اسعدني كثيرا النص وتحية كبيرة لكاتبه وايضا القراءة النقدية بل القراءات التالية
ربما وجدت مقطع ج. ل. بورخيس" خارج السياق ولا ضرورة له في مواجهة نصك الماتع وداخل هذا السياق الفني البارع وعلى هذا النحو حين تتشكل الملامح باحثا عن الألفة فى المكان غارقا فى الوهم متحدا مع الذات …. هناك خطوط واضحة وملامح مشتركة تظل ظاغطة حتى تتوجع شغاف القلب وتسيل اللغة بتماهيها وعذوبتها وصدقها وترسم بيد غنائية \ شجية فضاءات النص مساحات الغربة والضياع فى المكان ....إن حصار المكان حصارا أزليا ممعنا فى تكبيل الذات وهذا الذي يضغط على كينونته ويمتص منها شهدها وجمالها وعذوبتها وهو أثناء ذلك \ أثناء ذلك التوهم بما يدور أو لا يدور فالأحداث أوهام فى كل النص وتحولات ومشاهد مروى عنها بضمير الراوي الذي يحكم النص كي يظهر الراوي الأصلي ثانية انها حرفية التعامل مع هذه الأداة الهامة من خلف النص يحرك الشخصيات باتجاه الفعل القصصي لا يتدخل أبدا انه ملتصق بالنص دائما واعيا بعالمه غير أن النص ظل ينطلق من صوت واحد مفرد هو صوت الراوي ولا يتعدى حدود ذلك فتظل قابعة فى أعماق الشخصية تنهل منها وتتفاعل مع المروي عنه وان كان ذلك يبقى موقفا فى الرؤية الفنية مستندا إلى واقع النص أكثر منه شيئا أخر وفي محاولة لخلق عالم موازي للواقع.والنص يأتي غالبا بالوهم لكي يحكى عنه انفلاتا من الواقع أو الوقائع الفعلية للأحداث هروبا من أزمات الواقعية -واقعية الأحداث- لكي يفتح أفاق جديدة أكثر اتساعا ورحابة فالوهم فى وجود الموت المشار اليه فيما يشبه الغياب شيئا مجهولا ومصيرا محتوما لا فكاك منه محاصرة للذات وأزمة الروح الواهنة المتعبة تظل تباريح وشجن وروح هائمة فى الملكوت.نص حمل كثير من التخيل والحركة وجمال اللغة الشعري في أدائها الدلالي بما حمل النص شحنات متتالية لصالح أحداثه
نص ممتع لا شك مع تقديري