أحدث المشاركات
صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 28

الموضوع: فتافيت امرأة

  1. #1
    الصورة الرمزية عصام عبد الحميد قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Apr 2007
    الدولة : مصر
    المشاركات : 198
    المواضيع : 15
    الردود : 198
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي فتافيت امرأة

    هواء الخريف يلفح وجهى وأنا أتطلع إلى السحب الرمادية التى تتجمع فى السماء بكثافة منذرة بشتاء طويل قارس وبارد... وبحر المعمورة يودع بقايا حرارة الصيف بوحشية... أغلقت زجاج الغرفة لأحمى نفسى من برودة الهواء المبكرة... مغمضا عينى فى محاولة للملمة شتات ذهنى... والتفكير بعمق كبير... ما أصعب أن يتحول إنسان إلى مجموعة من الأوراق... مجرد أوراق نقرأ نبحث فيها عن ملامحه... أحاول منذ يومين بكل خبراتى كطبيب نفسى أن ألملم أشلاء إنسان تبعثرت أيامه... وتمزقت أحلامه وانتثرت فى رياح وعواصف الحياة السموم... أمسك بتلابيب الأوراق مستغرقا فى كل حرف فيها لفهم مشاعر هذه المرأة الراقدة فى سرير المستشفى تتسرسب فى شرايينها كمية من المهدئات تكفى فقط لجعلها هادئة هدوء بلورة انكسرت وتناثرت... وعلى أن ألملم شظايا روحها وأعيد ترتيب نفسها.
    أوراق حياتها كانت الشئ الأساسى الذى وجدناه فى حقيبة يدها بجوار أغراضها الأخرى ولكنها كانت كفيلة لقراءة هذه المرأة... ولكن هل تكفى وحدها القراءة والفهم؟... أم أن قنبلة زمنية ظلت تعد دقائقها وثوانيها ولم ندركها إلا عندما انفجرت وتناثرت شظاياها معلنة انتحار حلم وموت روح تسكن جسد عليل منكسر... جسد ربما نستطيع تداركه... ولكن حتى لو أدركناه ولحقنا به ماذا يفيد لو حققنا له كل أمانيه وقد فات أوانها... وانتهت... وماتت.
    على الآن قراءة بوحها بعناية ولملمة شظاياها المتناثرة فى أرجاء الحياة وضمها بعضها إلى بعض لنخرج ببقايا إنسان وأشلاء روح... يعيش ويتنفس ويذهب ويجيئ منكسرا... هشا... تذروه أقل ريح...

    عيد ميلاده...
    كنت مسرعة وأنا صاعدة على سلم البيت لابد أننى تأخرت عليه كثيرا اليوم ولكن كان على أن أحضر الهدية... بالتأكيد سبقنى فى العودة... تمنيت أن أكون فى استقباله ولكن شراء هديته استغرق منى وقتا طويلا... أدرت المفتاح فى الباب ودخلت فلفحتنى نسمة رطبة لطيفة... قذفت حذائى بقدمى فى الهواء ووضعت يدى على زر تشغيل المسجل الموضوع دائما بجوار الباب لتخرج منه قطعة موسيقية بديعة تجعلنى أفرد ذراعاى فى الهواء وأدور راقصة متمايلة كأننى نورس يسبح فى الفضاء مهاجرا إلى مواسم الدفء... وأدور وأدور بحركات منسجمة مع ذاتى حتى أجدنى أمامه فاردا جناحيه كما كائن خرافى... فيضمنى ويرفعنى فى فضاء العشق... ويدور بى يمطرنى بوابل من القبل على وجهى وجبينى وشفتاى فأنتبه متخلصة من ذراعيه القويتين قائلة لالا ليس الآن على إعداد الطعام لعلك جائع فأنت لم تتناول شئ منذ الصباح... هاهاها معقول ذلك ترانى أنسيك الطعام والشراب والدنيا كلها... لا ياحبيبى لاتبالغ هكذا لايستطيع المرء أن يعيش بدون طعام وشراب... هاهاها نعم ولا النساء فنحن نور الحياة وبهجة القلب نشتاق إلى الرجال خاصة لمن مثلك ياحبيبى حنونا ودودا دافئا... دقائق وسيكون الطعام جاهزا...
    أعددت المائدة كأروع مايكون كل شئ فى مكانه وأولها طاقة الورد التى تملأ الحياة بالأمل... والشمعتان الحمراوان اللتان سيضيئان ليلة حبنا... يتسابقان معنا فى الاحتراق... تخلصت من ذراعيه بصعوبة وقلت له حتى نأكل طعامنا... لاتتهمنى بالبرود فلا يعلم مدى شوقى لك إلا الله ولكنى أريد أن أطعمك... أمامنا الليل بطوله سأكون كهذه الشمعة تحترق لتشعل ليل أشواقك... إفعل بى ماتشاء... هيا بيبى أحك لى أثناء تناولنا الطعام كل ماحدث لك هذا اليوم ولاتنسى شيئا وإلا ستحكى لى العصفورة... هاهاها... لالا أرجوك لاتثر غيرتى بحكاياتك عن النساء... فلن أبدى لك ماصيبنى من الغيرة حتى لايصيبك الغرور... ماهذا ألم يعجبك طعامى؟... لقد سهرت عليه حتى أعده لك لالا لن أتركك حتى تأكل كل مافى الطبق... ليس بالكثير حبيبى... لأجلى... هل سأدور وراءك بالملعقة فى البيت كالأطفال... عموما أنا أعد لك مفاجأة لو لم تأكل لألغيت المفاجأة... لالا لن أقول لك عليها حتى تأكل كل ما أعددته لك من طعام... لا لا لاتحملنى هكذا... قلت لك ليس الآن... ليس الآ.... إنه... إنه... جر... جرس البا.... الباب...من هذا المغفل الذى يأتينى الآن... الآن بالذات وفى هذا الوقت؟؟... بالتأكيد ليس سوى هادم اللذات ومفرق الجماعات أخى...
    سألنى أخى ببرود خبيث معتاد أرى على المائدة وليمة كبيرة من ياترى سيأكل كل هذا الطعام معك؟ غاصت الكلمات مع حلم جميل مستحيل فى حلقى... جلس ببلادة يلتهم الطعام... نظرت للشمعتان وهما تنتحران دون فائدة... دون جدوى... دون ليل ما تضيئه... دون عاشقان يتعانقان... يتسابقان مع الشمعتان أيهما يسبق الآخر للاحتراق...

