أحدث المشاركات

نظرات في رِسَالَةٌ فِي الصُّوفِيَّةِ وَالْفُقَرَاءِ» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» برق الخاطر ... قسم جديد لأعضاء واحة الخير» بقلم د. سمير العمري » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الثعبان الأقرع يداهمني في المنام بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» بعض الحزن موت وبعضه ميلاد.» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» الغاية لا تبرر الوسيلة» بقلم جلال دشيشة » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» أمات العربُ؟» بقلم غلام الله بن صالح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» غار النصر في غزة» بقلم احمد المعطي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» رواية قنابل الثقوب السوداء .. مسلسلة. التالي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» الموشحات الكشكية 1'2'3» بقلم محمد محمد أبو كشك » آخر مشاركة: محمد محمد أبو كشك »»»»» في شارع واحد» بقلم عبدالحليم الطيطي » آخر مشاركة: عبدالحليم الطيطي »»»»»

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 12

الموضوع: أتساءل

  1. #1
    الصورة الرمزية يسرى علي آل فنه شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2004
    الدولة : سلطنة عمان
    المشاركات : 2,428
    المواضيع : 109
    الردود : 2428
    المعدل اليومي : 0.33

    افتراضي أتساءل

    أتساءل

    ماذا لو تأكد كل واحد منا بأ نه بقي له من العمر يوم واحد..

    كيف سيستغله؟

    ******
    أخشى أنني سأستغله في التفكير كيف أستغله
    سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

  2. #2
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Jul 2007
    العمر : 50
    المشاركات : 1,177
    المواضيع : 55
    الردود : 1177
    المعدل اليومي : 0.19

    افتراضي

    بين الفينة والأخرى أتصفح سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي - رحمه الله - وقد وقفت فيه غير مرة على ما له صلة بهذا التساؤل ، فمن بين المترجم لهم من لا يستطيع أن يزيد في عمله الخير شيئا لو علم أن غده هو آخر يوم له ؟!

    اللهم رحمتك التي وسعت كل شيء .
    يا رب أتعبت الحياة رواحلي = فامنن عليَّ بميتة الأخيار

  3. #3
    الصورة الرمزية يسرى علي آل فنه شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2004
    الدولة : سلطنة عمان
    المشاركات : 2,428
    المواضيع : 109
    الردود : 2428
    المعدل اليومي : 0.33

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد الرشيدي مشاهدة المشاركة
    بين الفينة والأخرى أتصفح سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي - رحمه الله - وقد وقفت فيه غير مرة على ما له صلة بهذا التساؤل ، فمن بين المترجم لهم من لا يستطيع أن يزيد في عمله الخير شيئا لو علم أن غده هو آخر يوم له ؟!
    اللهم رحمتك التي وسعت كل شيء .
    سبحان الله .. رأي يستحق التوقف عنده والتعمق فيه وقد كان

    لعلي معه أخيراً ارتحت للنصيحة الراشدة

    أعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا

    أخي المقدّر أحمد الرشيدي

    دمت بكل الروعة أخاً طيباً وإنساناً راقياً وأكرمك الله بسعادة الدارين

  4. #4
    الصورة الرمزية يسرى علي آل فنه شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2004
    الدولة : سلطنة عمان
    المشاركات : 2,428
    المواضيع : 109
    الردود : 2428
    المعدل اليومي : 0.33

    افتراضي


    أتساءل

    هل لدينا فئة تسمى بالكلاب المهتدية لتكون هنالك كلابٌ ضالة؟

    أليس الأفضل أن نقول كلاب ضارة؟

  5. #5
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Jul 2007
    العمر : 50
    المشاركات : 1,177
    المواضيع : 55
    الردود : 1177
    المعدل اليومي : 0.19

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يسرى علي آل فنه مشاهدة المشاركة

    أتساءل
    هل لدينا فئة تسمى بالكلاب المهتدية لتكون هنالك كلابٌ ضالة؟
    أليس الأفضل أن نقول كلاب ضارة؟
    الكلاب طبعها - في الغالب الأعم - الوفاء لرب نعمتها ، فهي تألفه وتحسن صحبته . وقد ذكر الحق - تبارك وتعالى - في محكم التنزيل كلبا من الكلاب تنويها بمكانة الصحبة الصالحة ، وأن من شأنها أن ترتقي بمن تضاءل قدره ، وليس هذا من الصميم من تساؤلك - أختنا الموقرة الأستاذة يسرى - ولكنه على كل حال استطراد قد يفيد .


