أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 12

الموضوع: يا عطسة القمر المنير..

  1. #1
    الصورة الرمزية أم محمد شوقي شاعرة
    تاريخ التسجيل : Feb 2008
    العمر : 43
    المشاركات : 271
    المواضيع : 29
    الردود : 271
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي يا عطسة القمر المنير..

    لم تكن مطالعتي لقصيدة عطسة القمر إلا انبهارا صرفا بقوة حبكها وذوبانا لذيذا في حلو نسجها وسباحة حائرة في فلسفتها العميقة.. فما وجدت فيها إلا تميزا وبراعة في التصوير ودقة في تخير الألفاظ فكانت بيادقا سلسة في رقعة الشاعر يوظفها كيف يشاء ..فانتصر على قارئه وأرداه صريع حسنها بعد أن كان هو صريعا في رقعة حسن أولى.
    وقلت في قصيدتك سيدي:

    حسناء قد ثبتها في خافقي.........إن شعر غيرك في الرفوف يخلد


    تابعتها شغفا ألاحق حسنها........ شغلت عيوني إذ أنارالمشـــــــهد


    يانجل دجلة في الحروف تمكن .........ولدى الصياغة حنكة وتوقد


    مابال نظمك بث في أرواحنا........... عطر الكلام وفيه جل المقصد


    إن كان ذا عطر الفرات منضدا..........فعلى الفرات توسدي والمرقد


    ومن أكثر ما شدني فيهاطواعية الاسترسال مع قوة التلاحق في المشاهد إضافة إلى النبض الفكري المتوقد والموسيقى الداخلية المدهشة.


    إن في القصيدة انسيابا لفظيا وانتقالا في أروقة المشاعر بما يناسب الموقف كما أن بها تشابها في المفردات يبعدعن السجع المفكك الممجوج


    وأنا هنا أستسمح صاحبها أن يفسح لي بعضا من سعة صدره لأنقل قراءتي الخاصة لهذه الفريدة.
    لقد كان المدخل توطئة طيبة جمعت ما سيدور حوله النص في بيت واحد يختصر الحياة كلها في شخص واحد نستمد منه روح الحياة.
    الحبّ أنتِ العُمـرُ أنـتِ المَولِـدُ
    أنتِ المَسَـرَّةُ والمُنـى والسُّـؤْدُدُ
    لينطلق بنا في سرد صفات المحبوبة في الأبيات الثلاثة التي تلي وفيها قافلة من المحاسن التي قد خلتها سلم عطاء يسمو بالمحب إن بدت المحبوبة وإن هي غابت غدا حبالا تلف عنقه وتخنقه شوقا ولوعة
    والرَّوْضُ أنتِ الوَرْدُ أنـتِ ربيعُـهُ
    والوَرْدُ في كَنَـفِ الرَّبيـعِ تَـوَرُّدُ
    أنتِ آبتِسامُ الفَجْرِ في وَجْهِ النَّـدى
    يا نَفْحَـةَ الهَيْـلِ التـي لا تَنْفَـدُ
    أنتِ آبتِسامُ العُمْرِ في شَرْخِ الشَّبابِ
    وكَـوْكَـبٌ بِفَضـائِـهِ يَتَـفَـرَّدُ
    وهنا يسطو حرف الجيم بجرسه القوي فيجعل الأذن تتحسس يقينا الجفو وعبثه بالفؤاد الخائر.
    ما جَفَّ لَحْظي بَعْدَ جَفْـوِكِ لَحْظَـةً
    والجَمْرُ في جَوْفي بِجَفْـوِكِ يُوْقَـدُ
    ومن عجائب العشق أن غدا الماء يوقد نارا: فابتلال اللحظ أوقد خامد الجمر ومتراكمه
    ويعود شاعرنالتكرار حرف على مدار البيت كالعين في هذا البيت
    عامانِ عاما بالعيونِ كمـا العمـى
    في الظِّلِّ ..لا طَيفٌ لَطيْـفٌ يُسْعِـدُ
    ولبث شاعرنا في الظل عامين فرأيناه متراميا في لجج مظلمة يتحسس طيفا فلا يجد طيفه
    وهو يفدي بالعمر سويعة من اللقاء
    وهذان بيتان لاذعان رأيت الشاعرحثيث الخطا كلو أنه يود يود أن يفرغ من نظمهما بسرعة ليخلوإلى استرجاع الأيام الخوالي
    وتجدد نبضهافيقول
    ويَمُرُّ مَرَّ المَوْتِ بي مُـرُّ النّـوى
    أَنّـى يَمَمْـتُ الوَجْـهَ يَـمٌّ يَرْفُـدُ
    وَفِدى سُوَيْعاتٍ بِقُرْبِـكِ خُضْتُهـا
    عمرٌ مَضى خَبَباً ..وآخَـرَ يَرْكُـدُ