    أمى...
    أمى لاترحلى... فأنا أخاف الوحدة فى غيابك... أبقى معى... بالله عليك لاتتركينى... قاومى... لقد تحملت ماهو أصعب... تحملت خيانات أبى وتخليه عنك فى عز شبابك... كنت قوية صامدة حتى بعد مماته... تجاوزت كل الأزمات من أجلنا... لماذا الآن تستسلمين للمرض هكذا وترفعين راية الرحيل... دافعى عنى... أسراب الفجيعة ستلتهمنى... جيوش الفقد ستدمرنى... سنين الوحدة تتربص بشبابى... لاترحلى... لاترحلى...

    أفتقدها
    قلبى ليس سوى جزيرة خاوية تحيط بها المياه المالحة من كل مكان... يفتقد الأمان... راحة البال... إنه قلبى... يدق بدون حياة... فارغ من نور الحياة من طول انتظاره لمن يسكنه... لم يبق لى سوى العيش وحيدة... حتى تجرفنى أمواج النسيان... حتى بعد موتى... لا أحد سيتذكرنى... لا أحد سيتنهد ويقول أفتقدها... أفتقدها...

    عيد ميلادى...
    اليوم كان عيد ميلادى... جعلته على غير العادة عيدا استثنائيا... كنت على يقين منذ ليلة أمس أنه لن يتذكرنى أحد... ولكنى تحديت الجميع... وجعلته مميزا... أعددت تورتة عيد الميلاد بيدى كأروع مايكون... وشمعة جميلة غرزتها فى وسط التورتة... ومشروبات كثيرة مثلجة بهيجة... وهدايا كثيرة... أحضرت عدة مرايا... ووضعتها حول المائدة... شعرت فى هذه اللحظة أننى عروس فى ليلة زفافها أحسست أننى أقف فى حفلة يحضرها أشخاص كثيرون من أجلى أنا... كلهم يضحكون ويبتسمون يتبادلون أطراف الحديث... يهنئوننى بعيد ميلادى... كانت الشموع متألقة تنعكس أضواؤها فى كل مكان... شيئ واحد لم أستطع أن أفعله... هو أن أضم هؤلاء الأشخاص إلى حضنى... شيئ واحد لم أنله... شعورى بالدفء...