    هذا وقد سمى العرب بعض أبنائه بكلب وكلاب تفاؤلا ببره ووفائه ودفاعه عنه ... ، ويغلب على ظني أن هذا القول من حسنات ونكت الجاحظ التي لا تعد .

    والكلب ذليل بطبعه ، فإن كان ذله لرب نعمته ، فقد اهتدى وأحسن ، وأما إن كان غير ذلك ، فهو ضال .


    هي هي كلاب نافعة إن كانت على وفق فطرتها ( أي مهتدية ) ، وضارة إن كانت ضالة عن سواء سبيل الكلاب وفاء وطاعة وألفة ... .

    والله يحرسك

  6. #6
    أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2007
    الدولة : سيرتـا
    العمر : 46
    المشاركات : 3,845
    المواضيع : 82
    الردود : 3845
    المعدل اليومي : 0.63

    افتراضي

    أتساءل هل يمكن لسيف الباطل أن يجرح رقبة الحق ؟؟؟
    و إن استطاع جرحها فهل يستطيع أن يفصلها عن الحقيقة ؟؟؟

    ***********
    المورقة يسرى / شكرا جزبلا على هذه المساحة التسائلية

    اكليل من الزهر يغلف قلبك
    هشـــام
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  7. #7
    الصورة الرمزية راضي الضميري أديب
    تاريخ التسجيل : Feb 2007
    المشاركات : 2,891
    المواضيع : 147
    الردود : 2891
    المعدل اليومي : 0.46