    ويود لو يمكث في هذا البيت عمرا
    يـا يَـوْمَ لُقْيـانـا لأَوَّلِ مَــرَّةٍ
    لَكَأَنَّ يَوْمِـيَ ذاكَ لَيْـسَ لَـهُ غَـدُ

    هنا إشارة إلى الأبدية والإخلاص وجملة من القيم الإنسانية التي ما عاد لها موقع على خارطة مشاعرنا فكل ما عليهااليوم قابل للرمي أوللاستبدال ...هنا رغبة متجلية في ملاصقة المحبوب وايقاف مسيرة الزمن عند هذه المحطة

    ما صافَحَتْ -إلاّ يَداكِ- يَـدي يَـدُ

    ما صافحت روحي كأجمل من هذا البيت في التمكن من ناصية الكلم وروعة التقديم والتأخير بما يفي الوزن أضعاف حقه.
    وَرَشَشْتِني بِعَبيرِ قَوْلِـكِ : مَرْحَبـا
    انتقال بديع سلس من قوة الجفو وتدميره إلى لطف اللقاء وانسيابه
    فها أنا ذي أتحسس رذاذا رقيقا من عطر هذه الحسناء وهي ترحب بهذا المسكين كما أرى الشاعر وقد خانه بعض جسده تاركا كيانا مضعضعا بين نوائب البين وحر اللقاء فيصيح مستنجدا
    فَتَعَثَّـرَتْ شَفَتـيْ بِـأَحْـرُفِ رَدِّه
    وَرَأَيْـتِ ثَغْـراً حَرْفُـهُ يَتَـمَـرَّد
    وفي قوله وأنا انبهار....تمازج بين الشاعر والمشاعر حتى انصهر مستسلما لهاتتقاذفه حيث تشاءوبهذا البيت إيحاءعميق بالصدق يجعلنا نراه مشلولا لدى عظمة هذا الحسن.
    فالوَجْهُ دُنْيا مِـنْ مَفاتِـنَ بَهْجَـةٍ
    أقرِأ في هذا البيت معطيات دنوية متفرقة تترواوح بين الفناء والفتنة والحسن الملهي عن غيره الصارف عن ما ينافسه والزينة وما فيها من أسرار الانجذاب.....
    عَيْناكِ أَحْلى مِنْ عُيُوْنِ قَصائِـدي
    تجسيد للمعنوي بصورة محسوسة فريأنا قصائدك هنا سيدي تترجل . بل هي مصابيح ترى الواقع فتصادق عليه أو تلفظه إن وجدت فيه ما يعيب.
    أَلْوانُـكِ الفَيْحـاءُ سِحْـرٌ كُلُّـهـا
    ما شُمْتُ إلاّ فيكِ يَزْهـو الأسْـوَدُ
    قدرة المحبوب على تغيير القناعات الأولية وتعديل المسلمات في عين العاشق أو تغيير رونق الحياة إلى لون ما عرفه قبله.
    يا عَطسةَ القَمَـرِ المُنيْـرِ بِحَفْلـةٍ
    وَقُلُـوْبُ كُـلِّ حُضُوْرِهـا تَتَنَهَّـدُ
    حَسَـدَتْ كَواكِبُـهُ تَوَهُّـجَ حُسنِـهِ
    إنَّ الجَميْلَ على المَحاسِنِ يُحْسَـدُ
    كل ذي نعمة محسود فما بالك بذي الأنعم.... دراسة نفسية للنفس البشرية وضعفها
    أما عبارة عطسة فعبارة رقيقة توحي بسلاسة الانفصال إشارة إلى الولادة اليسيرة وشدة التلاصق القبلي.
    ودَخَلْتِ والأَصْواتُ تَدْخُلُ بَعْضَهـا
    وَوَقَفْتِ ..والأَصْـواتُ بُكْـمٌ بُلَّـد
    وتَشَرَّدوا.. كالريحِ عـاثَ بِبَيْـدّرٍ
    لكِنهـم فـي مُقْلَتَيْـكِ تَـوَحَّـدوا
    هنا رأيت الأم والوطن يجمعان شتات الأبناء ....كما تجمع المحبوبة شتات العاشق.
    وفي كلمة المحراب شيء من
    تجذر الهوية الدينية في يقين الشاعروارتباطها بالأم والوطن
    وَدَنَوتِ مِنّـي والعيـونُ تَسَمَّـرَتْ
    فَنَسَيْـتُ شِعـري كُلَّـهُ والمِرْبَـدُ
    ما أشبه هذه بقولي في قصيدة روضة الدنيا
    فَانْسَل مني الشعرُ قهرًا مثلمَـا
    بَعضُ اللقَاءِ يَشُل قلبَ العاشِقِ
    هنا وإلى غاية نهاية القصيدة تتجلى أصالة الشاعر وتعلقه بالأصل وتوقه للمعالي
    وإنما تقع الطيور على أشكالها وتتعلق القلوب بأشباهها.
    فليسمح لي سيدي الشاعر بتقسيم خريدته إلى نقاط محورية
    1-سرد صفات المحبوب وتمكنها من قلب الشاعر
    2- شوق للمحبوب وحرقة في انتظر لقائه
    3-استذكار لأيام الوصال.
    4-حرارة اللقاء
    5-تمسك الشاعر بمشاعره وبقاؤه على العهد.
    مع تحياتي وعذرا على الإطالة.

