الاستاذ الكبير نزار الزين..
القصة تسير وفق معطيات تربوية نفسية عالية الدقة ، من حيث التركيبة البنائية لها ، ومن حيث المضمون الدلالي المفضي الى الكثير من التساؤلات ، والكثير من الوقفات ، التي لايمكن تجاهلها ، فالنص في فواصله الثلاث ، يضع امام المتلقي صور حياتية ، استقت معينها من واقع حقيقي ، حيث نجد السارد قد تجنب المبالغة ، تجنب اضفاء خيالية على النص ، انما تعمد في النهل من المعين اليومي الواقعي العياني بصورة تتناسب والطرح الموضوعي للحالة هذه ، وهذا ما جعل النص يغدو صورة حية تبث على مشاهد اعيننا ، وكأن كل واحد منا رأى وقرأ وسمع ، وهذا بلاشك دليل على غوص السارد في الاعماق بصورة تؤهله من تحريك المشاعر فيها ، ومن ثم وخز العقل من اجل استفاقة قد تأتي او لاتأتي ، التربية شكلت حاجزا واطارا للنص ، حيث دار احداث النص كلها ضمن هذه الرؤية ، وهي اتخذت هنا جانب اللاوعي بمدركات التكوين الانساني البشري ، لتكون وسيلة في تربية البنات ،اللاتي يشكلن الان وما قبل صعوبة للرجل ،من حيث السيطرة عليها ، واخضاعها بشتى الاشكال لرؤيتهم ، فالرجل في مجتمعاتنا الذكورية تاريخيا ، وحاليا ،يعمل دائما على تبرير خوفه على البنات بالعنف، او عمل ما يجعله ذاتيا يشعر بانه المسيطر والاخر هو الخاضع ، ولم يستطع لحد التخلص من هذه الظاهرة السلبية ، بل وصل به الا ان يتدخل في ادق تفاصيل المقابل بحجة الكبر والرعاية والخوف عليها من المجتمع الذئبي الذي تشكل بسبب سوء استغلال التربية كمفهوم ورؤية وحاجة ، ولعل العامل المشترك في المجتمعات هذه هو جهلهم بالثقافة الجنسية التي هي نفسها ليست بخارجة ن الاطر السماوية ، لانها اوردتها في كتبها بصورة علنية ، ولم تدخلها في ركن قصي منبوذ ، النص يعطي صورة واضحة المعالم ، ورسالة واضحة ايضا ، ويبقى السؤال الى متى ، وكيف...؟
محبتي
جوتيار