    افتراضي

    يمر الإنسان أحيانًا بلحظات يشعر فيها وكأنّه لن يعيش سوى للحظات أيضًا ، وتتراءى أمام عينيه كل المشاهد التي أحبها ولم يتمكن من صنعها ، وكل صور من أحبهم ولا يستطيع رؤيتهم ، وقد يكون محظوظًا جدا إذا ما تذكّر الله تعالى ، وتفكّر في كل ما صنعته يداه ، و أي مصير سينتظره .
    الإنسان المؤمن يجب أنْ تترسخ في نفسه قاعدة مهمة ألا وهي حسن الظن بالله تعالى ، والثقة بعفوه وغفرانه ، ويجب أنْ تبنى هذه القاعدة من الأصل على أسس متينة يكون من ضمنها عدم مخالفة شرع الله تعالى ، ومن خالف ونسيّ أو ارتكب عكس ذلك ، فإنّ الله غفور رحيم ، و من خالف وعصى مع سبق الإصرار والترصد فإن الله شديد العقاب ، وبين هذا وذاك هناك فسحة من الوقت ليراجع كل منّا نفسه .
    أنْ يبقى من عمري يومًا وأقف بين نفسي ونفسي لأعرف ماذا سأفعل ؛ فهذا أمر أصعب من الموت نفسه ، لذا غيّب الله تعالى عنّا ذلك التوقيت لكي لا نجزع ، ولكي لا نتّكل ، ولكي لا نموت رعبًا ، وهذا من تمام عدله سبحانه وتعالى ، ولأنّ كل نفس ذائقة الموت ، ولا تدري النفس متى تموت وبصريح القرآن الكريم ، فإنّ الأمل يبق سيد الموقف ، وإنّ النفس اللوامة والأمارة بالسوء لديها فرصة حقيقية لمراجعة دينها ودنياها ، في محاولة للوصول إلى مستوى تلك النفس المطمئنة ، أو ما يعادلها ، وزماننا مليء بكل المغريات التي تدفع النفس لفعل عكس ذلك ، والقابض على دينه كالقابض على جمرة من نار ، ومن رحمهم ربي برحمته الواسعة فهم من عرف طريقه وسار معها حاملًا حسن الظنّ بالله تعالى وزاده ثقته اللا محدودة بعفوه ، ومن منّا لا يخطئ ولم يرتكب معصية إلا من رحم ربي .
    رأيت أناسا - وهذا كجواب مباشر على سؤالك القيّم – منهم من أصيب بمرض عضال ، وقد حدّد الأطباء له شهر أو شهرين كحد أقضى ويودع بعدها الحياة ، وكنت أجلس معه وأراقبه من بعيد وكان دائم الصمت ، إلا ما ندر ، وكان يعرف هو ما يعرفه المحيطون به ، وكنت أناقشه فيتكلم بثقة كبيرة بالله تعالى ، وعندما كان ينازع الموت اقتربت منه ، وسألته عن حاله لم يتغير جوابه رغم أنّ إجابته كانت عن طريق العين لا اللسان ، فكانت ثقته بالله كما هي لم تتغيّر ، لكن الحزن والألم كان باديًا على محياه .
    وعرفت أيضًا من مات وكان يعرف أنّه سيموت وبعد ساعات ولكنه لم يكن يعرف أية ساعة من بين تلك الساعات التي قُدّرت بعشر أو أكثر ، ولكن الموت لم يكن بسبب المرض وإنما بسبب مرض الأفعال التي تودي إلى التهلكة وإلى القصاص العادل ، نظرت في عينيه طويلًا وهو الراحل في رحلة لا عودة معها ، محاولًا أنْ أعرف أكثر عن مقدمات تلك الرحلة ، فلم أعرف شيئًا ، كل ما في الأمر أنّ لونه تحول إلى سواد قاتم ، وعيناه غائرتان في وجهه و لا تكاد تراها ، ولم ينبس ببنت شفة ، وما بين تلك الوجوه التي رأيتها هنا أو هناك في رحلة العمر هذه ، لطالما واجهني سؤالك هذا فرأيت أنّ أحسن إجابة أنْ يحسن الظن بالله مع حسن العمل ، وأنْ لا ييأس من روح الله " قال تعالى (وَلا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الكَافِرُونَ ) يوسف آية 87 ، وقال تعالى (قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّالُّونَ) الحجر آية 56 ، وما بين عدم القنوط وحُسن التوكل على الله تعالى تأتي آية كريمة لتشرح صدورنا وتعيننا على أنفسنا قال تعالى (قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ. {الزمر آية 53 . والمسلم الحق هو من يجمع بين الخوف والرجاء ؛ يرجو رحمته ويخاف عذابه ، ونحن نذنب ونذنب ، ولكن الله تعالى غفور رحيم ما تجنبنا الشرك به – والعياذ بالله – قال صلى الله عليه وسلم " والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم " رواه مسلم ، ويبقى على الإنسان أنْ يعرف كيف ولماذا يذنب ، وما بين ذنب وذنب تكمن المشكلة ، وليست كل الذنوب بنفس الحجم والقدر من العقوبة ، وعندما تضعف احتمالات البقاء في هذه الدنيا ، يأتي الامتحان الكبير ، والأعمال بخواتيمها .
    نسأل الله العفو والعافية ، وشكرًا لهذا السؤال أختنا الفاضلة يسرى على آل فنه ، فهو سؤال يجب أنْ نردده على أنفسنا ومسامعنا ليل نهار .
    وأعتذر عن الإطالة ،وعن عدم توفيقي في الوصول إلى إجابة شافية ، ولكن هذا ما حضرني في هذه العجالة ، وفقك الله وحفظك وسدّد خطاك.
    تقديري واحترامي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  8. #8
    الصورة الرمزية يسرى علي آل فنه شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2004
    الدولة : سلطنة عمان
    المشاركات : 2,428
    المواضيع : 109
    الردود : 2428
    المعدل اليومي : 0.33

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد الرشيدي مشاهدة المشاركة
    الكلاب طبعها - في الغالب الأعم - الوفاء لرب نعمتها ، فهي تألفه وتحسن صحبته . وقد ذكر الحق - تبارك وتعالى - في محكم التنزيل كلبا من الكلاب تنويها بمكانة الصحبة الصالحة ، وأن من شأنها أن ترتقي بمن تضاءل قدره ، وليس هذا من الصميم من تساؤلك - أختنا الموقرة الأستاذة يسرى - ولكنه على كل حال استطراد قد يفيد .
    هذا وقد سمى العرب بعض أبنائه بكلب وكلاب تفاؤلا ببره ووفائه ودفاعه عنه ... ، ويغلب على ظني أن هذا القول من حسنات ونكت الجاحظ التي لا تعد .
    والكلب ذليل بطبعه ، فإن كان ذله لرب نعمته ، فقد اهتدى وأحسن ، وأما إن كان غير ذلك ، فهو ضال .
    هي هي كلاب نافعة إن كانت على وفق فطرتها ( أي مهتدية ) ، وضارة إن كانت ضالة عن سواء سبيل الكلاب وفاء وطاعة وألفة ... .
    والله يحرسك
    أخي الكريم أحمد الرشيدي:-

    جميلة رؤيتك وطيبة وعليها لابد أن نكون منصفين أكثر فهنالك كلاب تسمى ضالة وهي مهتدية كل مافي الأمر أنها لم تحصل على شهادة حسن سير وسلوك إذ لامستأنس لها ويتم معاقبتها كلما تكاثرت بقنصها واتهامها بالضلال بالجملة والكلمة وهم يعنون بأنها غير مستأنسة وقد تؤذي.

