أحدث المشاركات

برق الخاطر ... قسم جديد لأعضاء واحة الخير» بقلم د. سمير العمري » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الثعبان الأقرع يداهمني في المنام بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» بعض الحزن موت وبعضه ميلاد.» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» الغاية لا تبرر الوسيلة» بقلم جلال دشيشة » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» أمات العربُ؟» بقلم غلام الله بن صالح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» غار النصر في غزة» بقلم احمد المعطي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» رواية قنابل الثقوب السوداء .. مسلسلة. التالي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» الموشحات الكشكية 1'2'3» بقلم محمد محمد أبو كشك » آخر مشاركة: محمد محمد أبو كشك »»»»» في شارع واحد» بقلم عبدالحليم الطيطي » آخر مشاركة: عبدالحليم الطيطي »»»»» يغمس خبزة بالماء» بقلم عبدالحليم الطيطي » آخر مشاركة: عبدالحليم الطيطي »»»»»

النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الحياة الاجتماعية والسياسية عند العرب قبل الإسلام

  1. #1
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.39

    افتراضي الحياة الاجتماعية والسياسية عند العرب قبل الإسلام

    مختصر عن..
    الحياة الاجتماعية والسياسية عند العرب قبل الإسلام
    قبل الخوض في ماهية الأوضاع والنظم الاجتماعية والسياسية عند العرب قبل الإسلام يجدر بنا الإشارة الى مفهومي النظام الاجتماعي والسياسي حتى تتوضح الأطر التي من خلالها يتم دراسة المجتمع العربي آنذاك.
    النظام الاجتماعي : يطلق هذا المصطلح على أي من الأنشطة والتفاعلات الإنسانية النمطية المستقرة، ويرتبط بأحد أنماط السلوك الإنساني المقنن والذي من خلاله تتولد مجموعة من الظاهر السلوكية المترابطة.1
    اما النظام السياسي : فهو نظام اجتماعي وظيفته إدارة موارد المجتمع استنادا الى سلطة مخولة له ، تحقق الصالح العام عن طريق سن وتفعيل السياسات.2
    البنى الاجتماعية لدى العرب في القرن السادس قبل الميلادي ظلت ضبابية مترددة، وكأنها اقرب ما تكون الى البدو الرحل منها الى التحضر، فالانتساب الى الأب هو الأساس للأسرة دون إقامة أي حساب لاختلاف الأمهات ، وسيطرة الرجل على المرأة أمر لايخفى على احد ويتجلى في حق تعدد الزوجات ، والطلاق ،والى غير ذلك من الأمور التي تبرز قيمة الرجل ، وفي بنى الأسرة برز وعي صلة القربى والشعور ،بها كان يعطي للجماعة تماسكا قوياً، ومن هنا كانت الأهمية الكبرى المعطاة لشجرة النسب والذرية والخلف، وهذا هو الأصل في الاعتقاد بضرورة تزاوج أبناء وبنات العمومة .3
    اما بشأن النظام السياسي العام فقد كانت القبيلة بتشكيلاتها وقيمها هي الأساس الذي تقوم عليه الحياة السياسية وحتى الاجتماعية فيها ايضاً، وسادت هذه القيم معظم أنحاء شبه الجزيرة العربية.4
    لقد كانت للتقسيمات الاثنية مدلولاتها العميقة في الاجتماع قبل الإسلام، بحيث تؤكد المصادر التاريخية على ترسيخ المبدأ القبلي فيها بصورة جذرية ، مع أن بعض الباحثين المتأخرين لهم آراء مختلفة حول أسس هذا النظام ، حيث يرون ان الأسرة العربية بمفهومها العام كانت هي الوحدة الأساسية في النظام العربي القديم، وكان الأعم في هذا النظام اتساع رقعة بيت الأب من خلال زواج أولاده وبقائهم بقربه، وليست القبيلة ككل، ويربط هولاء النسب ورابطة الدم ،ومن ثم فان أبناء العشيرة الواحدة، إنما ينظرون الى بعضهم البعض كأبناء دم واحد.5
    ويرى هولاء أيضا انه مع كثرة أبناء القبيلة الواحدة، واتساع حركتها الرعوية تنفتح أكثر على القبائل الأخرى، ويعتبر هذا تميزاً اجتماعياً وسياسياً من حيث العلاقات، مع عدم الإغفال أن مثل هذا الانفتاح نتج عنه نظام الطبقات الاجتماعية في القبيلة الواحدة ، حيث عُد ذلك من ناحية أخرى مظهراً من مظاهر التخلف.6
    من خلال هذه المعلومات التي أوردناها حول النظام الاجتماعي والسياسي الذي نجدهما يتداخلان ولا يختلفان كثيراً عن بعضهما لابد وان نعطي فكرة عن القبيلة وما تمتاز به.
    من أهم مظاهر الحكم في المجتمع العربي القبلي قبل الإسلام الرئاسة، حيث كانت قاعدة الحكم عند أهل الوبر ، ويقابلها الملكية عند أهل المدر ،7 ولرئيس اية قبيلة امتيازات تميزه عن سائر رجالها، تبدأ بالبيت الكبير المكون من خيمة ضخمة، يجتمع فيها سادات القوم، وخيم اخرى خاصة بحريمه، حيث امتاز رئيس القبيلة بكثرة نسائه، بالأخص الصغيرات السن، لينجب منهن اولاداً يكونوا حصناً له.8