    الحب الحقيقى
    منذ اللحظة التى وقعت عيناى عليه وأنا أعيش محنة جميلة... هذا الودود المبتسم دائما... الوسيم... لا لا ليست مسألة وسامة... إنه طاغية... رجولة مستفزة إلى أبعد حد... لأول مرة يثيرنى عطر رجالى إلى هذا الحد... لأول مرة أشعر أن العطر الرجالى يمكن أن يفتك بامرأة ويبعثرها هكذا... تقافزت المدرسات حوله... خاصة ممن لم يتزوجن بعد... أما أنا فقد سلكت طريقا آخر إلى قلبه... اتخذته صديقا أستشيره فى مشكلات أختلقها عن أناس ليس لهم وجود فى الحياة... فعشت لحظات بقربه جميلة... لم ينافسنى فيها أحد...
    اكتشفنا بعد فترة وجيزة أنه متزوج... كانت مفاجأة للجميع... انهارت شبكة النساء من حوله... كم هن غبيات... أما أنا فقد تخليت من أجل نظرة عينيه التى يستقبلنى بها عن مبدئى فى الحياة ألا أكون زوجة ثانية أبدا... معه يمكننى أن أكون حتى الزوجة الثالثة عشر... فقط يضمنى إلى صدره... يمنحنى من ذراعيه هوية أنثوية... صار هذا الرجل هو أنيس غربتى ودفء ليالى وحدتى... من أجله أعيش... من أجله أرتب البيت... واشترى له وحده ملابسى... أنتقيها بعناية... أحادثه... أطعمه بيدى... وأضيئ ليلى بشمعتين حمراوان... أمنحه كل مايشتهى... أحتفل بعيد ميلاده... وعيد أول لقاء لنا... وأعياد كثيرة أختلقها ليكون معى... ولايقطع هذه السعادة عادة إلا هذا الثور... أخى الذى يمر على فى أوقات متفرقة ومفاجئة ليكتشف أننى أعد البيت لضيف... لن يأتى..

    قبلة
    بخجل يبعثرنى أريد أن أسأل... ياترى ماهو طعم القبلة؟... هل يمكن أن يجيبنى أحد؟... بل هل يمكن أن أتجرأ وأسأل أحد هذا السؤال؟... ومن من الممكن أن أسأله؟... وكيف سيجيبنى؟... كيف سيصف تلك اللحظة التى تلتقى مواسم الدفء والحنان؟... هذا التوحد والانصهار؟... كيف سيصف التلاشى فى حبيب يقبلنى؟... ألا يمكن أن أجربها؟... أجربها مرة واحدة... مرة واحدة فى الحياة... حبيب ما من كل من أحببتهم يتعطف ويذيقنى طعمها فقط... وأعدكم أننى لن أطلب أكثر منها... ولن أتعدى حدود الأدب... وأطلب المزيد... ولارجل فى الكون يعرف على وجه الحقيقة مالذى تعنيه القبلة للمرأة... أبتسم لنفسى الآن متسائلة ماهو حجم الفضيحة التى يمكن أن أتعرض لها لو قرأ أحد هذه الكلمات؟... يجب أن أمزق هذه الورقة من يومياتى...

    أحبك...
    أحبك... يامن لاتعرف أنى أحبك... ومشغول بغيرى ولاتشعر بوجودى... أحبك يامن أضاء لى أيامى المظلمة... أحبك يامن لاتعلم أنى أحبك... أحبك ياحياتى وروحى أحبك... أحبك يامن أعدت نبضات قلبى المسافرة إلى قلبى... أحبك ولن تعرف يوما أنى أحبك... عيناك شعاع من نور أضاء حياتى وجعل لها معنى... صوتك يهمس لى بقصائد شعر لم أسمعها من قبل... عيناك قصائد من نور... بحر الحياة وروحها... عيناك عبير الزهر... ضوء الشمس... عطر بحرى هفهاف... عيناك... آه منهما... أحبك يامن لاتعلم أنى أحبك ومشغول بغيرى... أحبك.

    البحث عن كارثة...
    تسيل دمعة معتادة على خدى... وأنا أتطلع إلى الليل من نافذتى... لماذا كل الليالى متشابهة... ألا يمكن أن يحدث تغيير ما يكسر هذا الملل... لماذا لاتحدث مصيبة مثلا؟... كارثة... شيئ ما يغير هذا السكون الساكن أجزائى... هؤلاء الرجال السائرين فى الشارع ألا يرانى أحد منهم ... ألا يشعر بى أحد... هذا الحمار القابع فى ورشة السيارات المواجهة للنافذة ألا يتطلع مرة واحدة إلى... وأنا المصلوبة على النافذة منذ أكثر من ساعة... لا أريد منه شيئ آخر... يرفع وجهه فقط ويتطلع فى... لماذا لا يفكر أحد من هؤلاء الرجال فى اغتصابى مثلا؟... سأقاوم بكل ذرة فى كيانى... لن يأخذ منى شيئ... جاءتنى فكرة لماذا لا أحاول الانتحار؟... لربما تركت أخواتى مشاغلهن وجئننى... ألن يحضرن إلا إذا مت؟.. كم أنا غبية... ستتعفن جثتى وأتحول إلى هيكل عظمى قبل أن يتذكر أحد زيارتى.

