صحف إسرائيل: نصر الله مرغ أنفنا بالتراب

القدس المحتلة -


أجمعت صحف إسرائيلية كبيرة صدرت الخميس 29-1-2004 على أن صفقة تبادل الأسرى التي وقعتها إسرائيل مع حزب الله تشكل هزيمة قاسية لتل أبيب ونصرًا للحزب، لا سيما في ظل الثمن الباهظ الذي دفعته الأخيرة في هذه الصفقة، وأن الحزب أجبرها على الخضوع ومرغ أنفها بالتراب.

ونقلت وكالة أنباء قدس برس عن صحيفة "هاآرتس" العبرية، في مقال كتبه الخبير العسكري لديها زئيف شيف، قوله: "إن صفقة التبادل برهان على فشل تل أبيب في صراعها مع حزب الله الذي يشكل تهديدًا رادعًا لها في المنطقة، رغم أنه مجرد تنظيم إرهابي صغير"، على حد وصفه.

كان حزب الله اللبناني قد توصل بعد مفاوضات استمرت نحو 3 سنوات مع إسرائيل إلى اتفاق بشأن تبادل الأسرى بين الجانبين تضمن إطلاق سراح عقيد احتياط إسرائيلي والإفراج عن رفات 3 من جنود إسرائيل مقابل إطلاق سراح 23 لبنانيًّا و400 أسير فلسطيني، إضافة إلى 12 من جنسيات عربية أخرى.

وبدأ الطرفان صباح الخميس 29-1-2004 في تنفيذ الجزء الأول من اتفاق تبادل الأسرى بينهما، حيث وصلت طائرة ألمانية تحمل نحو 30 أسيرًا عربيًّا -معظمهم من اللبنانيين- إلى ألمانيا قادمة من إسرائيل، فيما حطت طائرة أخرى قادمة من لبنان وعلى متنها الإسرائيلي "إلحنان تننباوم" الذي تقول إسرائيل إنه رجل أعمال بينما يؤكد حزب الله أنه ضابط مخابرات، ورفات 3 جنود إسرائيليين.

وأضاف شيف: "حزب الله تفوق على إسرائيل في إدارة المفاوضات، وهذه ليست المرة الأولى. الخطوة الأكثر غرابة من قبل إسرائيل في هذه المرة كانت استعدادها لإطلاق سراح أسرى فلسطينيين بواسطة حزب الله في الوقت الذي يزيد فيه هذا الحزب من تدخله وضلوعه في (المقاومة) الفلسطينية في الضفة الغربية ومحاولاته لتجنيد عرب إسرائيليين لأعمال المقاومة".

إنجاز كبير لحزب الله

ورأى شيف أن "هذا إنجاز كبير لحزب الله وبرهان للفلسطينيين بأن إسرائيل لا تفهم إلا لغة القوة.. بأيدينا نحن أعطينا حزب الله الوقود للمشاركة والتدخل في (المقاومة) الفلسطينية. الشكاوى من التعاون المتزايد في مجال الإرهاب بين حزب الله والتنظيمات الفلسطينية يجب أن نوجهها لأنفسنا نحن الآن. والأكثر من ذلك أن معارضة هذه الحكومة للمعتدلين من الفلسطينيين هي برهان الآن وعلى رؤوس الأشهاد بعد أن رفضنا القيام ببادرة إيجابية لإطلاق سراح الأسرى لصالح رئيس الحكومة الفلسطينية السابق أبو مازن".

وقال الخبير الإسرائيلي: "إن هذه المفاوضات تذكر بأحد الإخفاقات الأمنية الخطيرة التي ارتكبتها إسرائيل التي لم تنجح في فعل شيء عندما شكل حزب الله منظومته الصاروخية الأكثر تهديدًا لها أمام ناظريها وبمساعدة من إيران وسوريا...".

وتابع قائلاً: "هذا الأمر بدأ بفشل استخباري واستمر كفشل عسكري، ويعبر عن نفسه بإخفاق ردعي. مرحلة تلو أخرى نجح حزب الله مع شركائه الإيرانيين والسوريين في نصب منظومة خطيرة لم نشهد مثلها في السابق قبالتنا.. إسرائيل تردع حزب الله بدرجة معينة إلا أن منظومة الحزب الصاروخية تردع إسرائيل التي تضطر لالتزام المزيد من الحذر بما يفوق حذرها قبالة سوريا مثلاً".

