يسألني كثير من الناس

يسألني أحدهم :
من أنت ؟
أعلم ُ أني لست ُ أنا
لكني سأصل إلى نفسي عمّا قريب !









عندما انطلقت أول رصاصة..كان صدري أول من تلقّاها ..وعندما بُعثت أول حمامة ..كنت أخر من يراها !! نشأت بين الموت الأول والسلام الأخير ، وتعلّمتُ الحياة وهي مسروقة ٌ مني ، وأثناء طوافي حول فلان وفلانة وفلان بكل حب ٍ ، كانوا يطوفون حولي بالرصاص ، لست ُ ابن َ الدنيا ، ولست ابن أمي ولا أبي ، أنا ابن الهرج والمرج والملامح الغائمة .




أنا ، على أطراف القرية من ناحية اليمين ، بعض الرجال الراحلين بشيء ٍ من الشمس ، وعلى أطراف القرية من ناحية الشمال ، بعض الرجال العائدين بشيء ٍ من الظلام ، وفي داخل القرية كنت ُ نداء المؤذن للجنة بصوت ٍ متقطّع ، ونداء مالك للنار ِ بصوت ٍ مرتج !! ولدت ُ في قرية ٍ لا تترد أن تسجد َ للشيطان إن أتاها أمره ُ ، ولا تترد بالسجود ِ للرحمن إن أتاها غضبه ُ ، نشأتُ هكذا و ، عندي سجدتين .!!! كالقرية !





الذي يظن أني أحمل ُ أواني بلقيس وحُليها ، ما كان عليه أن يظن ، والذي يظن أني أحمل ُ سقاية الملك ، ما كان عليه أن يظن ، والذي يظن أني أحمل ُ بندقية و دبابة ، ما كان عليه أن يظن ، فكيف لمثلي أن يحمل شيئا ليس له .؟   !!!!! فأنا في عمق ِ الأحراش أفعى ، وفي عمق ِ الأعراف دنيا ، وفي عمق ِ الإنسان كأكياس الذهب ، وأنا الذي في أحايين ٍ كثيرة تمره الدهشة ، فيضحك عليها ، ويقول ُ: ويحك ، ويحك ، أما عرفت ِ أنني ابن العجب .!!!





أحسنت ُ بمقدمي ، وأحسنت ُ بفمي ، وأحسنت ُ بدمي ، وأحسنتُ حين تمددت ُ كالحقول ِ لكم ، وأحسنتم حين حرّقتم مساحاتي ، ومزّقتم بذراتي ، واستحللتم دمي ، أحسنتم ، ولكنكم لا تعلمون أنني ما بعثتُ للعدم ، فحقلي يُثمر روحي في كل لحظة ٍ تحرّقوني فيها ، على كل البسيطة . !!   ! بسيطتكم  !





لا أقول ُ أني أعرفكم ، ولا أقول ُ أني أعرفني ، ولا كان فيكم أحداً يعرفني ، ولكني أعرف ُ أن هذه المعرفة تتعرض لغيبوبة طويلة ، حتى يوقظها اليقين . !




أن تضعوا افتراضا ً ، أنني في مكان ٍ لا تصله الشمس ، و في ظلام ٍ دامس أحيا ، فذلك قرض تقرضوني إياه ، سارده لكم عند أول صفعة . !!




معرفتي بالسحر ِ لا تتعدى هاروت وماروت – إذن _ لما اُتّهم بالسحر ِ وأنا في مكان ٍ طاهر ، بخوره الصلاة ، ولما اُتّهم بأنني مارد ٌ من مردة البحار السبعة ؟   ! حسنا ، حسنا ، لكم ما شئتم ، أنا ساحر ٌ ومسحور ، والمارد الذي يسكنني قديم ، هرب من قبضة سليمان على هيئة علم ٍ لا يحل إلا في جسدي   !! وسحري الذي تعلّمته لن ينقلب ُ علىّ ، فالذي علّمني قال لي : بسحرك هذا لن تستطيع العودة إلى قبرك إلا حين يبعث ُ سليمان   !!




لست هدهد سليمان ، ولا ناقة صالح ، ولا بقرة موسى ، ولا كبش إسماعيل ، ولا قربان هابيل ، ولا أمتُ بصلة ٍ لبني إسرائيل أو عربائيل ، ولم أك ُ يوماً فداء ، فأنا النداء ، النداء الذي كان في أول الأمر روح ، وفي ثاني الأمر نوح ، وفي ثالث الأمر بوح ، وفي أخر الأمر مئذنة لا تعرف ُ المذهبية أو التعددية أو النرجسية ، بكل أدب ٍ وتواضع ٍ وخشوع ٍ تصيح : الصلاة قائمة يرحمكم الله .   !!




