يركض مسرعاً .. مسرعاً ، ورجال الأمن خلفهُ ، يدفع هذا ( أسف ) يرتطم بهذا ( اعذرني ) يدغ هذا ( عذراً ) .. والناس تنظر إليه والى سحنته السمراء وشعره الطويل وذقنه الكث .. وما إن نظر إليها حتى توقف وكأنها الجبل الذي ارتطمت به موجة البحر .. وأراد إن يناديها لكن صوته خانه !! وبدلاً منه صرخت باسمه هي ها هو وتشير إليه بيديها .. وركضت إليه .. وضمته بجنة صدرها وهي تقول : ( هلا بيك يمه .. هلا ولدي .. ماذا حل بك في الأسر ؟! انظر كيف أصبح حالك في المعتقل ) أرجلهم لا تكاد تحملهم والأرض تحتهما مبتلة بالدمع .. نعم فالحرية ثمنها دموع ...