بقلم: عمار باطويل
29-3-2009
سياسات العالم أصبحت سريعة وذات تقلبات كبيرة جدا نفهم بعضها والبعض الأخر في عالم السرية ولا نفهمه بتاتا. فبالأمس القريب أي بعد أحداث 11 سبتمبر شنت علينا أمريكا حروب عسكرية و إعلامية بدون أي أسباب حقيقية بل هي أسباب وهمية كانت معششة في أفكار المحافظون الجدد الذين أردوا أن يكون هذا العالم مختلف وبشكل آخر حسب أمزجتهم وتحت سيطرتهم الخاصة
فكانت ومازالت الولايات المتحدة الأمريكية تحمل في يداها عصا لمن يعصي الأوامر وفي اليد الأخرى بلسم وسلام لمن يطيع الأوامر ويتبع الكلام ,وكانت تبشر بالشرق الأوسط الجديد يحمل ديمقراطية وحرية وأفكار جديدة للشعوب العربية, وتناست أمريكا أن لكل شعب من شعوب العالم لديه أفكار وقيم ومبادئ يؤمن بها وليس من السهل على أي قوة من القوى أن تقوم بحقن أفكار ومبادئ جديدة في وريد أي أمة من الأمم هكذا أرادت إدارة بوش أن تفرض علينا ديمقراطيتها وحريتها وسياسيتها الضيقة والتي أرادت أن تحقق من وراءها مصالح لشعب أمريكا وفي نفس الوقت أرادت هذه الإدارة أن تغتصب عقولنا وباستخدام كل الطرق والوسائل التي تؤدي إلى تحقيق أهدافهم في أرضنا
كنا ومازلنا رافضين لأي فكرة أو أفكار ملغمه بخطط سياسية تصب في مصلحة أمريكا وعلينا أن لا نركن أنفسنا في زاوية الضعف بل علينا أن نتحدى لكل الأفكار الخارجة عن المنطق وعلينا لا نقبلها بتاتا , وعلينا أن لا نشم كل ما تهب به الرياح من الخارج فرياح الخارج تكون مسمومة ولا تخلق لنا دواء بل تزيد من الداء
فالأفكار التي تحملها لنا أمريكا لا تحمل في طيها حبا وسلاما بل تحمل كرها وعدوانا وأيضا تحمل أفكار ومآرب شيطانية تريد أن تمهد الطريق لها لكي توصل إلى أهدافها التي سوف ترسم التعاسة على وجوه شعوب الشرق الأوسط وترسم السعادة على وجوه مواطني بلاد العم سام , كالسيطرة على النفط والذي كان هدفهم الوصل إلى تحقيق ( مشروع القرن الأمريكي الجديد ) والذي يحمل أهداف وخطط كثيرة ومنها على سبيل المثال السيطرة على نفط الشرق الأوسط وتقول خطتهم : أن من يسيطر على الشرق الأوسط يسيطر على النفط العالمي , ومن يسيطر على النفط العالمي يسيطر على اقتصاد العالم
فكل أفكار المحافظون الجدد وغير المحافظون الجدد بدأت تتلاشى وتختفي ليس بسبب قوتنا كعرب ولكن هناك تحديات تواجه أمريكا اقتصاديا والعالم بأسره وربما هذه الأفكار مؤجلة لوقت آخر في حين أن تسنح لهم اقرب فرصة لتحقيق كل ما يصبون إليه
فبعد أحداث 11سبتمبر انقلب العالم على عقبيه وتغيرت سياسات العالم بأسره وأزيلت أنظمة بالقوة وحينها هبت رياح الحروب التي تقودها الأمبرطورية الأمريكية والتي توعدت وهددت كل من يوقف أمامها بنيران وبجحيم الغضب , وكانت كل دولة في الشرق الأوسط حذره بأن تصلها نيران وبراكين غضب أمريكا
فبعد مجي اوباما الرئيس للبيت الأبيض وجد اوباما أن أمريكا في أزمة مالية سوف تعصف بأمريكا وبالعالم أيضا وأصبحت سياسة البيت الأبيض تتغير شيئا فشيئا وليس حبا لشعوب الشرق الأوسط وللعالم بل خوفا من الانهيار السريع للقوة العظمى حتى أصبحت أمريكا مشغولة بنفسها وبشؤونها الداخلية لكي تصلح ما فسدته إدارة بوش الابن
إن استمرار الأزمة المالية وفي حين فشل النظام الرأسمالي سوف يكون هناك عالم جديد ونظم وسياسات جديدة وربما تخلق الأزمة المالية للعالم قوة عظمى غير أمريكا. فسوف تنعقد غدا القمة العربية في العاصمة القطرية الدوحة وكل أحلامنا وطموحنا مربوطة بقرارات وأفعال هذه القمة والتي نريد منها أن تعيد لنا روح الأمل وتقشع عنا كل هذا الإحباط الذي حل بالأمة العربية وشعوبها , ففي وجود اجتماعات ومؤتمرات عربية هناك نبرة أمل لحل بعض مشاكل أمتنا ولكن عندما تنقطع هذه الاجتماعات والمؤتمرات يكون الغياب سلبي دائما ولا يتحقق شي من أحلام الأمة. فما زال الوقت يدركنا لكي تصحح الأمة العربية من الأخطأ التي وقعت فيها ومازال هناك متسع للوقت للتعلم من دروس وعبر الماضي , فإذا لم ننتحد ونحل مشاكلنا كإخوة عرب سوف يكون مصيرنا مجهول وسوف يرافق هذا المصير وضع ضعيف للأمة وسوف تغتصب أفكارنا وسوف تفرض علينا أسياسات وفكار وثقافات أخرى. فكل هزيمة سياسية وعسكرية تتبعها هزيمة ثقافية وإحباط في المجتمع ويكون هناك مآزف في كل شي فيوجد مجتمع لا يعرف معنى الإبداع. فنحن العرب أشرفنا على موت الإبداع في كل المجالات بل وصلنا إلى مرحلة الإفلاس وهذا سببه الهزائم التي تحل بنا من يوم إلى يوم آخر سياسيا , واقتصاديا , وثقافيا. فالضعف التي تمره به الأمة العربية قادتنا كشعوب عربية إلى مؤخرة الأمم والشعوب , فكل آمالنا متعلقة بالزعماء العرب وبقراراتهم فنحن فعلا نعيش في عمق من الإحباط وربما وصل بعضنا إلى مرحلة من اليأس, فمتى سيزول كل هذه الإحباط ومتى سنرنو إلى تحقيق أحلامنا .فهل سيكون لنا وجود ودور قيادي في العالم الجديد أو سوف نرتكب نفس الأخطأ السابقة والأساليب السابقة التي ساقتنا إلى آخر ذيل القافلة. فلست أدري ما هو مصيرنا في ظل هذه التغيرات التي ستحصل على العالم ولست أدري هل سنتعلم من الماضي؟. فعلى القيادة العربية أن تستغل كل التغيرات السياسية الحاصلة في المنطقة وخاصة تغيرات السياسة الأمريكية التي أصبحت تحاور أعداءها بعدما كانت تهددهم من حين إلى حين آخر. فأمتنا العربية اليوم بحاجه لدواء لمعالجة الداء المستعصي الذي أنهك الأمة وشعوبها