المقاومة الفلسطينية أيضًا

ومن جانبها أكدت صحيفة "معاريف" أنه لولا المقاومة العنيفة التي تخوضها فصائل المقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل منذ أكثر من 3 أعوام لما وافق رئيس الوزراء الإسرائيلي إريل شارون على إقامة دولة فلسطينية، وهو ما كان يعارضه تمامًا من قبل.

وقالت معاريف: "نصر الله (الأمين العام لحزب الله) -وليس هو فقط- أثبت أن إسرائيل لا تفهم إلا لغة القوة.. إسرائيل تفهم القوة فقط، فلولا (المقاومة) الفلسطينية، لما كان شارون يوافق على إقامة دولة فلسطينية.. ولولا حزم نصر الله، لما كانت إسرائيل وافقت على تحرير مئات الأسرى مقابل مواطن واحد وثلاث جثث.. إسرائيل التي خضعت لأكثر مطالب نصر الله سجلت إنجازات معدودة وستدفع مقابلها ثمنًا فظيعًا".

مرغ أنفها بالتراب

وفي السياق نفسه، أشارت معاريف إلى أن الصفقة "أثبتت أنه لا أبو مازن (رئيس الحكومة الفلسطينية السابقة) الفاشل، ولا حتى أبو علاء (رئيسها الحالي) الأكثر منه حنكة، هما الزعيمان اللذان يملكان جعل إسرائيل تتنازل عن شيء، وإنما نصر الله فقط الذي يوجه إلى قلب إسرائيل ألف صاروخ إيراني بعيد المدى، ساخرًا من ضعفها.. تستطيع إسرائيل بعظمتها العسكرية الحاسمة أن تحسم وأن تدمر حزب الله، ولكن من جراء ضعفها السياسي ووهن زعامتها، فإنها تخضع لطغيانه ويمرغ أنفها بالتراب".

ووصفت كاتبة المقال بمعاريف الأمين العام لحزب الله بأنه "صادق وقد انتصر على إسرائيل (كما وعد).. وأنا -للأسف- أصدق نصر الله، بأنه سيختطف جنودًا آخرين. برغم أنه يستحق كل مذمة وكل نظرة بغض، فإن شيئًا واحدًا لا يمكن نفيه عن هذا الإرهابي: وهو أن ما يَعِد به يفي به.. حقًّا أنه رجل ثقة، طوال سنوات تمسكت إسرائيل، أو على الأقل التيار المركزي في قيادتها، بفرض أن العرب يفهمون القوة فقط.. هذا كذب.. انقلب الوضع رأسًا على عقب".

السبب الهزيمة

أما صحيفة "يديعوت أحرونوت" فاعتبرت أن هزيمة الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان هي السبب وراء ما تعيش فيه الدولة العبرية، على الصعيدين الأمني في الأراضي الفلسطينية وصفقة تبادل الأسرى مع حزب الله. وانسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي من جنوب لبنان تحت وطأة هجمات حزب الله في عام 2000.

وأضافت يديعوت أحرونوت أن "الحدود الشمالية والضفة الغربية وغزة هي جبهة واحدة، ومن الحقائق أنه في صفقة التبادل لا يكتفي حزب الله بالإنجاز الرائع لتحرير 23 من الأسرى اللبنانيين بزعامة الديراني وعبيد، وإنما يطلب -وبالطبع يتلقى أيضًا- تحرير 400 أسير فلسطيني..".

وتابعت أن إسرائيل بموافقتها على تحرير الأسرى اللبنانيين الذين ليسوا في إطار اتفاق سلام، "تمنح حسن نصر الله نصرًا آخر.. وبضمها مئات الفلسطينيين إلى هذه الصفقة تساعده على تعزيز مكانته كزعيم إقليمي، أو قائد أعلى للجيش العربي العام لتحرير فلسطين بالقضاء على إسرائيل"، على حد وصف الصحيفة الإسرائيلية.

أخوكم محمد السوالمة بئس تاج على رأس خانع مذل ونعم قيد في ساعد حر أبي