أحدث المشاركات

نظرات في رِسَالَةٌ فِي الصُّوفِيَّةِ وَالْفُقَرَاءِ» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» برق الخاطر ... قسم جديد لأعضاء واحة الخير» بقلم د. سمير العمري » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الثعبان الأقرع يداهمني في المنام بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» بعض الحزن موت وبعضه ميلاد.» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» الغاية لا تبرر الوسيلة» بقلم جلال دشيشة » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» أمات العربُ؟» بقلم غلام الله بن صالح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» غار النصر في غزة» بقلم احمد المعطي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» رواية قنابل الثقوب السوداء .. مسلسلة. التالي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» الموشحات الكشكية 1'2'3» بقلم محمد محمد أبو كشك » آخر مشاركة: محمد محمد أبو كشك »»»»» في شارع واحد» بقلم عبدالحليم الطيطي » آخر مشاركة: عبدالحليم الطيطي »»»»»

صفحة 1 من 4 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 36

الموضوع: الــشـريرة (المركز الثاني) . للمبدعة : يمنى سالم

  1. #1
    الصورة الرمزية يمنى سالم قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Sep 2003
    الدولة : يـــوتـــوبيـــــــا
    العمر : 48
    المشاركات : 399
    المواضيع : 20
    الردود : 399
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي الــشـريرة (المركز الثاني) . للمبدعة : يمنى سالم

    يقولون، أنها امرأةٌ سيئة، وأنه حين يغادرها النهار، تمتطي مكنستها السحرية، يرافقها عفريت المرايا، لتحصد في آخر المساء رؤوس الأطفال الأشقياء.
    اقسم شيخ القرية، أنه رآها تبتلع طفلاً حياً، واتبعته بقطعة شوكولاته، وحين اشتد بها الشبع، دخنت أصابع عشرة أطفالٍ آخرين.
    تقول نساء القرية، أنها حين يئست من الإنجاب؛ زارت ساحرةً عجوز في القرية المجاورة، وطلبت منها أن تغتسل بدموع الأطفال الرضع، وتشرب دماؤهم حتى تنفك عنها لعنة العقم؛ فكانت أن استباحت دموع ودماء أبناء زوجها الذين اختفوا ذات فجأة، وحين لم تزل عنها تلك اللعنة؛ اتبعتهم بأطفال القرية، أما زوجها فقيل أنه عفريت المرايا، وقيل أنه فقد عقله.
    تناوشتها ألسنُ القرويين، كأنها أسطورة قديمه، أما هي، فحين ماتت فيها الأمومة بفعل الزمن، زرعت في رحمها شجرة زيتون، وأثمرت خيراً كثيراً، كانت تفتح عباءة الأمنيات كل يوم، تعبر بأطفال القرى المجاورة، تهديهم نوراً، وحلوىً، وكان الأطفال يتحلقون حولها كشجرة العيد، يهبونها حباً لطالما افتقدته، وقبلاتٍ لها لذة أمومة رائعة.
    كل القرى المجاورة يعرفون أنها حين تصلي، فإن أبواب الاستجابة تُشرع، وأنها حين تبكى في محراب الأمومة يتساقط الدمع جنياً، فينبتُ منه أجنةً من نور، تروي عطش الأمومة الثكلى، إلا أهل قريتها، فهي لا تملك تفكيرهم الغريب، ولا تمت لتصرفاتهم بصلة، فهم نائون عن تاريخ تكوينها، ونائية هي عن نكبات تكوينهم، فقد تعتقتْ في رحمٍ ما خلق للشقاء، وكبرتْ وهي تتنشق الحرية، وتتأصل بها وكأنهما توأمان سياميان لا ينفصلان، وإن فعلا لمات أحدهما على الفور.
    هم لم يحاولوا أن يقتربوا منها ويتأكدوا من وجود مكنستها السحرية، ولم ينظروا في مراياها ليتبينوا صدق وجود عفريت المرايا، وهي لم تتعدَ ذلك الخط الفاصل بينها وبينهم، فكل محاولات تعديه تبوء بالفشل والخجل المريع.
    في مساءِ كل خميس، تمر بقبر زوجها، تحمل نرجساً، وياسميناً، تقرأ صلواتٍ من رحمه، وسورة الملك والواقعة، تمضي تصارع الذكرى ودمعها، تمر ببيت أولاده، تعلق مع أمنياتها أرغفة الخبز، وتدس من تحت الباب بعض من المال، تقبل الباب ألف قبلة لأنهم نسله، وبقايا رائحته في الدنيا، تترك لهم ورقة صغيرة تكتب عليها (زوروني فقط)، وتتركها بلا توقيع، ولا اسمٍ، علهم يتذكرون روحاً أحبها والدهم ذات عشق.
    تعود لبيتها الصغير، لعتمة الصمت حين يطبق عليها أغلاله، لصقيع الوحدة وزمهرير الليل، تعلق خيباتها على الحائط، وتغط في حزن عميق.
    يقولون أنها سيئة، لأنها قبلت أن تكون زوجةً ثانية، وتقول أنها ملاكٌ لأنها قبلت أن تحب رجلاً متزوجاً، يقولون أنه سيئة لأنها حرمت أبناءً من أبيهم، وتقول هي طيبة لأنها قاربت بين الأب وأبناءه.
    مازالوا يقولون و يقولون، أما هي فقد صمتت عن القول منذ زمن، وتعلمت أن تبلع لسانها دون أن تموت، بابها موصد لا زائرٌ يجود بالوصلِ، وقلبها مشرعٌ للعالم بأسره، في قلبها يتربى ألف طفلٍ على الوفاء، وفي عينيها يتربى ألف طفل على الصدق، أما في روحها فيتربى مليونا طفلٍ على المحبة.
    ماتت، ولم يمش في جنازتها سوى أطفال لم تعرفهم ولم يعرفوها، دفنها الأطفال، وأودعوها أحلامهم الطاهرة، وكتبوا فوق قبرها (حقيقتي تعنيني أنا فقط فلا حاجة لك أن تنبش عني طالما أننا نختلف في نوعية الطين الذي خلقنا منه)، ومازال أهل قريتها يحلفون أنهم يرونها تمتطي مكنستها السحرية عند كل غروب، لتحصد أرواح أطفالٍ آخرين!