    ومع أن مفهوم رئاسة القبيلة شائع إلا انه لاتوجد نصوص جاهلية ولا روايات اهل الأخبار ما تورد الشروط اللازمة في رئيس القبيلة ، ولا حتى عن كونها وراثية ، ولكن الوراثة جاءت لكون جميع الرئاسات كانت كذلك عند العرب.9
    العرب كانت تسود على أشياء ، ذكر أهل الأخبار مثلا مضر كانت تسود ذا رأيها ، وربيعة من اطعم طعامها ، واليمن على النسب ،10.
    ومن اعرف الحكم عند القبائل العربية ، أن سيد القبيلة يستمد رأيه من رأي أشراف قبيلته ، لكنها كانت مجرد مشورة وغير ملزمة ، حيث شخصية رئيس القبيلة هنا كانت لها دروها.11
    وقد لعب النسب الذي عد جرثومة العصبية واساها دورا كبيرا في الحياة السياسية والاجتماعية عند العرب ، ولهذا حرص العربي على حفظ نسبه ولا يزال يحرص عليه، والنسب حسب رأي أهل اللغة : القرابة ، او هو في الآباء خاصة ، والبيت هو الأب ، ولما كان المجتمع مجتمع بيوت ، صار النظام فيه نظاماً ابوياً ، وبما ان القبيلة ايضا في عرف اللغة تُعد من أب واحد ، إذا فهي مجموعة من الناس تضم طوائف اصغر منها وهي تنتمي كلها الى أصل واحد وجذر راسخ لها نسب مشترك متصل بأب واحد.12
    لذا أطلق أهل الأخبار والأنساب اسم القبيلة حتى على أهل الحضر ، مثل قريش ، واوس والخزرج وغيرهما ، ويلاحظ ان الشعوب السامية تشارك العرب في هذه النظرة لأن نظامها الاجتماعي كان قائما على القبيلة.13
    وهذا ماخلق النظام المتماسك داخل القبيلة التي كانت أقوى روابطها الدم ، والمؤدية الى العصبية التي عدت أهم ركائز القبيلة، وقد قسم النويري النظام القبلي الى عشر طبقات عند العرب :( الجذم هو الأصل وهو قحطان وعدنان ، ثم الجماهير ، الشعوب ، القبيلة ، العمائر ، البطون ، الأفخاذ ، العشائر ، الفصائل ، الرهط "الرجل وأسرته")، وهذا ما ألزم وعمق معاني العصبية فيهم فكان الرجل ، او القبيلة تقوم بنصرة عصبته والتألب معهم سواء أكانت ظالمة ام مظلومة ، مما جعل النظام العصبي يرافق أهل المدر حتى عندما تحضروا واستقروا في بيوت ثابتة ، وقد قال احد الشعراء في ذلك :
    لايسألون أخاهم حين يندبهم في النائبات على ماقال برهان 14
    ولم تمنع العصبية بطون القبيلة من مخاصمة بعضها البعض، والقبائل فيما بينها ، بسبب المصالح التي كانت تغلب حتى على عاطفة النسب، حيث كانت من مظاهر العصبية الحمية : وهي تعني الأنفة ، والغيرة ، والغضب ، وكذلك النعرة : التي تعني الصياح ، ومناداة القوم طلبا للغوث ، او لتجمعهم في الحرب .15
    وقد ساد في المجتمع العربي الجاهلي الأحلاف ومن ماذكره أهل الأخبار (حلف المحرقين ) او المحاشن ، وبرزت بين القبائل المتحالفة عصبية قوية ، وهناك أيضا حلف المطيبين وحلف الفضول.16
    ومن الأعراف ذات الأبعاد السياسية والاجتماعية الخطيرة ،التي كانت تسود الاجتماع العربي الأخذ بالثأر (الدم لايغسل إلا بالدم )، حيث شكلت هذه الظاهرة إحدى أهم معالم النظام الاجتماعي لديهم ، وكانت ذات تأثير حتى على السياسة العامة ، حتى بعد مجيء الإسلام .17
    ولقد واجهت القبيلة قبل الإسلام مشاكل وظروف عصيبة كثيرة منها النزاعات المستمرة والاقتتال الدائم لأسباب عديدة ، تافهة أحيانا ،ولعل أبرزها مشاكل الحدود التي لم تكن ثابتة.18
    كما ان النظام الطبقي وجد في الاجتماع العربي والمفاخرة باللون ، والنسب ، ومما يجدر الإشارة إليه هو أن كل رئيس قبيلة كان يرى في نفسه سلطة مستقلة عن القبائل الأخرى حتى داخل المدينة الواحدة، كما في مكة.19
    المصادر والمراجع:
    __________________
    1- جمال سلامة ، النظام السياسي والبناء الاجتماعي.
    2- جمال سلامة ، النظام السياسي والحكومات الديمقراطية.
    3-نيكتيا ايليسيف ، الشرق الإسلامي في العصر الوسيط.
    4-هاشم يحيى الملاح ، الوسيط في تاريخ العرب قبل الإسلام.
    5-جواد العلي ، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام.
    6-صابر عبدا لرحمن طعيمة ، الإسلام في العهد المدني والخصومات القديمة المتجددة.
    7-العلي ، المرجع السابق.
    8-المرجع نفسه.
    9-المرجع نفسه.
    10-النويري ، نهاية الأدب في فنون الأدب ، ج2
    11-المصدر نفسه.
    12-العلي ، المرجع السابق.
    13-المرجع نفسه.
    14-النويري ، المصدر السابق.
    15-الملاح ، المرجع السابق.
    16-العلي ، المرجع السابق.
    17- مطالبة معاوية بني ابي سفيان بعد مقتل الخليفة عثمان ، بالثأر ، والاقتصاص ، الطبري ، تاريخ الطبري ؛ ابن الاثير ، الكامل في التاريخ ؛ ابن العربي ، العواصم من القواصم.
    18-العلي ، المرجع السابق.
    19-طعيمة ، المرجع السابق