    لاعليك أخي الكريم ..نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    أراني أطمع بسؤالي هذا -ويحق لي- أن أحظى بشهادة تقدير من جمعيات الرفق بالحيوان لأني رحمت هذا الحيوان من كلمة قد تؤذي مشاعره.

    دمت راقياً

  9. #9
    الصورة الرمزية يسرى علي آل فنه شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2004
    الدولة : سلطنة عمان
    المشاركات : 2,428
    المواضيع : 109
    الردود : 2428
    المعدل اليومي : 0.33

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هشام عزاس مشاهدة المشاركة
    أتساءل هل يمكن لسيف الباطل أن يجرح رقبة الحق ؟؟؟
    و إن استطاع جرحها فهل يستطيع أن يفصلها عن الحقيقة ؟؟؟

    ***********
    المورقة يسرى / شكرا جزبلا على هذه المساحة التسائلية

    اكليل من الزهر يغلف قلبك
    هشـــام
    أخي الراقي الكريم هشام

    سأحاول أن أجيبك مستدلة برأي من فحوى سؤالك التصويري .. و الذي جعلني أتخيل

    الباطل أعمى والحق بصير ، ولهذا مهما تكاثرت ضربات الباطل نحو الحق تبقى غير سديدة

    وفي النهاية يظهر الحق بضربة واحدة مسددة فيزهق الباطل لتعلو عدالة الحكمة الربانية

    (إن الباطل كان زهوقا)

    دمت بكل الروعة ويسعدني تواصلك البهي

  10. #10
    الصورة الرمزية يسرى علي آل فنه شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2004
    الدولة : سلطنة عمان
    المشاركات : 2,428
    المواضيع : 109
    الردود : 2428
    المعدل اليومي : 0.33

