مرثاةُ الصّداقة وملهاةُ الصّديق

في حالة الغضب آخر ما يمكننا تحمله هو العقلانية والهدوء المفرط فنحن نرى الأشياء أكبر بعين غضبنا ولا يعني ذلك أن الحجم الذي نلبسه للموضوع صحيحا وهذا ما يؤدي الى الإختلاف في وجهات النظر على أن لايفسد القضية
لكن الإختلاف يعتمد على القضية ونوعها وجوهرها فهناك قضايا لا تحتمل المساومة ، وهناك مبادئ لا تحتمل التقسيم
والصداقة عميقة وعميقة جدا تتكون نتيجة تجمع طبقات تبنيها الأيام والمواقف والتجارب والعشرة
قد يغشى على البصيرة وهم الصداقة لكنه يتمزق مع مفارقات الحياة كما حدث للبطل
قصة من واقع الحياة حيكت بصدق
دمت سيدة الحرف الذهبي
ودام حرفك يروي أرواحنا
تقديري وكل المودة

غاب الوفاء وغاب الصدق وغابت الصداقة والقيم النبيلة
وما زلنا نرثيها في كل ما نكتب لأننا كلنا مخذولون بمن وثقنا بهم
القصة جمية والأسلوب جاذب والتأثيركبير

تقديري

الوجع كل الوجع، والألم كل الألم من خذلان الصديق
عندما نكون في أمس الحاجة لثقته ودعمه وحبه فنمد
أيدينا لنجد أن يده قد رحلت وأن وجهه قد تغير.
وصدق الإمام الشافعي حين قال:

إِذَا المَـرْءُ لاَ يَـرْعَـاكَ إِلاَ تَكَلُّفـاً
فَـدَعْهُ وَلاَ تُكْثِـرْ عَلَيْـهِ التَّأَسُّفَـا

فَفِي النَّـاسِ أَبْدَالٌ وَفِي التَّرْكِ رَاحَـةٌ
وَفي القَلْبِ صَبْـرٌ لِلحَبِيبِ وَلَوْ جَفـا

فَمَا كُلُّ مَنْ تَـهْوَاهُ يَهْـوَاكَ قَلْبُـهُ
وَلاَ كُلُّ مَنْ صَافَيْتَـهُ لَكَ قَدْ صَفَـا

إِذَا لَمْ يَكُـنْ صَفْـوُ الوِدَادِ طَبِيعَـةً
فَلاَ خَيْـرَ فِي خِـلِّ يَـجِيءُ تَكَلُّفَـا

وَلاَ خَيْـرَ فِي خِلٍّ يَـخُونُ خَلِيلَـهُ
وَيَلْقَـاهُ مِنْ بَعْـدِ المَـوَدَّةِ بِالجَفَـا

وَيُنْكِـرُ عَيْشـاً قَدْ تَقَـادَمَ عَهْـدُهُ
وَيُظْهِـرُ سِرًّا كَانَ بِالأَمْسِ قَدْ خَفَـا

سَلاَمٌ عَلَى الدُّنْيَـا إِذَا لَمْ يَكُنْ بِـهَا
صَدِيقٌ صَدُوقٌ صَادِقُ الوَعْدِ مُنْصِـفَا

قصة ماتعة بأسلوبها الأدبي الرشيق وبلغتها المتينة
وبواقعيتها وبمعانيها الراقية.
دمت بكل هذا البهاء والإشراق.

قلم بقامة عملاقة وفكر عظيم
قراءة روائعك تمتعتني
أحييك