    سكين...
    جز مشاعرى بسكين بارد فترشرشت دمائى فى كل مكان على وجهى وملابسى والأرض والسقف وكل أنحاء الحياة... أصعب مافى الأمر أن ضحكتى جلجلت وكأنى أستمع إلى نكته منه... من بعدها مزقته بداخلى... مسحته من حياتى... طردته من البيت... مزقت الهدايا التى اشتريتها له... غسلت شفتى مائة مرة حتى أمحو آثار قبلاته... مزقت ملابسى التى اشتريتها من أجله هو... مسحت من ذاكرتى ماكينة الأحلام التى تأتينى به كل ليلة... كل الأعياد التى اختلقتها له مزقتها من أوراق النتيجة... وعندما عاد أخى هذه الليلة وجد الطعام بالكاد يكفى فردا واحدا ومع ذلك تعامل بكل غباء وجلس لالتهامه...

    خوف...
    أشعر منذ عدة أيام عندما أدخل إلى البيت أن أحدا ما معى فى البيت أقف خائفة... أتسلل بحذر... ولكنى لا أجد أحد... وفى نافذة المساء لاحظت أن جارنا يطيل النظر إلى... ويختلس النظرات من آن لآخر... هذا الوغد يستحق التأديب... صفعت الشباك وأنا أغلقه لعله يفهم أننى لايمكن أن أنظر إلى رجل مثله ولو كان آخر رجل فى الكون....فى اليوم التالى وأنا عائدة للبيت شعرت أن كل الرجال من أول الشارع يتناوبون التهامى بأعينهم... هؤلاء السفاحين... ألا يعرفون لجارتهم حرمتها...
    مررت بجوار محل السيارت إختلست بعينى فلم أجده... دق قلبى بعنف... أيكون قد اختبأ فى البيت... نظرت إلى بلكونة البيت كان بابها مفتوح... صعدت إلى البيت بسرعة أدرت المفتاح ببطء حبست أنفاسى وتسللت بهدوء قاتل على أطراف أصابعى... بحثت عنه فى أرجاء الشقة... أعيانى التعب... لم أجده... فتحت دولاب الملابس... أسفل السرير... فى المطبخ... فى الثلاجة... فى فرن البوتاجاز... فى الحمام... ثم وقفت فى الصالة وقد امتلأت غيظا وحقدا... وناديت عليه... اعرف أنك هنا لن أفعل شيئا ولكن أخرج... أرجوك لاتتركنى هكذا أخرج... ثم انخرطت فى بكاء حار... لم أفهم له معنى...

    أين عقلى؟
    كلما عدت إلى البيت وفى أى وقت يسيطر على شعور طاغى أن هناك من يختبئ لى فى البيت.. أجد متعة خاصة فى تخيل ذلك... ومتعة أكبر فى البحث... وأكبر منها فى تخيلى لمشهد الانقضاض على رجل لأوسعه ضربا بعصا خيزران اشتريتها خصيصا لهذا الغرض... كيف يجرؤ ويتسلل إلى البيت... كيف يتصور أننى سأكون لقمة سائغة... سهلة المنال... أجز على أسنانى... آه لو أجده... آه لو أجده…