  2. #2
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Sep 2007
    الدولة : فوق الأرض..وتحت السماء..وحيث اللحاف..النجوم!
    العمر : 32
    المشاركات : 2,044
    المواضيع : 86
    الردود : 2044
    المعدل اليومي : 0.34

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جوتيار تمر مشاهدة المشاركة
    مختصر عن..
    الحياة الاجتماعية والسياسية عند العرب قبل الإسلام
    قبل الخوض في ماهية الأوضاع والنظم الاجتماعية والسياسية عند العرب قبل الإسلام يجدر بنا الإشارة الى مفهومي النظام الاجتماعي والسياسي حتى تتوضح الأطر التي من خلالها يتم دراسة المجتمع العربي آنذاك.
    النظام الاجتماعي : يطلق هذا المصطلح على أي من الأنشطة والتفاعلات الإنسانية النمطية المستقرة، ويرتبط بأحد أنماط السلوك الإنساني المقنن والذي من خلاله تتولد مجموعة من الظاهر السلوكية المترابطة.1
    اما النظام السياسي : فهو نظام اجتماعي وظيفته إدارة موارد المجتمع استنادا الى سلطة مخولة له ، تحقق الصالح العام عن طريق سن وتفعيل السياسات.2
    البنى الاجتماعية لدى العرب في القرن السادس قبل الميلادي ظلت ضبابية مترددة، وكأنها اقرب ما تكون الى البدو الرحل منها الى التحضر، فالانتساب الى الأب هو الأساس للأسرة دون إقامة أي حساب لاختلاف الأمهات ، وسيطرة الرجل على المرأة أمر لايخفى على احد ويتجلى في حق تعدد الزوجات ، والطلاق ،والى غير ذلك من الأمور التي تبرز قيمة الرجل ، وفي بنى الأسرة برز وعي صلة القربى والشعور ،بها كان يعطي للجماعة تماسكا قوياً، ومن هنا كانت الأهمية الكبرى المعطاة لشجرة النسب والذرية والخلف، وهذا هو الأصل في الاعتقاد بضرورة تزاوج أبناء وبنات العمومة .3
    اما بشأن النظام السياسي العام فقد كانت القبيلة بتشكيلاتها وقيمها هي الأساس الذي تقوم عليه الحياة السياسية وحتى الاجتماعية فيها ايضاً، وسادت هذه القيم معظم أنحاء شبه الجزيرة العربية.4
    لقد كانت للتقسيمات الاثنية مدلولاتها العميقة في الاجتماع قبل الإسلام، بحيث تؤكد المصادر التاريخية على ترسيخ المبدأ القبلي فيها بصورة جذرية ، مع أن بعض الباحثين المتأخرين لهم آراء مختلفة حول أسس هذا النظام ، حيث يرون ان الأسرة العربية بمفهومها العام كانت هي الوحدة الأساسية في النظام العربي القديم، وكان الأعم في هذا النظام اتساع رقعة بيت الأب من خلال زواج أولاده وبقائهم بقربه، وليست القبيلة ككل، ويربط هولاء النسب ورابطة الدم ،ومن ثم فان أبناء العشيرة الواحدة، إنما ينظرون الى بعضهم البعض كأبناء دم واحد.5
    ويرى هولاء أيضا انه مع كثرة أبناء القبيلة الواحدة، واتساع حركتها الرعوية تنفتح أكثر على القبائل الأخرى، ويعتبر هذا تميزاً اجتماعياً وسياسياً من حيث العلاقات، مع عدم الإغفال أن مثل هذا الانفتاح نتج عنه نظام الطبقات الاجتماعية في القبيلة الواحدة ، حيث عُد ذلك من ناحية أخرى مظهراً من مظاهر التخلف.6
    من خلال هذه المعلومات التي أوردناها حول النظام الاجتماعي والسياسي الذي نجدهما يتداخلان ولا يختلفان كثيراً عن بعضهما لابد وان نعطي فكرة عن القبيلة وما تمتاز به.
