بسم الله الرحمن الرحيم

كثر الحديث اليوم عن المهاجرين الغير الشرعين هذه الفئة من الشباب التي تضع حدا لحياتها فهي بمثابة المنتحر الذي يقنط من روح الله فيخنق نفسه ، نعم فالهجرة الغير الشرعيه هي وجه من أوجه الإنتحار، ولكن لمذا نبحث دائما في النتائج ونسلط عليها الأضواء بدلا من أن ندرس وننقب في الأسباب ، أنا أعلم أنه مامن سبب في الدنيا يسمح للإنسان أن يقتل نفسه ولكنه يجب علينا مواجهة الحقيقة ومحاولة حل المشاكل وتبليغ معاناة الشاباب بموضوعية وبطريقة أخلاقية وإنسانيةوفي دائرة دينية متحضرة يقبلها المنطق والفكر وحتى الوجدان وليس من خلال أفلام منحطة تثير الجنس أكثر من الفكر والتساؤلات وللأسف فإن معضمها يصور الرجل المسلم في هيئة إرهابي ،فكيف نطالب الآخر باحترام حريتنا وسيادتنا ودينينا في حين أنه يحارب من القريب قبل البعيد ، لماذالا توجه الأنظار إلى معيشة الشاب العربي الذي غلّقت في وجهه كل الأبواب ففقد الآمال التي تقضي على مرارة العيش ،كيف نطلب منه أن لاينتحروهو لايجني ما يحصد ، فتقيربا كل من يدرس ويلتحق بالجامعات لايجد عملا أنا لا أقول عملا يليق به فكل عمل هو عبادة ولكن عبادة المال لم يتركوا للفقير أي فرصة ،كما قالت لي زميلتي في التدريس إن أماكن العمل شغرت عندما كنا نحن منهمكين في الدراسة ونيل المعدلات المشرفة،فمشاريع الإصلاحات كثيرة ولكنها دائما تخدم الغني قبل الفقير
الكل يتحدث عن الإنجازات الإقتصادية ولكنها تبقى دائما مجرد وعود أو مجرد حبر على ورق وإذا
أنجزت يكون المستفيد الأول رجال الأعمال فالسكانات الإجتماعية يحصل عليها من يملك الأراضي الواسعة والمنازل الفخمة لا للفقير الذي يشبه منزله الوكر ،فرص تشغيل الشباب كما يقال كثيرة ولكن من يرفع
نسبتها هل هو الشاب البطال بطبع لا من يرفع نسبتها أبنا الأثرياء الذين يعملون في شركات متعددة وفي قطاعات مختلفة ، في المدرسة التي أعمل بها كمستخلفة لمديرة هناك معلّمة عرض على إبنها ثلاث مناصب شغل وله الإختيار ،في حين تجد من لم تتح له أي فرصة عمل، أنا أعلم أن هذه هي حال الدنيا ،ولكن منالعيب أن نبقى مكتوفين الأيدي ونقول أنه قدرنا .