قراءة مختزلة في ديوان حوافر في الرأس للشاعرمحمد اللغافي
--------------------------------------------------------------------------------
حوافر في الرأس في الرأس لهيب الكتابة..يكتبها الدكتور محمد عرش ..عضو اتحاد كتاب المغرب.
جريدة الاتحاد الاشتراكي ..يناير 1998.
.................................................. .................................................. ..
.................................................. .................................................. .
يصر الشاعر محمد اللغافي على الامتداد عميقا مفضلا فسحة بريئة تغسل وجه عالم موبوء
وملوث، وتشده الى خيط الكتابة ، ليتنفس برئتيها هواء مجازيا،ينطلق من مرارة الواقع ،
حيث البحت عن لقمة العيش بعرق ،لضمان عيش زغب الحواصل ،
ينتزع اللقمة من وطأة الأحذية ومن معاشرته الدؤوبة .
يعرف خبايا الطريق ،وما تفعلة بالأحذية عبر تغير تفاصيلها وفصولها ،هو هكذا يختصر التأويل ،
ليرسم لوحة لذاته {ص58}
أنت
في حاجة الى وقت
ليس طويلا
لتتخلص من فوضاك
الأسبرين
ليس حلا
الماؤ البارد
السيجارة
ضعف الأكسجين
القهوة
السوداء
القصيدة الليلية
سوى..أن
تلفظ أنفاسك
في زفرة واحدة
انه اسكافي ..ولا عيب في ذلك ومن حقة أن يكون شاعرا ..
ومن يستنكر عليه ذلك أن يعود الى قراءة ما كتبة الشاعر اعنيبة الحمري عن الشعراء الحرفيين .
ترتدي القصائد بكاملها "حوافر في الرأس"وكأن كل قصيدة تنفرد بهذا العنوان،
اضافة الى تسميتها المباشرة ،وهذه الحوافر المجازية تحيل الة المشي والسير في دنيا الكتابة
مهما كانت صعوبة السير والمشي المحفوفة بالمغامرة .
تدوسني حوافر الفصول
صامد
في وجه العواصف
والرعود
{ص12}
وما يأكد بروز هذه الحوافر المجازية ..
وكثير من الأسئلة
تتسكع
في أرصفة دماغي
وقهوة سوداء
حاتلة
في أخر سيجارة أطفأتها
في القلب
{ص24}
تتجاوز مشتقات السير بالمعنى المجازي لتحقق خرقا دلاليا وجماليا وايقاعيا
حين يضع الشاعر اللفظة في مكانها الذي يحسه..وليس كما تم الاعتياد عليه.
لأنها تصدم وتغير المجرى ..
يلهث
بالرذاذ صادفته
يغتسل من غبار السنين
قلت له..
ما الذي أتعبك
وأين تسير كمن ضيع ملكه
{ص5}
والشاعر يريد اعادة صياغة النص ..لأنه لا يكتب نصا قارا وثابتا في جزر خاصة وذاتية ..
بل يلتقط التفاصيل والجزئيات من الواقع ليحول ذلك عبر مروره بالذات الى واقع آخر
،يرتق الخيوط ويعدها بطريقة خاصة تبقى متأرجحة ما بين الواقع والحلم..
هل تعود الى
ولو مرة في الحلم
نشد على أيدي بعضنا
ونغني نشيد اللقاء
ونمشي سويا
في طرقات الحي
نكسر قضبان هذا البكاء
حتى لحظة الاستيقاظ نمحوها
ونبقى معا
في عيون الخيال
ندس تجاويف هذا العذاب
فهل ستعود الي
لتمضي على ورق العرس
أم
أمضيت من قبل
على سحاب النعي
وسافرت تقتات من ماء البحر
والملح الذائب
ويأتيني نعيك في ورق
{ص34..35}
ان الشاعر يعتمد على عين ثالثة ، تلتقط الصور الشعرية وتحولها الى ذاكرة تؤرخ لذبيب
المشي فوق رصيف واقع الشعر ،بدون قفازات أثناءخربشة النص ليأتي ممتقعا أصفر ،
خال من دم الحياة ،وبدون افتعال لكلام يخرك من بين الشفتين ليطرك الحرفيين من دنيا الاحتراق،أليس كذلك؟..
لنعيد نبش {حوافر في الرأس}لنتاكد من صحة الجواب
.[/align]