    من أهم مظاهر الحكم في المجتمع العربي القبلي قبل الإسلام الرئاسة، حيث كانت قاعدة الحكم عند أهل الوبر ، ويقابلها الملكية عند أهل المدر ،7 ولرئيس اية قبيلة امتيازات تميزه عن سائر رجالها، تبدأ بالبيت الكبير المكون من خيمة ضخمة، يجتمع فيها سادات القوم، وخيم اخرى خاصة بحريمه، حيث امتاز رئيس القبيلة بكثرة نسائه، بالأخص الصغيرات السن، لينجب منهن اولاداً يكونوا حصناً له.8
    ومع أن مفهوم رئاسة القبيلة شائع إلا انه لاتوجد نصوص جاهلية ولا روايات اهل الأخبار ما تورد الشروط اللازمة في رئيس القبيلة ، ولا حتى عن كونها وراثية ، ولكن الوراثة جاءت لكون جميع الرئاسات كانت كذلك عند العرب.9
    العرب كانت تسود على أشياء ، ذكر أهل الأخبار مثلا مضر كانت تسود ذا رأيها ، وربيعة من اطعم طعامها ، واليمن على النسب ،10.
    ومن اعرف الحكم عند القبائل العربية ، أن سيد القبيلة يستمد رأيه من رأي أشراف قبيلته ، لكنها كانت مجرد مشورة وغير ملزمة ، حيث شخصية رئيس القبيلة هنا كانت لها دروها.11
    وقد لعب النسب الذي عد جرثومة العصبية واساها دورا كبيرا في الحياة السياسية والاجتماعية عند العرب ، ولهذا حرص العربي على حفظ نسبه ولا يزال يحرص عليه، والنسب حسب رأي أهل اللغة : القرابة ، او هو في الآباء خاصة ، والبيت هو الأب ، ولما كان المجتمع مجتمع بيوت ، صار النظام فيه نظاماً ابوياً ، وبما ان القبيلة ايضا في عرف اللغة تُعد من أب واحد ، إذا فهي مجموعة من الناس تضم طوائف اصغر منها وهي تنتمي كلها الى أصل واحد وجذر راسخ لها نسب مشترك متصل بأب واحد.12
    لذا أطلق أهل الأخبار والأنساب اسم القبيلة حتى على أهل الحضر ، مثل قريش ، واوس والخزرج وغيرهما ، ويلاحظ ان الشعوب السامية تشارك العرب في هذه النظرة لأن نظامها الاجتماعي كان قائما على القبيلة.13
    وهذا ماخلق النظام المتماسك داخل القبيلة التي كانت أقوى روابطها الدم ، والمؤدية الى العصبية التي عدت أهم ركائز القبيلة، وقد قسم النويري النظام القبلي الى عشر طبقات عند العرب :( الجذم هو الأصل وهو قحطان وعدنان ، ثم الجماهير ، الشعوب ، القبيلة ، العمائر ، البطون ، الأفخاذ ، العشائر ، الفصائل ، الرهط "الرجل وأسرته")، وهذا ما ألزم وعمق معاني العصبية فيهم فكان الرجل ، او القبيلة تقوم بنصرة عصبته والتألب معهم سواء أكانت ظالمة ام مظلومة ، مما جعل النظام العصبي يرافق أهل المدر حتى عندما تحضروا واستقروا في بيوت ثابتة ، وقد قال احد الشعراء في ذلك :
    لايسألون أخاهم حين يندبهم في النائبات على ماقال برهان 14
    ولم تمنع العصبية بطون القبيلة من مخاصمة بعضها البعض، والقبائل فيما بينها ، بسبب المصالح التي كانت تغلب حتى على عاطفة النسب، حيث كانت من مظاهر العصبية الحمية : وهي تعني الأنفة ، والغيرة ، والغضب ، وكذلك النعرة : التي تعني الصياح ، ومناداة القوم طلبا للغوث ، او لتجمعهم في الحرب .15
    وقد ساد في المجتمع العربي الجاهلي الأحلاف ومن ماذكره أهل الأخبار (حلف المحرقين ) او المحاشن ، وبرزت بين القبائل المتحالفة عصبية قوية ، وهناك أيضا حلف المطيبين وحلف الفضول.16
    ومن الأعراف ذات الأبعاد السياسية والاجتماعية الخطيرة ،التي كانت تسود الاجتماع العربي الأخذ بالثأر (الدم لايغسل إلا بالدم )، حيث شكلت هذه الظاهرة إحدى أهم معالم النظام الاجتماعي لديهم ، وكانت ذات تأثير حتى على السياسة العامة ، حتى بعد مجيء الإسلام .17