    هل يكون هو؟؟؟…
    شغلنى شاغل جديد خفف حكاية البحث هذه وإن لم أوقفها… رجل بهى الطلة فى منتهى الأناقة والوسامة يرتدى نظارة شمسية جميلة تبرز أنف فخم جميل كأنه يدافع عن شفتيه المدملجتين المنفرجتان قليلا وكأنهما على وعد بقبلة تنتظرهما... آه لو كسرت هذا الأنف لفزت ووفيت بهذا الوعد المنتظر... يتأبط دائما ذراع صديق له لايفارقه... رأيته عدة مرات فى الترام يركب من محطة سيدى جابر قبضت عليه عدة مرات يختلس إلى النظرات من خلف نظارته الشمسية ويبتسم... ثم يلتفت لصديقه ليسر له بكلمات لم أفهم محتواها…أول مرة أشعر أن رجل يتطلع إلى بشوق ولهفة… شعور قوى امتلكنى وسيطر على بأن هذا الرجل سيكون لى… وأن القدر أخيرا قد فك عقدتى.
    هذا الرجل أصبح فى لحظة واحدة نديم أحلامى وعلى قمة هرم أمنياتى... قفز مرة واحدة إلى الصدارة... متجاوزا كل رجل تمنيته يوما ما... ولكن جملة أحلامى به اختلف شكلها... انشغلت بتفاصيل كثيرة من أول تعارف سيتم بيننا... وكيف سينمو حبنا... وحتى ليلة زفافنا وفستان الفرح والمدعوين وحفل زفافنا...... وعندما يغلق علينا الباب... سأطير عليه وأضمه بقوة... لالالا المفروض أن يعترينى الخجل... نعم يجب أن يعترينى الخجل... سأتدرب على أن يعترينى الخجل سأقاوم هذا الشلال الهادر بداخلى... عيب أن تبادر امرأة رجلها حتى ولو كان عقلها على وشك الجنون... أسير فى شارعنا متأبطة ذراعيه أتطلع لهؤلاء الحشرات وهم يتطلعون إلى والحسد يأكل قلوبهم… والغيرة من وسامة حبيبى تحرقهم… يملؤنى الفخر والاعتزاز وقد تكورت بطنى من أثر الحمل فأسير بتؤدة وهو يسير بجوارى على مهل رفقا بى… سأنجب ثلاثة أولاد... أربعة... خمسة... أريد أن أملأ بيتى بالأولاد حتى لا أعيش هذه الوحدة البغيضة مرة أخرى… من الغد سأمنحه فرصة للاقتراب منى ولكن بحذر حتى لا يظن أننى رخيصة… لن أضيع هذه الفرصة مهما كان ثمنها من الغد سأتعمد الوقوف بجواره… سأشعل ناره بجمالى وابتسامه عذبة مرحبة سأضعها على وجهى… تقول له مالذى يمنعك تفضل... ابتسامة توحى بالممانعة الراغبة... آه ياحبيبى ما أطول الليل... إلى اللقاء المرتقب ياحبيب العمر وبهجته...

    قال شهود العيان أنها ركبت الترام من محطة سيدى جابر ثم وقفت قبالة شاب يرتدى نظارة الشمسية وبعد فترة والجميع منشغل بذاته فوجئوا بها تمسك بتلابيبه صارخة بحرقة فى وجهه حرام عليك... حرام عليك... ألا تخجل من نفسك... من تظننى لتشاغلنى بحاجبيك هكذا وهكذا... أتظننى رخيصة إلى هذا الحد... حرام عليك... حرام عليك... أنا إنسانة محترمة... كان الرجل يرتعش من هول المفاجأة ويمسك بيديها يريد التخلص منها... وبينما نستعد للانقضاض عليه لنوسعه ضربا... صرخ صديقه وهو يحامى عنه ليمنعنا من الوصول إليه... قائلا حرام عليك أنت ألا تفهمين؟... ثم ألقى بنا فى مفاجأة كبيرة أسكتتنا جميعا.. وكانت فوق احتمالها... فلم تتحمل نظراتنا فسكتت برهة وهى مازالت تمسك بتلابيبه بإصرار غريب... ثم خبأت رأسها فى صدره وبدأ جسدها يرتعش وهى تنظر إليه برجاء والدموع تنهمر من عينيها تختلج شفتيها بشهيق مؤلم ثم بدأت تنتحب بصوت عال حتى صار صراخا ولم تسكت حتى سقطت مغشيا عليها... فقد اكتشفت كما اكتشفنا جميعا أن الرجل ذى النظارة السوداء لم يكن سوى... رجل كفيف.
    22/7/2007
    الأحباب ليسوا سوى قنابل موقوتة للحزن والفرح فهل من الحكمة أن نزرعهم فى الحنايا

  2. #2
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    العزيز عصام..
    النص جاء بلغة سردية متماسكة..وبدا لي وكأن النص يجرنا الى فواصل زمنية ترسم ملامح واقع..وتختصر عمراً.. يترواح بين رؤيا تنشق عن الزمن لتبث لنا كيفية صيرورة الزمنية والمكانية في الاحداث التي نعيشها كل يوم وكل لحظة... المنطلق لحظة ولادة وسط مكانية تخرج عن حيادها، لتسكن هناك في عمق اللقاء بالوجود... نحمل الكثير من صور الأماكن التي فيها ولادتنا وصارت ملاذ احلامنا ..وكأني بالسارد هنا يرسم لنا ملامح الشخصية ضمن اطار البناء القصصي المحكم..والذي وجدته يتناقل بين الاجواء حاملا معه ريشته من اجل نقل كل الوقائع والاحداث التي يمكن ان يظهر لنا قيمة الحدث الاساس..وبأسلوب شيق محكم، عباراته جاءت متراصة.. الراوي يمسك بثقة مقود السير.. ليحدثنا عما يخالج نفسه..وما يراه..( عنها هي).. ويصور ذلك بدقة متناهية فنراه مشدوها إلى الشخضية ذاتها.. فعلا قرأت قصة فيها المزج بين اللغة الراقية والأسلوب المتين وجمال العبارة .. وأنت تنهيها تشعر بأنها قد تركت أثرها .. ولعل من أبرز التحولات التي طرأت على الرؤية للشخصية في السرد .. كونها لم تعد قوة فاعلة بذاتها في الحدث وتطوراته ، بل صارت منفعلة متفاعلة في ذاتها مع الوعي ومفارقاته حتى لا أقول متناقضاته .. واعجبتني النهاية جدا لانها بالفعل كانت قوة للنص..وبرهنت على حرفية السارد هنا.
    محبتي لك
    جوتيار

