|
مَا زَالَ فيَّ لِحُبِّهَا آثَارُ |
هَذِي الدُّمُوعُ وَتُلْكُمُ الأَشْعَارُ |
وهُنَاكَ في الرُّكْنِ العَتَيْقِ هَدَيّةٌ |
إِكْلِيْلُها _وَاضَيْعَتَاهُ_ غُبَارُ |
أَخْرَجْتُهَا فَانْثَالَ دَمْعِيَ فَوْقَها |
عَجَبَاً لفِعْلِكَ أيّها التِّذْكَارُ! |
يَا أَنْتِ جَاءَ العِيْدُ يَطْرُقُ بَابَنا |
وَتَكَشَّفَتْ بِمَجِيْئِهِ أَسْرَارُ |
يَا أَْنتِ كَمْ أَلِفَ البُكَاءَ مُتَيَّمٌ |
وَلَكَمْ جَفَاهُ الصَّبْرُ والإصْرَارُ |
وَلَكَمْ لِأََجْلِيَ يَا عَبِيْرُ تَبَسَّمَتْ |
وَبَكَتْ عَلَى آراكِهَا الأطيارُ |
يَا أَنْتِ عَذّبَنِي البُكَاءُ وَمَلَّني |
صَحْبِي وَأَهْلُ مَوَدَّتِي الأَخْيَارُ |
هَذِي صُرُوحُ الحُبِّ هُدِّمَ جُلُّهَا |
وَيَكَادُ صَرْحِيَ بَالهَوَى يَنْهَارُ |
يَا دَارُ أَيْنَ الأَهْلُ عَنْكِ وَأَيْنَ ذَا |
كَ الوَصْلُ أَيْنَ غِنَاؤنا يَا دَارُ؟ |
فَتُجِيبُنِي الاَصْدَاءُ مَعْ جُدْرَانِها: |
ابْعِدْ فَلَيْسَ لِمِثْلِكَ المِضْمَارُ |
ابعِدْ فدَرْبُ العَاشِقِيْنَ طَويْلَةٌ |
وَتَحُفُّها الوَيْلاتُ وَالأَخْطَارُ |
مَهْلَاً فَأَنْتِ لِذِي السَّفِيْنَةِ قَائِدٌ |
مَا هَكَذا يَتَصَرَّفُ البَحَّارُ! |
عَامٌ تَوَلَّى يَا عَبَيْرُ وَشُيِّدَتْ |
بَيْنِي وَبَيْنَ وِصَالِكِ الأَسْوَارُ |
عَامٌ تَوَلَّى يَا عَبَيْرُ وَمَا أَتَتْ |
_وَا حَسْرَتَاهُ_ عَنِ الهَوَى أَخْبَارُ |
عَامٌ وَلَمْ تُعْزَفْ لُحُوْنُ سَعَادَةٍ |
كلّا وَلَمْ تُضْرَبْ لَنَا أَوْتَارُ |
عَامٌ وقِيْثَارُ المَحَبَّةِ صَامِتٌ |
مَاذَا أَصَابَكَ أَيُّهَا القِيْثَارُ؟ |
يَا أَنْتِ لَوْ كَانَ النِّدَاءُ لَصَخْرَةٍ |
لَتَفَجَّرَتْ مِنْ صُلْبِها أَنْهارُ |
تاللهِ إنّ العَاشِقِيْنَ نَصِيْبُهُم |
نَصَبٌ وأَسْعَدُ مَا بِهِمْ أَكْدَارُ |
والعَاشِقُون العَاشِقُونَ صَبَاحُهم |
لَيْلٌ عَلَيْهِ مِنَ الأَسَى أَطْمَارُ |
لَمَّا رَأَيْتُكِ خِلْتُ أَنَّكِ دِيْمَةٌ |
فَاسْتَبْشَرَتْ بِمَجِيْئِكِ الأَزْهَارُ |
وَسَقَيْتُهَا مِنْ نَفْحِ حُبِّكِ فَارْتَوَتْ |
وَاخْضَوْضَرَتْ وَتَبَسَّمَ النُّوْارُ |
فَعَلامَ هَذا العِيْدُ أَعْلَنَ قَحْطَهُ |
وَعَلَامَ تُمْنَعُ دُونَها الأمْطَارُ |
مَا زَالَ فِي قَلْبِي التَّسَاؤلُ قَائِماً |
هَلْ كَانَ عَدْلُ أَحِبَّتِي مَا جَارُوا؟ |
يَا عِيْدُ هَلْ بَدَأتْ فُصُولُ حِكَايَتِي |
مِنْ بَعْدِ مَا قَدْ أُسْدِلَتْ أَسْتَارُ؟ |
يَا عِيْدُ عَذَّبَنِي الصُّدُودُ وَبَاعَدَتْ |
بَيْنِي وَبَيْنَ عَبِيْرِيَ الأَقْدَارُ |
أنَا مِنْ حُطَامِ البَائِسِيْنَ تَجَمُّعِي |
وَعَلَيَّ مِنْ جَوْرِ الحَبِيْبِ إزَارُ |
وَلدَيَّ مِنْ حُزْنِ (المُلَوَّحِ) ضِعْفُهُ |
والهَائِمُونَ لِبَعْضِهِمْ أَنْصَارُ |
أَنَا طَائِرُ الأَحْزِانِ شَدْوِيَ دَمْعَةٌ |
أَنَا جَيْبُ فَقْرٍ عَافَهُ الدِّيْنَارُ |
أَنَا لَسْتُ إِلَّا بَعْضَ نَبْضِ قَصِيْدَةٍ |
أَنا ظُلْمَةٌ جَاءَتْ بِها الأَنْوَارُ |
حَاوَلَتْ ألّا يَسْتَبِدَّ بيَ الأسى |
لكِنْ عَجِزْتُ وَخَانَتِ الأَفْكَارُ |