    ولقد واجهت القبيلة قبل الإسلام مشاكل وظروف عصيبة كثيرة منها النزاعات المستمرة والاقتتال الدائم لأسباب عديدة ، تافهة أحيانا ،ولعل أبرزها مشاكل الحدود التي لم تكن ثابتة.18
    كما ان النظام الطبقي وجد في الاجتماع العربي والمفاخرة باللون ، والنسب ، ومما يجدر الإشارة إليه هو أن كل رئيس قبيلة كان يرى في نفسه سلطة مستقلة عن القبائل الأخرى حتى داخل المدينة الواحدة، كما في مكة.19
    المصادر والمراجع:
    __________________
    1- جمال سلامة ، النظام السياسي والبناء الاجتماعي.
    2- جمال سلامة ، النظام السياسي والحكومات الديمقراطية.
    3-نيكتيا ايليسيف ، الشرق الإسلامي في العصر الوسيط.
    4-هاشم يحيى الملاح ، الوسيط في تاريخ العرب قبل الإسلام.
    5-جواد العلي ، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام.
    6-صابر عبدا لرحمن طعيمة ، الإسلام في العهد المدني والخصومات القديمة المتجددة.
    7-العلي ، المرجع السابق.
    8-المرجع نفسه.
    9-المرجع نفسه.
    10-النويري ، نهاية الأدب في فنون الأدب ، ج2
    11-المصدر نفسه.
    12-العلي ، المرجع السابق.
    13-المرجع نفسه.
    14-النويري ، المصدر السابق.
    15-الملاح ، المرجع السابق.
    16-العلي ، المرجع السابق.
    17- مطالبة معاوية بني ابي سفيان بعد مقتل الخليفة عثمان ، بالثأر ، والاقتصاص ، الطبري ، تاريخ الطبري ؛ ابن الاثير ، الكامل في التاريخ ؛ ابن العربي ، العواصم من القواصم.
    18-العلي ، المرجع السابق.
    19-طعيمة ، المرجع السابق
    الخنذيذ/ جوتيار
    قرأتُ نصك، ولربما تكون قراءة عابرة
    وفعلا، كانت الحياة العربية في الجاهلية، لها سماتها الخاصة، وربما يعود نسب الجاهلية لها لـ: التعصب القبلي الذي ساد بينهم، وليس لجهلهم بالكتابة والقراءة
    وقد صدق من قال: حي البداوة نوقها وخيامها**والجاهلية رمحها وحسامها!
    وقد عرف العرب قبل الإسلام بالشجاعة والفروسية، والاقدام، ولكن..إلى جانب هذا، برزت العديد من الخصال التي عدلها الإسلام بعد مجيئه، ولعل أبرزها: فكرة التعصب القبلي، والأخذ بالثأر، ووئد البنات،
    وغيرها الكثير، ولا أنسى وكما أشرت-حضرتك- دور الحاكم، فقد كانوا يعتبرون أنفسهم هم أشراف القبيلة كما في قريش، ولا أحد فوقهم! وكانوا يتحكمون بالعبيد والرق، وبالآراء والنساء....إلخ
    حتى ما أن جاء الإسلام، غير كل هذا، فأمر بالشورى، والوَحدة، والرجوع للقضاء في أمر النزاعات، مما يضمن التماسك الحقيقي بين افراد-ليس فقط القبيلة- بل أفراد المجتمع كله!
    وربما كان باستطاعت العرب حينها، أن يقيموا مجتمعا أكثر تماسكا، لولا العادات والأسباب التافهة التي كانت سائدة بينهم! رغم أنهم وصلوا الذروة بين المجتمعات الأخرى، وكانت لهم سيرتهم، فقد برعوا باللغة والتجارة والصناعة، والكثير، ولكنهم لم يحسنوا استخدام القواعد الاساسية التي تضمن للدولة إرساء قواعدها..
    لا أعرف، هذا ما عندي
    ولا أنسى..أن أشكرك جزيل الشكر على هذا الموضوع
    وفقك الله
    ولك مني جل التقدير
    /ماجدة