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة راضي الضميري مشاهدة المشاركة
    يمر الإنسان أحيانًا بلحظات يشعر فيها وكأنّه لن يعيش سوى للحظات أيضًا ، وتتراءى أمام عينيه كل المشاهد التي أحبها ولم يتمكن من صنعها ، وكل صور من أحبهم ولا يستطيع رؤيتهم ، وقد يكون محظوظًا جدا إذا ما تذكّر الله تعالى ، وتفكّر في كل ما صنعته يداه ، و أي مصير سينتظره .
    الإنسان المؤمن يجب أنْ تترسخ في نفسه قاعدة مهمة ألا وهي حسن الظن بالله تعالى ، والثقة بعفوه وغفرانه ، ويجب أنْ تبنى هذه القاعدة من الأصل على أسس متينة يكون من ضمنها عدم مخالفة شرع الله تعالى ، ومن خالف ونسيّ أو ارتكب عكس ذلك ، فإنّ الله غفور رحيم ، و من خالف وعصى مع سبق الإصرار والترصد فإن الله شديد العقاب ، وبين هذا وذاك هناك فسحة من الوقت ليراجع كل منّا نفسه .
    أنْ يبقى من عمري يومًا وأقف بين نفسي ونفسي لأعرف ماذا سأفعل ؛ فهذا أمر أصعب من الموت نفسه ، لذا غيّب الله تعالى عنّا ذلك التوقيت لكي لا نجزع ، ولكي لا نتّكل ، ولكي لا نموت رعبًا ، وهذا من تمام عدله سبحانه وتعالى ، ولأنّ كل نفس ذائقة الموت ، ولا تدري النفس متى تموت وبصريح القرآن الكريم ، فإنّ الأمل يبق سيد الموقف ، وإنّ النفس اللوامة والأمارة بالسوء لديها فرصة حقيقية لمراجعة دينها ودنياها ، في محاولة للوصول إلى مستوى تلك النفس المطمئنة ، أو ما يعادلها ، وزماننا مليء بكل المغريات التي تدفع النفس لفعل عكس ذلك ، والقابض على دينه كالقابض على جمرة من نار ، ومن رحمهم ربي برحمته الواسعة فهم من عرف طريقه وسار معها حاملًا حسن الظنّ بالله تعالى وزاده ثقته اللا محدودة بعفوه ، ومن منّا لا يخطئ ولم يرتكب معصية إلا من رحم ربي .
    رأيت أناسا - وهذا كجواب مباشر على سؤالك القيّم – منهم من أصيب بمرض عضال ، وقد حدّد الأطباء له شهر أو شهرين كحد أقضى ويودع بعدها الحياة ، وكنت أجلس معه وأراقبه من بعيد وكان دائم الصمت ، إلا ما ندر ، وكان يعرف هو ما يعرفه المحيطون به ، وكنت أناقشه فيتكلم بثقة كبيرة بالله تعالى ، وعندما كان ينازع الموت اقتربت منه ، وسألته عن حاله لم يتغير جوابه رغم أنّ إجابته كانت عن طريق العين لا اللسان ، فكانت ثقته بالله كما هي لم تتغيّر ، لكن الحزن والألم كان باديًا على محياه .
    وعرفت أيضًا من مات وكان يعرف أنّه سيموت وبعد ساعات ولكنه لم يكن يعرف أية ساعة من بين تلك الساعات التي قُدّرت بعشر أو أكثر ، ولكن الموت لم يكن بسبب المرض وإنما بسبب مرض الأفعال التي تودي إلى التهلكة وإلى القصاص العادل ، نظرت في عينيه طويلًا وهو الراحل في رحلة لا عودة معها ، محاولًا أنْ أعرف أكثر عن مقدمات تلك الرحلة ، فلم أعرف شيئًا ، كل ما في الأمر أنّ لونه تحول إلى سواد قاتم ، وعيناه غائرتان في وجهه و لا تكاد تراها ، ولم ينبس ببنت شفة ، وما بين تلك الوجوه التي رأيتها هنا أو هناك في رحلة العمر هذه ، لطالما واجهني سؤالك هذا فرأيت أنّ أحسن إجابة أنْ يحسن الظن بالله مع حسن العمل ، وأنْ لا ييأس من روح الله " قال تعالى (وَلا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الكَافِرُونَ ) يوسف آية 87 ، وقال تعالى (قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّالُّونَ) الحجر آية 56 ، وما بين عدم القنوط وحُسن التوكل على الله تعالى تأتي آية كريمة لتشرح صدورنا وتعيننا على أنفسنا قال تعالى (قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ. {الزمر آية 53 . والمسلم الحق هو من يجمع بين الخوف والرجاء ؛ يرجو رحمته ويخاف عذابه ، ونحن نذنب ونذنب ، ولكن الله تعالى غفور رحيم ما تجنبنا الشرك به – والعياذ بالله – قال صلى الله عليه وسلم " والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم " رواه مسلم ، ويبقى على الإنسان أنْ يعرف كيف ولماذا يذنب ، وما بين ذنب وذنب تكمن المشكلة ، وليست كل الذنوب بنفس الحجم والقدر من العقوبة ، وعندما تضعف احتمالات البقاء في هذه الدنيا ، يأتي الامتحان الكبير ، والأعمال بخواتيمها .
    نسأل الله العفو والعافية ، وشكرًا لهذا السؤال أختنا الفاضلة يسرى على آل فنه ، فهو سؤال يجب أنْ نردده على أنفسنا ومسامعنا ليل نهار .
    وأعتذر عن الإطالة ،وعن عدم توفيقي في الوصول إلى إجابة شافية ، ولكن هذا ما حضرني في هذه العجالة ، وفقك الله وحفظك وسدّد خطاك.
    تقديري واحترامي
    ماشاء الله أخي الراقي راضي الضميري

    ردك يشرح النفس بما تضمنه من قناعات طيبة كريمة بأسلوب واضح ومترابط

    وعليه تبقى الدعوة متجددة .. (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا)

    شرح الله صدرك وجعل ماكتبت في ميزان حسناتك

    وهدانا أرحم الراحمين لكل مايحب ويرضى.

    يارب

    احترامي العميق لك

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. أتساءل.. كم شمسا لجارك ؟
    بواسطة شريفة العلوي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 11-10-2009, 08:36 PM