  2. #2

  3. #3
    الصورة الرمزية عماد أمين شاعر
    تاريخ التسجيل : Sep 2008
    العمر : 51
    المشاركات : 1,327
    المواضيع : 37
    الردود : 1327
    المعدل اليومي : 0.23

    افتراضي

    تابعتها شغفا ألاحق حسنها شغلت عيوني إذ أنارالمشـــــــهد


    بيتٌ يصف بدقة حالة قاريء (عطسة القمر) للأستاذ مصطفى السنجاري.
    لا فض فوك سيدتي.

    أضم صوتي لصوت أخي عادل فـ:
    ردُّكِ لا يقلُّ روعة عن أصل القصيدة ..

    احترامي وتقديري

  4. #4

  5. #5
    الصورة الرمزية نوارالسلمي شاعر
    تاريخ التسجيل : Oct 2009
    الدولة : قافية نائية
    المشاركات : 622
    المواضيع : 22
    الردود : 622
    المعدل اليومي : 0.12

    افتراضي

    قراءة تنم عن ذوق رفيع وفكر متذوق ..
    مرآة لجميلة السنجاري , لعلها مرآة من نوع آخر ترينا بعض مالم نره في القصيدة..
    شكرا أم محمد على هذه القراءة..

  6. #6
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2007
    الدولة : جزائري
    العمر : 44
    المشاركات : 1,175
    المواضيع : 62
    الردود : 1175
    المعدل اليومي : 0.19

    افتراضي

    كم جميل أن نقول للمحسن أحسنت وأن نقدر الجمال ونعطيه المقامة التي تليق به
    بوركت أختي أم محمد على الموضوع
    مودتي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  7. #7
    الصورة الرمزية أم محمد شوقي شاعرة
    تاريخ التسجيل : Feb 2008
    العمر : 43
    المشاركات : 271
    المواضيع : 29
    الردود : 271
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عادل العاني مشاهدة المشاركة
    رد لم يقل روعة عن أصل القصيدة ..

