
    المشاركات : 717
    المواضيع : 40
    الردود : 717
    المعدل اليومي : 0.11

    افتراضي


    أيتها النور الجندلي
    ماأجمل خيوط الشمس التي تنسجين
    ستبعث في نفسي الشوق لشموس العزة
    وستبري الهمم والعزائم في الأمة
    دمت بتألقٍ وإبداع وكل عامٍ وأنت بخير والسلام

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. عالم النت في عالم القلم
    بواسطة راضي الضميري في المنتدى الأَدَبُ السَّاخِرُ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 01-10-2018, 09:56 PM
  2. إبداع الشمس لحظة الذوبان (ديوان هل تهرب الشمس؟ للشاعر أحمد السرساوي)
    بواسطة محمد الشحات محمد في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-12-2010, 07:09 PM
  3. خُيُوطْ الُصبحْ
    بواسطة علي الثويني في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 13-12-2007, 05:06 PM
  4. قم يا قدر ورْجِع علي َّ عضيـدي=وانفلِّي يا خْيوط الكفن من حناياه
    بواسطة محسن سبعان في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 30-08-2006, 11:56 PM
  5. كشف خيوط المؤامرة
    بواسطة dia5b في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 25-06-2003, 12:54 PM