  3. #3
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.39

    افتراضي

    العزيزة ماجدة...

    شكرا لنفسك الطويل ومتابعتك القيمة دائما ........

    الاسلام حاول جهده في ازالة هذه الترسبات القبلية ، ولاننكر نجاح الرعيل الاول من تفاديها ، لكنها مالبثت ان عادت فيما بعد وبقوة ، لذا هي تحتاج الى وقفة تأمل ورؤية اعمق من اجل تلافيها ومن ثم التخلص منها ، بالاخص السلبية.

    دمت بالف خير
    محبتي لك
    جوتيار

المواضيع المتشابهه

  1. الحياة الاجتماعية والفكرية العربية في العهد العثماني حسين الهندا
    بواسطة حسين علي الهنداوي في المنتدى قَضَايَا أَدَبِيَّةٌ وَثَقَافِيَّةٌ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 16-07-2016, 07:38 PM
  2. الحياة الاجتماعية العباسية المستشار الأدبي حسين علي الهنداوي
    بواسطة حسين علي الهنداوي في المنتدى قَضَايَا أَدَبِيَّةٌ وَثَقَافِيَّةٌ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-07-2016, 07:08 PM
  3. الحياة الاجتماعية والشخصيةالعربية الأندلسية المستشارحسين الهنداوي
    بواسطة حسين علي الهنداوي في المنتدى قَضَايَا أَدَبِيَّةٌ وَثَقَافِيَّةٌ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 27-06-2016, 03:41 PM
  4. الحياة الاجتماعية في العصر الراشدي-المستشار الأدبي:حسين الهنداوي
    بواسطة حسين علي الهنداوي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 17-06-2016, 01:52 PM
  5. الحياة الاجتماعية عند العرب الجاهليين -المستشار -حسين علي الهنداو
    بواسطة حسين علي الهنداوي في المنتدى قَضَايَا أَدَبِيَّةٌ وَثَقَافِيَّةٌ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 25-05-2016, 06:37 PM