    وقراءة متمعنة أعطت لتلك " العطسة " أبعادا شاعرية وزادت من رونقها.

    ويسرني أن أكون أول المعجبين في هذه الصفحة


    تحياتي وتقديري
    مشكور شكرا وافرا على الرد ومطالعة الموضوع.
    تحياتي.

  8. #8
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Aug 2009
    المشاركات : 2
    المواضيع : 0
    الردود : 2
    المعدل اليومي : 0.00
    من مواضيعي

      افتراضي

      قراءة رائعة يا أم محمد

      بارك الله فيك

      احترامي

    • #9
      الصورة الرمزية مصطفى السنجاري شاعر
      تاريخ التسجيل : Oct 2008
      الدولة : العراق/ نينوى/ سنجار
      المشاركات : 4,670
      المواضيع : 165
      الردود : 4670
      المعدل اليومي : 0.83
      اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم محمد شوقي مشاهدة المشاركة
      لم تكن مطالعتي لقصيدة عطسة القمر إلا انبهارا صرفا بقوة حبكها وذوبانا لذيذا في حلو نسجها وسباحة حائرة في فلسفتها العميقة.. فما وجدت فيها إلا تميزا وبراعة في التصوير ودقة في تخير الألفاظ فكانت بيادقا سلسة في رقعة الشاعر يوظفها كيف يشاء ..فانتصر على قارئه وأرداه صريع حسنها بعد أن كان هو صريعا في رقعة حسن أولى.
      وقلت في قصيدتك سيدي:

      حسناء قد ثبتها في خافقي.........إن شعر غيرك في الرفوف يخلد


      تابعتها شغفا ألاحق حسنها........ شغلت عيوني إذ أنارالمشـــــــهد


      يانجل دجلة في الحروف تمكن .........ولدى الصياغة حنكة وتوقد


      مابال نظمك بث في أرواحنا........... عطر الكلام وفيه جل المقصد


      إن كان ذا عطر الفرات منضدا..........فعلى الفرات توسدي والمرقد


      ومن أكثر ما شدني فيهاطواعية الاسترسال مع قوة التلاحق في المشاهد إضافة إلى النبض الفكري المتوقد والموسيقى الداخلية المدهشة.


      إن في القصيدة انسيابا لفظيا وانتقالا في أروقة المشاعر بما يناسب الموقف كما أن بها تشابها في المفردات يبعدعن السجع المفكك الممجوج


      وأنا هنا أستسمح صاحبها أن يفسح لي بعضا من سعة صدره لأنقل قراءتي الخاصة لهذه الفريدة.
      لقد كان المدخل توطئة طيبة جمعت ما سيدور حوله النص في بيت واحد يختصر الحياة كلها في شخص واحد نستمد منه روح الحياة.
      الحبّ أنتِ العُمـرُ أنـتِ المَولِـدُ
      أنتِ المَسَـرَّةُ والمُنـى والسُّـؤْدُدُ
      لينطلق بنا في سرد صفات المحبوبة في الأبيات الثلاثة التي تلي وفيها قافلة من المحاسن التي قد خلتها سلم عطاء يسمو بالمحب إن بدت المحبوبة وإن هي غابت غدا حبالا تلف عنقه وتخنقه شوقا ولوعة
      والرَّوْضُ أنتِ الوَرْدُ أنـتِ ربيعُـهُ
      والوَرْدُ في كَنَـفِ الرَّبيـعِ تَـوَرُّدُ
      أنتِ آبتِسامُ الفَجْرِ في وَجْهِ النَّـدى
      يا نَفْحَـةَ الهَيْـلِ التـي لا تَنْفَـدُ
      أنتِ آبتِسامُ العُمْرِ في شَرْخِ الشَّبابِ
      وكَـوْكَـبٌ بِفَضـائِـهِ يَتَـفَـرَّدُ
      وهنا يسطو حرف الجيم بجرسه القوي فيجعل الأذن تتحسس يقينا الجفو وعبثه بالفؤاد الخائر.
      ما جَفَّ لَحْظي بَعْدَ جَفْـوِكِ لَحْظَـةً
      والجَمْرُ في جَوْفي بِجَفْـوِكِ يُوْقَـدُ
      ومن عجائب العشق أن غدا الماء يوقد نارا: فابتلال اللحظ أوقد خامد الجمر ومتراكمه
      ويعود شاعرنالتكرار حرف على مدار البيت كالعين في هذا البيت
      عامانِ عاما بالعيونِ كمـا العمـى
      في الظِّلِّ ..لا طَيفٌ لَطيْـفٌ يُسْعِـدُ
      ولبث شاعرنا في الظل عامين فرأيناه متراميا في لجج مظلمة يتحسس طيفا فلا يجد طيفه
      وهو يفدي بالعمر سويعة من اللقاء
      وهذان بيتان لاذعان رأيت الشاعرحثيث الخطا كلو أنه يود يود أن يفرغ من نظمهما بسرعة ليخلوإلى استرجاع الأيام الخوالي
      وتجدد نبضهافيقول
      ويَمُرُّ مَرَّ المَوْتِ بي مُـرُّ النّـوى
      أَنّـى يَمَمْـتُ الوَجْـهَ يَـمٌّ يَرْفُـدُ
      وَفِدى سُوَيْعاتٍ بِقُرْبِـكِ خُضْتُهـا
      عمرٌ مَضى خَبَباً ..وآخَـرَ يَرْكُـدُ