أنا أشك ُ في ناتج الألفاظ ، أشك ُ في المتلقي ، وأشك في القائل ، وأشك ُ في اللغة ، وأشك ُ في نفسي إن كانت كتبت أو قالت .   !!!! أشكُ في الجميع حتى أصل إلى عتبات الحقيقة   !




يعيش على هذه الحياة من لا يفهمها ، وتعيش الحياة بداخل من لا تفهمه ، وأعيش أنا بين الفهم والجهل ِ كالأسطورة   ، لا أنزل إلى الواقع ، حتى أبحث ، هل استطيع أن أفهمها أم أنها لا تفهمني ؟   !!




لا أحد يدرك أي غموض ٍ يكتنفني ، ولا أي وضوح ٍ يعرفني ، ولا أي سابقات إنذار ٍ تجهلني ، فالكل يعلم أني [ إما طيب أو شرير] ، -أوه- أنتم لا تعلمون كم تورطت في فهمي   ؟!!!!




جميعكم تتكلمون بالمستوى نفسه ، وتعيشون رغم اختلاف طبقاتكم بالعيب نفسه ، وتأكلون رغم اختلاف أوانيكم وموائدكم الإثم نفسه ، حسناً عليكم أن لا تدمجوني معكم ، فأنا أتكلم وأعيش وأأكل : أمام المستوى، و يسار الطبقة ، و يمين الإثم .!   ؟!!!



لست ُ شعاعاً شمسياً لأنكسر ، ولكني الشمس نفسها ، ولست تختاً رملياً يكسرني السحرة ضربا ، لأني السحر نفسه ، عليكم أن تتيقنون من ذلك ، وإلا لكنت مذ قديم المحطة [ كمسري ]  !!




ما الذي يمنعكم أن تحرّقوا جسدي ، أو تصنعوا منه مقبرة ٍ بعيدة بُعد الشمس عن وجوهكم ، ما الذي يمنعكم أن تشحذوا جيوشكم ، أو تتوجهوا في حشد ٍ عظيم لقتلي ، ما الذي يمنعكم من قهري في يوم الزفّة ، لا أملك عصا موسى ، لأشق بها البحر عليكم ، أو أرميها كثعبان ٍ يتلقف زوركم ، ولا أملك الرياح ، لأمرها بحملكم للموت ، فما بالكم إذن لا تقتلون ؟ ألأنكم تتحركون وتهاجمون وتتعلّمون وتتزينون وتأكلون من زوايا ضيقة جداً ، أم لأنكم في الأصل لا تمشون وفق قوانين كروية الأرض ؟   ، أم لأنكم تعلمون أنني سأظل أسير إلى ما لا نهاية إلى الله   ؟!!  )




عندما أقول أن سرعتي تساوي صفر ، هذا لا يعني أنني قد بلغت ُ العدم ، فما على وجه البسيطة كائن تصل درجة تردد موجته إلى الصفر، إلا في علم ِ الافتراض ، ولست فرضيا ً ، لذا عليكم أن تعلموا أن سرعة صفري ستقوم بالانقلاب في أي لحظةٍ على العدم ِ والحياة   !!




سألتني : من أي خلية ٍ نشأت ؟
فقلت : من خلية ٍ تكبر لتعود صغيرة ، ثم ّ تكبر لتنقسم إلى ثلاثمائة قسم ، كلها خارج المتواليات الهندسية ، لا تموت ولا تخسر ، إذ كل ما في الأمر أنها ستنام قليلا في قبر ثمَّ تبعث ُ من جديد    !!!




وتقول لي من أنا : وأقول أنتي إيمان ، أو سلطان ، أو شيطان ، لا يهم من تكوني ، ما يهمني الآن أن تعرفي من أكون   ؟!!!












أخيرة :

خلّوا ..!!
سبيل ,
أملي !!

خالد العلوي

العلوي الرائع...

لااعلم هل رحبت بك من قبل ام لا ، لكني اجدده ، فاهلا بك في الواحة الخضراء....

