أيهـا المشاكـس النبيـل
هـلاٌ حملـت إلـي دفاتـر شعـرك
لأقـرأك!
لأعـرف لـم تأَلَّقـتْ بيـن أصابعكَ
حديقـةٌ للسرو،
لـم صافحـت كـل الأيـدي
ووحـده وجهـك الـذي صافحنـي؟
وحـده لـم ينكـر لـون وجهـي
وحـده يعبـر نحـوي بوعـود
برعـود
بسعـود...
يقلقنـي هـذا الجنـون فيـك
وهـذا الحنيـن فـيَّ
لـم أنتظرتـك فـي الهزيـع الأول
مـن الحلـم،
لتـزرع اخضـرارك فـيَّ
وتمـرِّره علـى ذاكـرة جسـدي
قبُـلاتٍ ناعمـة
وعلـى القلـب الخامـد
سربـاً مـن التنهـدات؟
انتظرتـك...
لكنـك لا تأتـي
فهـل أستبـدل القلـب والـدرب
أم أتلقـف نفسـي مـن حماقاتهـا الناريـة؟
لـم أقـرؤك الآن
علـى ورق الصفصـاف
وحيـدا
عنيـدا
شريـدا؟
طيـرا سجينـا
فـرٌ مـن جسـد سجيـن..؟
وأنـا أتواطـأ مـع الريـح
حيـن تعلـن الأشجـار شقاقهـا
مفتونـة بعينيـك المؤرقتيـن
بالسجائـر المتبرمـة
مـن قلـق شرارتهـا
مجنونـة بصوتـك القابـع
فـي أعمـق أعمـاق روحـي
مصغيـا بحـزن لآهـات قروحـي.
أيهـا المشاكـس النبيـل
هـلاٌ حملـت إلـيَّ دفاتـر شعـرك
لأقـرأك
لأعـرف لـم زرعـت عودتـي
كالسنونـو
علـى شرفـة العمـر؟
لـم اختـرت أن تدلـق علـى أوراقـي
جنونـك الساحـر
الآسـر
الناهـي ،
الآمـر ؟
كم تمنيت أن أكون سماءك
كي لا تتشرد نجومك..
تحت حسرة الغروب!
لو كنت هنا..
كي أضرم الزوايا
و أنحني على ذراع السؤال
أيها الهارب من لحظته
لا تدعني أمضغ الساعات
لا تدعني أغمد النظرات
في جوف الخيال..
و عمق القصيدة.