      ويود لو يمكث في هذا البيت عمرا
      يـا يَـوْمَ لُقْيـانـا لأَوَّلِ مَــرَّةٍ
      لَكَأَنَّ يَوْمِـيَ ذاكَ لَيْـسَ لَـهُ غَـدُ

      هنا إشارة إلى الأبدية والإخلاص وجملة من القيم الإنسانية التي ما عاد لها موقع على خارطة مشاعرنا فكل ما عليهااليوم قابل للرمي أوللاستبدال ...هنا رغبة متجلية في ملاصقة المحبوب وايقاف مسيرة الزمن عند هذه المحطة

      ما صافَحَتْ -إلاّ يَداكِ- يَـدي يَـدُ

      ما صافحت روحي كأجمل من هذا البيت في التمكن من ناصية الكلم وروعة التقديم والتأخير بما يفي الوزن أضعاف حقه.
      وَرَشَشْتِني بِعَبيرِ قَوْلِـكِ : مَرْحَبـا
      انتقال بديع سلس من قوة الجفو وتدميره إلى لطف اللقاء وانسيابه
      فها أنا ذي أتحسس رذاذا رقيقا من عطر هذه الحسناء وهي ترحب بهذا المسكين كما أرى الشاعر وقد خانه بعض جسده تاركا كيانا مضعضعا بين نوائب البين وحر اللقاء فيصيح مستنجدا
      فَتَعَثَّـرَتْ شَفَتـيْ بِـأَحْـرُفِ رَدِّه
      وَرَأَيْـتِ ثَغْـراً حَرْفُـهُ يَتَـمَـرَّد
      وفي قوله وأنا انبهار....تمازج بين الشاعر والمشاعر حتى انصهر مستسلما لهاتتقاذفه حيث تشاءوبهذا البيت إيحاءعميق بالصدق يجعلنا نراه مشلولا لدى عظمة هذا الحسن.
      فالوَجْهُ دُنْيا مِـنْ مَفاتِـنَ بَهْجَـةٍ
      أقرِأ في هذا البيت معطيات دنوية متفرقة تترواوح بين الفناء والفتنة والحسن الملهي عن غيره الصارف عن ما ينافسه والزينة وما فيها من أسرار الانجذاب.....
      عَيْناكِ أَحْلى مِنْ عُيُوْنِ قَصائِـدي
      تجسيد للمعنوي بصورة محسوسة فريأنا قصائدك هنا سيدي تترجل . بل هي مصابيح ترى الواقع فتصادق عليه أو تلفظه إن وجدت فيه ما يعيب.
      أَلْوانُـكِ الفَيْحـاءُ سِحْـرٌ كُلُّـهـا
      ما شُمْتُ إلاّ فيكِ يَزْهـو الأسْـوَدُ
      قدرة المحبوب على تغيير القناعات الأولية وتعديل المسلمات في عين العاشق أو تغيير رونق الحياة إلى لون ما عرفه قبله.
      يا عَطسةَ القَمَـرِ المُنيْـرِ بِحَفْلـةٍ
      وَقُلُـوْبُ كُـلِّ حُضُوْرِهـا تَتَنَهَّـدُ
      حَسَـدَتْ كَواكِبُـهُ تَوَهُّـجَ حُسنِـهِ
      إنَّ الجَميْلَ على المَحاسِنِ يُحْسَـدُ
      كل ذي نعمة محسود فما بالك بذي الأنعم.... دراسة نفسية للنفس البشرية وضعفها
      أما عبارة عطسة فعبارة رقيقة توحي بسلاسة الانفصال إشارة إلى الولادة اليسيرة وشدة التلاصق القبلي.