  3. #3
    الصورة الرمزية د. نجلاء طمان أديبة وناقدة
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : في عالمٍ آخر... لا أستطيع التعبير عنه
    المشاركات : 4,224
    المواضيع : 71
    الردود : 4224
    المعدل اليومي : 0.68

    افتراضي

    الرائع : عصام

    بالرغم من طول النص إلا إنه أخذنى تماما حتى النهاية, وهذا يعنى أن عنصر التشويق فرض نفسه بقوة على عقل المتلقى. صمت بعدها لفنى لفترة لألتقط أنفاسى وهذا يعنى أن القاص تمكن الأخذ بتلابيب تعاطف المتلقى لبطلة القصة. النص هو مشروع رواية هذا أكيد, فهو أطول من كونه قصة قصيرة, وأقصر من كونه رواية. بالرغم من طول النص إلا أنه - من وجهة نظرى- اختزل الكثير والكثير مما يمكن أن يقال ويوصف عن امرأة تعانى من هذيان الوحدة والاحتياج للحب الذى انقلب عندها بهذيان تخيلى مرضى. وعلاقة الطبيب بها وسفره عبر يومياتها كانت تحتاج المزيد من الكاتب الى مد الحبل السردى لانفعال برانيات وجوانيات كل من البطلة و الطبيب , وانفعال الأخير مع كل جوانيات البطلة التى تصل اليه عبر يوميات متقطعة, ورد فعله بعد كل قراءة لكل جزء من يومياتها وتفكيره وربطه الأحداث بعضهاببعض للعثور على الحل. أما عن عناصر القص فكانت كاملة بدءا من عنوان لافت وتدرجا فى الحكى وانتهاءا بنهاية صارخة معبرة بوضوح عن المأساة . وأمسك الراوى- عفوا وليس القاص- بحبل الحكى مشدودا قويا لكن مرنا انسيابيا فى ذات الوقت.

    ربما أنت ثانى أديب -بعد الفيلسوف الفذ: جوتيار تمر- أشهد له فى الملتقى على قدرته الفائقة على التحدث بمشاعر المرأة والتغلغل داخلها بعبقرية ربما تفوق المرأة ذاتها إذا تحدثت عن نفسها. هذا العمل الراقى من وجهة نظرى التصنيفية هو مشروع رواية . أتمنى أن أقرأ لك رواية يوما , وواثقة أنك ستكون أحد الروائيين المشهورين.

    شذى الوردة لهذا الرقى

    د. نجلاء طمان
    الناس أمواتٌ نيامٌ.. إذا ماتوا انتبهوا !!!

  4. #4
    الصورة الرمزية الطنطاوي الحسيني شاعر
    في رحمة الله

    تاريخ التسجيل : Jun 2007
    المشاركات : 10,902
    المواضيع : 538
    الردود : 10902
    المعدل اليومي : 1.77

    افتراضي

    كما قلت لك ايها الحبيب بحر الحياة

    اخذتنا مشدوها الي نهايتها

    انت مبدع ورائع

    شاعر في قالب ناثر

    وناثر في قالب شاعر

    قصة رائعة

    ولو اني لن اكتب باحاسيس المرأة عنها فلتكتب هي عن نفسها فهي ادرى


    ولاكتب عن ابناء جنسي فانا ادرى بهم كرجال

    دمت متألقا مبدعا

    حبيبي عصام عبد الحميد

  5. #5
    في ذمة الله
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    العمر : 76
    المشاركات : 674
    المواضيع : 101
    الردود : 674
    المعدل اليومي : 0.11

    افتراضي

    الأستاذ الفاضل / عصام عبد الحميد
    أسجل حضوري مع النص ولي عودة
    خالص بقديري واحترامي

  6. #6
    الصورة الرمزية ابن الدين علي قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Sep 2006
    الدولة : الجزائر
    المشاركات : 557
    المواضيع : 112
    الردود : 557
    المعدل اليومي : 0.09

    افتراضي

    عنصر التشويق ناجح جدا و هو ما جعلني لا أشعر بطولها . أنت مشروع أديب ممتاز بإذن الله تعالى . لا أبالغ.وفقك الله .تحياتي...