رؤية عميقة لماهية الانسان في كينونته ، الداخلية النابعة من اللأنا ، واللاأنا ، التوظيف داخل سياق النص ، النسق الأسلوبي للنص قد يبدو لأول وهلة أنه نسق سردي استاتيكي لا يتحرك ، لكن المتأمل جيدا لما وراء الدلالات سيجد كما هائلا من الحركة والنضج ، النابعين من الواقع ، ومجريات الحدث الواقعي ، وتبعياته على النفسية الانسانية ، في النص استعضت بالايقاعات الصوتية التي تبرز في قصيدة النثر ، بايقاعات ذات صلة بالمعنى والايحاء والدلالة ، تدور داخل النص بالصور المتحركة ، وصراع المتضادات اللفظية ، وقوة تركيب الجملة الشعرية ، اجدك هنا ترسم ملامح قوية لنص خارق للتجنيس ، شمولي في طرحه.

دم بالف خير
محبتي
جوتيار

العلــوي /

تقطعت أنفــاسي أيــها الرائــع . .
قليــلا قليــلا ، أقول في نفســي ، كـــم من الحيــاة عاش العلوي ليخط هــذه الروعة . .
نصُكَ جاء وفق رؤية متعمقة في عمق ومعنى الحـياة كمصطلح ، ومن ثم كحياة واقعيـــة تعيــشها . .
التوظيــف الديني جــاء من أن الديــن هو أســاس الوجود القائــم عليه الكون منــذ بداية الحياة البشرية . .
السحر ، الشعوذة ، المارد ، أنا، اللا أنا ، جميــعها مسمياتٌ أدخلت نفســها في هذا السياق للنــص ، ضمن
حدود المــكان والزمـــان ، ، ،

أبدعت وربي ..

تحيتي وتقديي لكْ

والذي يظن أني أحمل ُ بندقية و دبابة ، ما كان عليه أن يظن ، فكيف لمثلي أن يحمل شيئا ليس له .

\

هنا سأقف طويلاً ..

لأستبين هذه الدرر ..

\

عوفيت أيها الحبيب .

سألتني : من أي خلية ٍ نشأت ؟
فقلت : من خلية ٍ تكبر لتعود صغيرة ، ثم ّ تكبر لتنقسم إلى ثلاثمائة قسم ، كلها خارج المتواليات الهندسية ، لا تموت ولا تخسر ، إذ كل ما في الأمر أنها ستنام قليلا في قبر ثمَّ تبعث ُ من جديد    !!!

الفاضل
خالد
العمانى
كيف ياسيدى
أتيت بكل هذا الجمال
هنا نرى المتصوف
المتفلسف
الحكيم
الناقم
الراضى
،
.............
،
.....................
كل شىء هنا
تحياتى
لنصك المختلف

المبدع الجميل / العلوي

أولا مرحبا بك و بقلمك الرائع بالواحة الخضراء

نصك هنا يرسم ملامح الإنسان العربي بكل تفاصيله و تفاعلاته سواء على المستوى الفردي أو الجماعي و كذلك على الصعيدين الداخلي و الخارجي ... أحلامه المغتالة / أرضه و هويته المسلوبة ( إما من الخارج أو الداخل ) / معتقداته المتوارثة / وعيه المتمزق على المستوى الذاتي و الإحتماعي و الحضاري / انشطاره بين الغياب و الحضور بين الماضي و المستقبل ....
الأنا هنا لم تكن سوى الذات العربية التي تصارع كل المتحولات من نقطة ثابتة و ما زالت تستنجد بالسحر ( رمزية الغموض ) و تجعل من العدم معركة مصير ... فهي لا تريد أن تذوب في وعاء الآخرين فتكون مسخا أو تتحرر من تبعية مفروضة قهرا و هذا ما يخلق الصراع في البحث عن سبيل يخلصها ...
ربما يكون الأمل و ربما .....

سعدت بقراءة حرفك و أتمنى أن تتقبل قرائتي المتواضعة لنصك .

اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشــــــام

سأعود للتعليق على أزهاركم المزروعة في ذاتي أيها الأحبة سأعود

لكم الحب

انتظروني

العلوي الرائع...
لااعلم هل رحبت بك من قبل ام لا ، لكني اجدده ، فاهلا بك في الواحة الخضراء....
رؤية عميقة لماهية الانسان في كينونته ، الداخلية النابعة من اللأنا ، واللاأنا ، التوظيف داخل سياق النص ، النسق الأسلوبي للنص قد يبدو لأول وهلة أنه نسق سردي استاتيكي لا يتحرك ، لكن المتأمل جيدا لما وراء الدلالات سيجد كما هائلا من الحركة والنضج ، النابعين من الواقع ، ومجريات الحدث الواقعي ، وتبعياته على النفسية الانسانية ، في النص استعضت بالايقاعات الصوتية التي تبرز في قصيدة النثر ، بايقاعات ذات صلة بالمعنى والايحاء والدلالة ، تدور داخل النص بالصور المتحركة ، وصراع المتضادات اللفظية ، وقوة تركيب الجملة الشعرية ، اجدك هنا ترسم ملامح قوية لنص خارق للتجنيس ، شمولي في طرحه.
دم بالف خير
محبتي
جوتيار

جوتيار لن ألتفت إلى شهادة الميلاد سأدلف إلى هذا المزعوم قياسا ً إلى الأعوام التي لم يعشها بعد والتي لا تحتاج لشهادة تمنحني إياها كاتبة السجّلات الطبيبة .بإمكاني أن أقول أن خالد العلوي كما يحلو ~ لعقلي _ أن يصفه رجل جاء في سبتمبر ومات في أواخره حين رأي الملائكة تسجد للبهائم .

وقبل إلقاء الشهر على عواهنه أستطيع أن أزعم أنه ليس شيئاً يذكر كثيرا " ربّما " كان لعنة تركها الأطباء لنا ثم مضوا ، أو نعمة سقطت من السماء ( لكن النعمة يابسة ) ، إلا أني أكيد أن هذا المزعوم لم ينسل كما ينسل المرتزقة إلى الظلام ولم يختبئ في حجّة امرأة تنام على أشجار القات وأصلاب الرعيان ، بل حين دلف إلى الحياة دلف و قضايا الأمة تتلاطم في صدره مع تلاطم صرخات أمه وسعال الممرضات .

العلــوي /
تقطعت أنفــاسي أيــها الرائــع . .
قليــلا قليــلا ، أقول في نفســي ، كـــم من الحيــاة عاش العلوي ليخط هــذه الروعة . .
نصُكَ جاء وفق رؤية متعمقة في عمق ومعنى الحـياة كمصطلح ، ومن ثم كحياة واقعيـــة تعيــشها . .
التوظيــف الديني جــاء من أن الديــن هو أســاس الوجود القائــم عليه الكون منــذ بداية الحياة البشرية . .
السحر ، الشعوذة ، المارد ، أنا، اللا أنا ، جميــعها مسمياتٌ أدخلت نفســها في هذا السياق للنــص ، ضمن
حدود المــكان والزمـــان ، ، ،
أبدعت وربي ..
تحيتي وتقديي لكْ

أستاذي أنس إبراهيم خلق الله القلم أولا ثم خلق لنا خمس أصابع لنكتب بها ،ومثلك يعرف يا أستاذ أن القلم بالنسبة لكلينا يعني إصبع سادسة تطلق سراح الحقيقة الملتصقة بالإسفلت والقار ، أما الورقة فهي اليد التي تحمل ذلك الإصبع وبالنسبة لي أو لأسلوبي فأنا أدرك تماما إحساس المسؤولية التي حمّلني إياها ألمي / " .

" .ألمي / / لم يخذلني يوما بقدر ما خذلني الحظ ناهيك عن أني لم أخذل قلمي يوما إلا في الحالات ِ التي انتابتني فيها مشاعر الخيبة " الشعبية " لنظامنا الأدبي المختل .
وصدق أو لا تصدق يا أستاذي بأن أسلوبي يحمل نفس زعمي حين يقول أن " أكثر الأشياء المعقولية في هذا العالم اللا معقول هي الأشياء اللا معقولية " أسلوبي يحمل همّا نازفا قسموه إلى بضع وسبعين فرقة من الجحيم ، وبعيدا عن أنه الفردوس أو أنه الحطمة فجميع خالد العلوي يقدّر التمرد أو التفرد الذي أوصله لسرد الحقيقة على طريقة الفطرة التي تركت الأرض وغادرت أكاذيب الدهماء وهبطت في السماء .

والذي يظن أني أحمل ُ بندقية و دبابة ، ما كان عليه أن يظن ، فكيف لمثلي أن يحمل شيئا ليس له .
\
هنا سأقف طويلاً ..
لأستبين هذه الدرر ..
\
عوفيت أيها الحبيب .

أستاذي خليل رفعك الله أمام رؤوس الأشهاد يوم الأشهاد أيها الإنسان الجنة باركك الله ورعاك وإني أنا أخوك .