      ودَخَلْتِ والأَصْواتُ تَدْخُلُ بَعْضَهـا
      وَوَقَفْتِ ..والأَصْـواتُ بُكْـمٌ بُلَّـد
      وتَشَرَّدوا.. كالريحِ عـاثَ بِبَيْـدّرٍ
      لكِنهـم فـي مُقْلَتَيْـكِ تَـوَحَّـدوا
      هنا رأيت الأم والوطن يجمعان شتات الأبناء ....كما تجمع المحبوبة شتات العاشق.
      وفي كلمة المحراب شيء من
      تجذر الهوية الدينية في يقين الشاعروارتباطها بالأم والوطن
      وَدَنَوتِ مِنّـي والعيـونُ تَسَمَّـرَتْ
      فَنَسَيْـتُ شِعـري كُلَّـهُ والمِرْبَـدُ
      ما أشبه هذه بقولي في قصيدة روضة الدنيا
      فَانْسَل مني الشعرُ قهرًا مثلمَـا
      بَعضُ اللقَاءِ يَشُل قلبَ العاشِقِ
      هنا وإلى غاية نهاية القصيدة تتجلى أصالة الشاعر وتعلقه بالأصل وتوقه للمعالي
      وإنما تقع الطيور على أشكالها وتتعلق القلوب بأشباهها.
      فليسمح لي سيدي الشاعر بتقسيم خريدته إلى نقاط محورية
      1-سرد صفات المحبوب وتمكنها من قلب الشاعر
      2- شوق للمحبوب وحرقة في انتظر لقائه
      3-استذكار لأيام الوصال.
      4-حرارة اللقاء
      5-تمسك الشاعر بمشاعره وبقاؤه على العهد.
      مع تحياتي وعذرا على الإطالة.
      ////////////////////////////////////////////////////

      [COLOR="DarkGreen"]الرائعة الراقية الشاعرة أم محمد شوقي
      وقفت أمام قراءتك لقصيدتي بانبهار قاهر لا يقل عن انبهاري أمام صاحبة القصيدة
      ودهشت لهذا الوهج الممتد من يراعك إلى زواياها وخوابيها لتبدو أكثر جمالا وروعة..وأناقة.
      وكأنني أمام صياغة جديدة لها أكثر تمعنا وشاعرية
      فأصبحت بعد مرورك الأنيق وبفضل لمساتك عروس في ليلة زفافها بعد أن كانت فتاة
      فأنت بحق فنانة رقيقة الريشة بل وساحرة الريشة تمر مرور الربيع فتلون وتعطر ما
      تلامسه وتترك أطيب الأثر وراء خطوها الشذي البهي

      ولو تناولتها ((أنا)) لفاتني مما ذكرت الكثير
      دعيني أحييك من الأعماق وأقف إجلالا لقلمك المبدع ولرقة وبهاء حضورك
      أما الأبيات التي نثرتها كورود الربيع على قصيدتي لهي خير ما تناله قصيدة
      وسوف أحاول الرد عليها وفاء وتقديرا بعد هذا الرد المتواضع السريع
      شكرا لك على ما بذلت من جهد لتظهر قصيدتي تحت أضواء ريشتك المتوهجة
      ولي عودة ثانية سيدتي الغالية
      ودمت بحفظ المولى مع مودتي وسلامي