  7. #7
    الصورة الرمزية عصام عبد الحميد قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Apr 2007
    الدولة : مصر
    المشاركات : 198
    المواضيع : 15
    الردود : 198
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جوتيار تمر مشاهدة المشاركة
    العزيز عصام..
    النص جاء بلغة سردية متماسكة..وبدا لي وكأن النص يجرنا الى فواصل زمنية ترسم ملامح واقع..وتختصر عمراً.. يترواح بين رؤيا تنشق عن الزمن لتبث لنا كيفية صيرورة الزمنية والمكانية في الاحداث التي نعيشها كل يوم وكل لحظة... المنطلق لحظة ولادة وسط مكانية تخرج عن حيادها، لتسكن هناك في عمق اللقاء بالوجود... نحمل الكثير من صور الأماكن التي فيها ولادتنا وصارت ملاذ احلامنا ..وكأني بالسارد هنا يرسم لنا ملامح الشخصية ضمن اطار البناء القصصي المحكم..والذي وجدته يتناقل بين الاجواء حاملا معه ريشته من اجل نقل كل الوقائع والاحداث التي يمكن ان يظهر لنا قيمة الحدث الاساس..وبأسلوب شيق محكم، عباراته جاءت متراصة.. الراوي يمسك بثقة مقود السير.. ليحدثنا عما يخالج نفسه..وما يراه..( عنها هي).. ويصور ذلك بدقة متناهية فنراه مشدوها إلى الشخضية ذاتها.. فعلا قرأت قصة فيها المزج بين اللغة الراقية والأسلوب المتين وجمال العبارة .. وأنت تنهيها تشعر بأنها قد تركت أثرها .. ولعل من أبرز التحولات التي طرأت على الرؤية للشخصية في السرد .. كونها لم تعد قوة فاعلة بذاتها في الحدث وتطوراته ، بل صارت منفعلة متفاعلة في ذاتها مع الوعي ومفارقاته حتى لا أقول متناقضاته .. واعجبتني النهاية جدا لانها بالفعل كانت قوة للنص..وبرهنت على حرفية السارد هنا.
    محبتي لك
    جوتيار
    الحبيب جوتيار تمر
    لقد بذلت مجهودا خارقا فى كتابة هذا النص... كل جملة وعبارة وكلمة وحرف أخذ منى وقتا ومجهودا ذهنيا كبيرا... أتعبتنى بطلة النص جدا فوق الاحتمال... حتى امسك بأطراف بمشاعرها وأغوص فيها... حتى وأنا أختار عنوان النص بذلت ذات المجهود حتى أعنون لهذه المشاعر بعنوان يدل عليها...
    تدرى ياصديقى العزيز لما أقول هذا؟
    لأنه عندما قرأت تعليقك النبيل... شعرت أننى فزت فى مارثون طويل بالجائزة الكبرى... والتى يهون بجوار روعتها كل التعب والمجهود والسهر والشرود والغوص... شعرت أن لتعب الأديب قيمة كبيرة شعرت أن فتافيت امرأة وغيرها تستحق فعلا كل هذا العناء لتصل رسالة إنسانية إلى القارئ...
    جوتياتمر...
    أشكر لك مرورك واهتمامك وتعليقك...
    شكر الله لك...

