( ...لم أكـن أصدَقهم,,لو عرفـوك مثلمـا أعرفك أنا,لمـا صدَقــوا هــم أيضــا..ولكـن,,لعلَ الأ سمــاء تتشابه ..أم تـراني كنت مخــطـأ ..؟) ـــ عيسى النـاعـوري ـــ
..الدَوار يكبـر في رأسـه,,وأصــوات مبحـوحـة متـداخـلة تهتف بإسمــه في حمــاسـة,هـي خليـط من الفخـر و الوعيــد,وشــيء كمـا العـويل يأتي من بعـيد يدعــوه للإنتقــام!..
لا مجـال للإنسحــاب,,و الهـروب ليـس بالحـل!..وقـد قـيل: ( أن أحـسـن طـريقـة للدفــاع هي الهجـوم),,
يذكـر ـ الأن ـ أنـه كـان في صبــاه يعمـد في شجــاره مع خصـومـه إلى ذَر التـراب في أعينهـم...
عينــاه غـائرتـان في جـوفهمـا,ينبعث منهمـا ضـوء خـافـت,لا يفتـأ أن يتحـول إلى شــواظ يقذفـه في وجـه
خصـمـه,,
ــ حـجب الرؤيـة عن الخصـم,من أسبــاب النًصـر..!!..فكَـــر..
ثُم,وكمن يستـوثق أنَــه لم يفقـد البصـر,فـرك بإصبعيـه عينيـن تآكـلت ذبـالاتهمــا من فـرط الإحمـرار...
الهتــاف يكـبر,ورأســه قبـائــل تتقـاتــل,,و الوجـه الذي خـاصمـه طـويلا,يزيـد في ثـورتـه بجمــوده وإستخفــافـه!فأحــسَ للحظــة أنـه لـن يخـرج منتـصـرا هـذه المـرَة..( ليس يدري كم مرَة هُـزم..)...
الخــصم عنـيد.وهـو لا يقـوى على الـوقـوف,,وهـذه اليـد الهـزيلـة,وهـذا الساعـد الأجـوف ــ الذي يزيـد في بشـاعتـه وشـمٌٌ لقـلب يختـرقـه سهـم,وإســم لذكــرى عصفت بشبـابـه,قد قضـــم الشحــوب بعضـا من
حـروفهـا ــ هل يقويـان أن يكــوَرا قبضـة حتَى يرســلا لكمــة.؟!...وافتـرَت شفتــاه عن إبتســامة ذليلـة...
الهتـاف يكبـر,ويكـبر حتَى يتحـول إلى صــراخ يعبثُ بأعصــابـه..كل شـيء فيـه يدعـوه للإنتـقام...
صـرخ في حمـاس,كمن سيخـرسُ إلى الأبـد,ثُم هـوى على وجـه خصـمـه يكـيل لـه اللكمـات,وفي كل موضع من جسمـه...وارتطـم على الأرض....
و في الصـباح كانت هنـاك جثَــة تغـرق في دم كـان ينـزف من عصـب اليـد,وشظايـا لمرآة عليهـا إبتســامة منكسـرة تشبه..الجثَــــة....