= أميرُ البَهَاءْ =
( إلى الشَّاعر الكبير : حسان عطوان .. صَدَى قَصِيدة )
شعر : جمال علوش
أَقُلْتُ : بِأنَّ القَوَافِي تُحِبُّكِ
أنَّ القَصَائِدَ
تَخْضَرُّ
آنَ تَهِلِّينَ
مَابَيْنَنَا مِثْلَ
وَرْدٍ
وَتَمْضِينَ
فُلاَّ
أَقُلْتُ : أُحِبُّكِ ؟
هَلْ فَاضَ نُورٌ
وَلَمْلَمَ أطْرَافَ
أوْجَاعِنَا
- مِثْلَمَا تَفْعَلُ الأغْنِيَاتُ بِنَا –
ثُمَّ غَنَّى
وَوَلَّى ؟!
أكَادُ أرَاكِ
وأنْتِ البَعِيدَةُ
تَمْشِينَ بَيْنَ دَمِي
والدُّمُوعِ
وَتَرْمِينَ فِيَّ انكِسَارَاً
وَذُلاَّ
أكَادُ أرَى وَقْتَنَا
يَحْتَمِي بِالجُنُونِ
وَيَرْمِي الشَّذَا بِالذي
فَاضَ فِيهِ
وَقَلاَّ
أكَادُ أراكِ
هُنَا
فِي دَمِي
تَرْسُمِينَ
النَّدَى
دُونَ مَاءٍ
وَتُبْدِينَ
ظِلاًّ
وَتُخْفِينَ
ظِلاَّ
أكَادُ أقُولُ :
انْتَهَى مُبْتَدَايَ
الذي تَعْشَقِينَ
انْتَهَتْ لُعْبَةُ
الوَرْدِ
مَابَيْنَنَا
والشَّبَابُ الذي
كَانَ تَعْوِيذَتِي
قَدْ تَوَلَّى !
* * *
أُحِبُّكِ
تَدْرِي الفَرَاشَاتُ
أنِّي الصَّديقُ الذي
سَارَ فِي وَرْدِ
وَقْتِكِ
وامْتَدَّ فِيكِ إلى
مُنْتَهَى
المُنْتَهَى
دَافِئَاً
واستَطَالَ
ليَرْقَى إلَيْكِ
وَيَقْطِفَ مَاهُوَ أشْهَى
وأحْلَى
أُحِبُّكِ .. أدري بأنِّي
الأميرُ الذي سَارَ
فِي نَهْرِ عَيْنَيْكِ
مِلْيَوْنَ عَامٍ
وَخَلَّى المَوَاسِمَ
أبْهَى وأغْلَى !
* * *
أُحِبُّكِ .. قَدْ يُطْلِعُ
القَلْبُ وَقْتَاً
وَيَبْدَاُ مِنْكِ
إلى أنْ يَفِيءَ
إلَيْكِ
أُحِبُّكِ .. تَدْرِينَ
يَدْرِي انْبِهَارِي
بِأَنَّا افْتَرَشْنَا
مَعَاً
حَيِّزَ الأُرْجُوَانِ
وَسِرْنَا إلى المُشْتَهَى
رَائِعَينِ
- كَمَا قَدَّرَ اللهُ -
ثُمَّ ارتَمَيْنَا عَلَى
ضِفَّةِ الوَجْدِ
بَاحَ دَمِي
ثُمَّ بَاحَتْ
لُمَاكْ
وفَاضَتْ
بِمَا يُشْتَهَى
مِنْ هَلاكْ !
* * *
تَعَالَيْ هُنَا
أنْتِ أنْثَايَ
تَدْرِي الرُّؤى
أنَّ مابَيْنَنَا حَيِّزٌ
لا يُحَدُّ
وأنَّ المَوَاسِمَ فِيَّ
ابْتِهَالٌ
وَأنَّكِ دُنْيَا العَطَاءِ
التي مِنْ تَجَدُّدِهَا
كُلَّ دِفِْ الشَّذَا
أسْتَمِدُّ
وأنَّكِ – يَاحُلْوَةَ الرُّوحِ –
بَحْرٌ
بِهِ يَتْبَعُ الجَزْرَ
مَدٌّ
وَمَدُّ
وأنَّكِ – مهما سَمَا بَيْنَنَا
مِنْ وِصَالٍ –
تَظَلِّينَ سِرَّاً
بَهِيَّ الفُتُونْ
بِهِ تَفْرَحُ الرُّوحُ
تَمْشِي
وَيَمْشِي مَعَ الرُّوحِ
قَلْبٌ
وَيَمْشِي
جُنُونْ !
--------------------