  8. #8
    الصورة الرمزية عصام عبد الحميد قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Apr 2007
    الدولة : مصر
    المشاركات : 198
    المواضيع : 15
    الردود : 198
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. نجلاء طمان مشاهدة المشاركة
    الرائع : عصام
    بالرغم من طول النص إلا إنه أخذنى تماما حتى النهاية, وهذا يعنى أن عنصر التشويق فرض نفسه بقوة على عقل المتلقى. صمت بعدها لفنى لفترة لألتقط أنفاسى وهذا يعنى أن القاص تمكن الأخذ بتلابيب تعاطف المتلقى لبطلة القصة. النص هو مشروع رواية هذا أكيد, فهو أطول من كونه قصة قصيرة, وأقصر من كونه رواية. بالرغم من طول النص إلا أنه - من وجهة نظرى- اختزل الكثير والكثير مما يمكن أن يقال ويوصف عن امرأة تعانى من هذيان الوحدة والاحتياج للحب الذى انقلب عندها بهذيان تخيلى مرضى. وعلاقة الطبيب بها وسفره عبر يومياتها كانت تحتاج المزيد من الكاتب الى مد الحبل السردى لانفعال برانيات وجوانيات كل من البطلة و الطبيب , وانفعال الأخير مع كل جوانيات البطلة التى تصل اليه عبر يوميات متقطعة, ورد فعله بعد كل قراءة لكل جزء من يومياتها وتفكيره وربطه الأحداث بعضهاببعض للعثور على الحل. أما عن عناصر القص فكانت كاملة بدءا من عنوان لافت وتدرجا فى الحكى وانتهاءا بنهاية صارخة معبرة بوضوح عن المأساة . وأمسك الراوى- عفوا وليس القاص- بحبل الحكى مشدودا قويا لكن مرنا انسيابيا فى ذات الوقت.
    ربما أنت ثانى أديب -بعد الفيلسوف الفذ: جوتيار تمر- أشهد له فى الملتقى على قدرته الفائقة على التحدث بمشاعر المرأة والتغلغل داخلها بعبقرية ربما تفوق المرأة ذاتها إذا تحدثت عن نفسها. هذا العمل الراقى من وجهة نظرى التصنيفية هو مشروع رواية . أتمنى أن أقرأ لك رواية يوما , وواثقة أنك ستكون أحد الروائيين المشهورين.
    شذى الوردة لهذا الرقى
    د. نجلاء طمان
    د.نجلاء
    حضورك البهى الجميل يملؤنى ثقة وقوة على المواصلة... قراءتك الواعية لجوانب القصة تجعلنى دائما أتطلع لمرورك وتعليقك...
    بالنسبة لتعليقك على علاقة الطبيب بالمريضة... كانت رسالتى فى القصة تركز على أبعاد أخرى غير أن إشارتك بأن يتحول العمل إلى رواية ربما كانت تغطى تلك الأبعاد التى ذكرتيها
    بمناسبة الرواية... أصدقك القول أننى حتى
    الآن فى مهابة ضخمة من الولوج إلى بحر الرواية... اخاف أن تضل بوصلتى فى أمواج الرواية العاتية... وتتمزق أشرعتى... على الرغم من الكثيرين وجهنى لكتابة الرواية وشجعنى عليها...
    يبدو أننى سأقدم...
    د.نجلاء
    حضورك الرائع يشرف قصتى ويشرف أى قصة تمرين عليها
    دمت بخير

  9. #9
    الصورة الرمزية عصام عبد الحميد قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Apr 2007
    الدولة : مصر
    المشاركات : 198
    المواضيع : 15
    الردود : 198
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطنطاوي الحسيني مشاهدة المشاركة
    كما قلت لك ايها الحبيب بحر الحياة
    اخذتنا مشدوها الي نهايتها
    انت مبدع ورائع
    شاعر في قالب ناثر
    وناثر في قالب شاعر
    قصة رائعة
    ولو اني لن اكتب باحاسيس المرأة عنها فلتكتب هي عن نفسها فهي ادرى
    ولاكتب عن ابناء جنسي فانا ادرى بهم كرجال
    دمت متألقا مبدعا
    حبيبي عصام عبد الحميد
    أخى الحبيب الشاعر الطنطاوى الحسينى
    أشكر لك مرورك الكريم واطرائك الراقى
    دمت بخير اخى الحبيب

  10. #10
    الصورة الرمزية عصام عبد الحميد قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Apr 2007
    الدولة : مصر
    المشاركات : 198
    المواضيع : 15
    الردود : 198
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشربينى خطاب مشاهدة المشاركة
    الأستاذ الفاضل / عصام عبد الحميد
    أسجل حضوري مع النص ولي عودة
    خالص بقديري واحترامي
    الأستاذ الحبيب الشربينى خطاب سأنتظر عودتك للنص بالله عليك لاتحرمنا منها
    دمت بخير

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. * فتافيت *
    بواسطة عبد الرحمن الكرد في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 31
    آخر مشاركة: 19-03-2023, 05:52 PM
  2. && فتافيت إمرأة &&
    بواسطة عمر الصالح في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 15-04-2013, 02:27 AM
  3. فتافيت فضائية
    بواسطة مصلح أبو حسنين في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 04-02-2013, 06:35 PM
  4. فتافيت
    بواسطة باسم زكريا في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 15-02-2010, 05:41 PM
  5. فتافيت امرأة للشاعرة الكويتية سعاد الصباح
    بواسطة د. مصطفى عراقي في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 16-04-2009, 09:57 AM