      [/COLOR]
      أُحِبُّكّـ فَوقَ حُـبِّ الذّاتِ حَتّـــــى
      كأنّ اللهَ لَمْ يَخلقْ ســـــواكـ

      مصطفى السنجاري

    • #10
      الصورة الرمزية مصطفى السنجاري شاعر
      تاريخ التسجيل : Oct 2008
      الدولة : العراق/ نينوى/ سنجار
      المشاركات : 4,670
      المواضيع : 165
      الردود : 4670
      المعدل اليومي : 0.83

      افتراضي

      حسناء قد ثبتها في خافقي.........إن شعر غيرك في الرفوف يخلد



      تابعتها شغفا ألاحق حسنها........ شغلت عيوني إذ أنارالمشـــــــهد



      يانجل دجلة في الحروف تمكن .........ولدى الصياغة حنكة وتوقد



      مابال نظمك بث في أرواحنا........... عطر الكلام وفيه جل المقصد



      إن كان ذا عطر الفرات منضدا..........فعلى الفرات توسدي والمرقد


      ////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////
      ///////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////
      :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::::::::::::::::
      الأخت الفاضلة أم محمد شوقي
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      أرجو أن ترفلي بالعز والسؤدد ما حييت.
      وفاء لأبياتك الباسقات .. انطلقت من يراعي بعض الكلمات
      يا سيدة اليراع والريشة والذوق الرفيع
      مع وافر التحية والاعتزاز


      هذا بَيانُكِ أمْ حِسانٌ خُــــــرَّدُ
      هَبَّتْ بِعُرسٍ للدَّلالِ تُزَغْـــــــــرِدُ

      أبْلَتْ فأحْسَنَتِ البَلاءَ وأطْرَبَتْ
      والناسُ هَبَّ سَعيدُها والأَسْعَدُ

      بورِكْتِ سيّدتي وَدُمْتِ لَنا سَــــناً
      للهِ دَرُّكِ مِن يَراعٍ يُحْمَــــــدُ

      يأتي القريضُ به عرائسَ بهجةٍ
      ولهى القلوبِ بسحرها تَتَعمَّدُ

      إنّي شَرِبْتُ الصدقَ في كلماته
      ما هَمَّني جاء العذولُ يُفَنِّدُ

      لكِ من فؤادي ألفُ ألفِ تحيّةٍ
      مِن ألفِ بابٍ مُشرَعٍ لا يُوْصَدُ

      ولْيَفْتَخِرْ بِكِ مَنِ آنْتَشَيْتِ بِشِعْرِهِ
      وأبو مَحَمَّدَ (في الهوى) وَمُحَمَّدُ

    صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

    المواضيع المتشابهه

    1. يَا غَزَّةُ يَا غَضَبَ اللَّهِ هُبِّي هُبِّي
      بواسطة سالم العلوي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
      مشاركات: 22
      آخر مشاركة: 24-10-2023, 03:14 PM
    2. ياَ فَتَاةْ العِشقِْ .. ياَ مَلِيـِحْةْ . .
      بواسطة ياسر مصطفي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
      مشاركات: 4
      آخر مشاركة: 22-10-2014, 02:35 PM
    3. ما أحلاك ياقمري المنير
      بواسطة نهلة عبد العزيز في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
      مشاركات: 27
      آخر مشاركة: 29-08-2012, 03:20 PM
    4. غزة أنت الصبح المنير
      بواسطة نزهة الحاج محمد في المنتدى نُصْرَةُ فِلِسْطِين وَالقُدْسِ
      مشاركات: 3
      آخر مشاركة: 19-01-2009, 02:05 PM
    5. يَا مِصْرُ يَا فَخْرَ العَرَبْ ( بمناسبة فوز مصر بكأس إفريقيا )
      بواسطة محمد سمير السحار في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
      مشاركات: 12
      آخر مشاركة: 28-06-2008, 02:50 PM