الساعة الثامنة مساءا، الشوارع لا تزال تكتظ بالمواطنين، مشاعر البؤس تبدو على أغلب الناس، إنتقلت من مكان إلى مكان باحثا على وسيلة مواصلات تقلنى الى وجهتى، وما هناك غير سيارات المكروباص او كما يدعونها السيرفيس وهى عن السيرفيس ببعيد !، وخلال تجوالى فى شارع الخلفاء (الترعة) بمدينة المنصورة إذ بإمرأة فى سن الثلاثين ترقيبا تجر أمامها عربة حديدية وتوقفت على كومة من القمامة وإنخرطت فى البحث داخل الأكياس باحثة عن ما ينفع أو يصلح للإستخدام الحيوانى فأبناءها جوعى ولم يأكلوا منذ أيام! وما هى الا دقائق وبعد أن رأت القطط النهمة أكياس القمامة تتفتح قدمت لتصارع تلك المرأة على ما فى الأكياس، نظرت إلى هذا المنظر وقلبى يعتصر ألما لما أرى قائلا يا الله رافعا ببصرى الى السماء وإذ بأحد الأبراج العالية ذلت التسعة أدوار التى لا تقل الشقة فيها عن مائتى وخمسين ألف من الجنيهات وربما تجاوزت ذلك وقلت فى داخلى لو أن هؤلاء أدوا حق الله عليهم من زكاة ما كنا نرى مثل هذا المنظر الذى تتفطر له القلوب، وكيف أن مقولة (ما أهون الناس على الله إن هم عصوه واتبعوا سبيل غير المؤمنين) وحينها تذكرت كم ان هناك من الدعاة الصادقين الداعين إلى سعادة الدنيا والآخرة وكيف أن طريق الله عامر بكل خير ولم لا وقد قال عز وجل (ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا) وعلى النقيض (ومن يتقى الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب).
فكما بين لنا الحق جل وعلا الحل فى الآية الأخيرة وهو تقوى الله، وما هى تقوى الله عز وجل؟ هل تحققت تقوى الله فينا كى نكون أهلا لأى خير، أم أننا نعتبر طاعة الله شيئا اختيارى وأن الإلتزام بدين الله تشدد وتعصب ورجعية؟
إننا فى حاجة إلى وقفة مع أنفسنا ونقول ما حق الله علينا وما هى الغاية؟ هل هى الأكل والشرب والزواج وفقط؟؟ أم انها العبودية التى هى وظيفة العمر وقد قال جل وعلى (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) ولست أقول أن الإلتزام بطاعة الله يحرم عليك ما أحله الله أو أنك ستتخلى عن ضروريات لا يمكن الإستغناء عنها.
أريد أن أسأل أخواتى سؤلا هل ما ترتدينه من ثياب ضيقة تجسد جسمك تعدينه حجاب؟؟ وأريد أن أسأل أخى الشاب هل شربك للدخان وتقاعصك عن الصلاة يضرك أم ينفعك أم أن من يدعوك للتخلى عن هذا (درويش) و متشدد ومتعصب ويريد أن يضيق الخناق عليك؟
أريد من كل شاب وكل فتاة وقفة مع نفسه أو نفسها وليقرر أن هذا اليوم يوم حاسم بالنسبة له فمن لا ترتدى الحجاب الشرعى تسعى للبس الحجاب الشرعى ومن لا تصلى تصلى ومن تسمع الأغانى تنتى منها ولا تعود لها أبدا وكذلك أخى الشاب من يدخن يقلع عن التدخين ومن لا يصلى يرجع إلى ربه ويتوب حتى لا نكون عشنا على مخلفت البشر الذين ضلوا طريق النور إلى ظلمات المعصية والجهل بالله، حتى لا نكون عشان على مخلفات الغرب الكافر الذى صدر لنا العرى والفسق والفجور الذى هو نفسه يعانى منه بل ويسعى للتخلص من آفاته وما فعلته ألمانيا منا ببعيد فقد قامت بفصل البنات على الأولاد فى المرحلة الثانوية فى أكثر من مدرسة للتقليل من المفاسد المترتبة عن الإختلاط التى ليس لها آخر. فهيا بنا أخوتى وأخواتى نحقق الغاية التى من أجلها خلقنا فهى رسالتنا فى الحياة وليس لنا الاها.
والحمد لله رب العالمين.