|
ضحكاتـُكَ البلهاءُ أمسَت عارا |
يا مَن رَفَعْتَ مِن الفَناء شِعارا |
وغدوتَ ترقصُ فوق كلِّ منصَّةٍ |
وتصافح العملاءَ والتُّجَّارا |
سجدوا إليكَ وسبّحوك وعظَّموا |
عتباتِ بيتك .. قدَّسوه مَزارا |
فمحوتَ بالنيران أجملَ بسمةٍ |
وجعلتَ مِن ليل العراقِ نهارا |
نَهران كانا في العراقِ .. فأصبحَت |
كلّ الدماء بأرضه أنهارا |
طفحت بطونُ القومِ ثم تجشؤوا |
طَعِمُوا هَواناً واحْتسَوا أقذارا |
ها أنتَ ترحلُ .. والمشانقُ في أسىً |
شوقاً لرأسكَ كي تطير مِرارا |
كيف الوداعُ؟ وفي الشوارعِ لم تزل |
تهوي الصواعقُ فوق جُندِكَ نارا |
كيف الوداعُ؟ وفي الصدور حَمِيَّةٌ |
تشوي الوجوهَ وتُنطِق الأحجارا |
كيف الوداعُ؟ وفي انتظارك قُبلةٌ |
جَعَلت لكلّ الخانعين خُوارا |
فَلَكَ الحذاءُ وما الحذاءُ بمذنبٍ |
حتى يلامسَ وجهَكَ الخَوَّارا |
ولَكَ الحذاءُ ورَمْيةٌ عربيةٌ |
قضَّت حصونَ العُهرِ والأسوارا |
هتكت حجابَ الصمتِ حتى فجَّرت |
صوتَ الإباءِ وهزَّت الأحرارا |
فالعق هوانك ما استطعتَ فإنما |
قدرُ الحِمار بأن يعيش حِمارا |
وإذا الكرامةُ أنشبت أظفارها |
ألفيتَ كلّ تغطرسٍ مُنهارا |