لم أكن أعلَمُ أنّها كُتِبَت لهذا اليوم
في ظِلِّ هذا البردِ القارِسِ ورحيل الشهيدِ الفارس
أُهديها وبكلِّ خجل
.......
جمرُ الثلج
قُصِّي لسانَكِ ثمّ قُصِّي ما جرى وتفوّهي بالصمتِ دمعاً ساخِرا مادامَ فنُّ الصمتِ يُرضي جَهلَهُم فلتدفِني كلَّ القصائدِ في الثرى ولتلبسي ليلاً بلا قمرٍ فلا قمرٌ هناكَ وإنما قبراً أرى وطناً بطنٍّ من ترابٍ هل لنا غير الترابِ نُباعُ فيهِ ونُشتَرى المترُ أغلى فيهِ من دمِنا الذي شَرِبَتهُ ألسنةُ الذئابِ عصائِرا بينَ المخيمِ والمخيمِ خيمةٌ طفلانِ في هذا الصقيعِ تسامَرا قالَ الصقيعُ فردَّ كلٌّ منهُما لسنا نريدُ ملابساً أو سُكَّرا إنا نريدُ أباً وأماً حولَنا إنّا نريدُ الثلجَ جمراً ثائِرا يا طفلةَ الستينَ مشنقةً كفى فُكِّي الضفائِرَ ثمَّ قُصِّي ما جرى هيا ارفعي بالسّوطِ صوتَكِ واكتُبي كوني إذا هدَموا المنابِرَ مِنبَرا يا غزة الشهداءِ لا تستسلِمِي ما زلتِ شاعِرةً تُسَطِّرُ للورى لا تُجهِضي بالصمتِ حَملَكِ ربّما سيكونُ هذا الطفلُ مثلَكِ شاعِرا
2008/11/27