    بقلمي / الرياض 28 أبريل/2010م
    لَمْ أتوكأ بعد على شرف حضورك في قلبي، أنت موجود لكنك كـ ضمير الغائب، أفهمه ولا أراه، ويعرب دوماً حسب محله من حالات قلبي!

  2. #2

  3. #3
  4. #4
    الصورة الرمزية آمال المصري عضو الإدارة العليا
    أمينة سر الإدارة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : Egypt
    المشاركات : 23,786
    المواضيع : 391
    الردود : 23786
    المعدل اليومي : 4.16

    افتراضي

    بل هي امرأة من المدينة الفاضلة التي بات يحلم بها أفلاطون
    كانت هذه المرأة تمتلك مايميزها عن باقي أهل القرية التي مارأوا فيها غير تلك الساحرة التي سحرت الأطفال بكرمها وخلقها ومحبتها لهم حتى وأن تشييع جثمانها خلا إلا منهم
    أشاعت نساء القرية وماأكثر كلام النساء وأقاويلهم التي تصل حد الخيال
    سيدتي الفاضلة ...
    قرأتك هنا أسطورة انتقلت بنا لعالم أرحب من الإبداع القصصي وغمار البراعة في السرد وتوظيف الشخوص
    أرشحها لماسية شهر أبريل
    ومرحبا بك في ربوع الواحة
    لك ودي وأجمل زهوري
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5
    الصورة الرمزية محمد عبد القادر شاعر عامية
    تاريخ التسجيل : Mar 2009
    الدولة : مصر - الأسكندرية
    المشاركات : 1,036
    المواضيع : 32
    الردود : 1036
    المعدل اليومي : 0.19

    افتراضي

    لغة قصصية بديعة فى إطار وصفى محكم لصراع البطلة
    اللغة هنا و جمال التعبيرات كانا نجوم القصة فى وجهة نظرى
    و أضافا جمالاً على روح الفكرة المتضمنة فى الأحداث
    استمتعت كثيرًا هنا
    و ربما أعود من جديد
    تحياتى
    و
    إلى لقاء

  6. #6
    الصورة الرمزية وفاء شوكت خضر أديبة وقاصة
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : موطن الحزن والفقد
    المشاركات : 9,734
    المواضيع : 296
    الردود : 9734
    المعدل اليومي : 1.49

    افتراضي

    يمنى سالم الأديبة الأريبة ..

    لكم اشتقنا لهذا الحرف الجميل الأنيق لغة ووصفا والعميق فكرا ..
    لعل الاسم هو ما شدني أولا لأنه اسم أعرفه جيدا وأعرف حرفه ، بكان دخولي لصفحتك سريعا لشوق في النفس
    لأدبك لشخصك وأدبك الراقي ..
    نص أتى بلغة وصفية جميلة ، لمشكلة اجتماعية أولا ولمشكلة ولمشكلة ثقافية ثانيا ، ولنقل المشكلة الثلثة هي مشكلة نفسية أسقطت البطلة تحت وطأة الحرفمان ومن ثم غيرة النساء وثرثرتهن باعتبار أنها زوجة ثانية أولا ومن ثم عقيم لا تلد مما جعلها تعوض حرمانها بمنح الأطفال ما فاض في روحها من حنان أمومة ، لتلوكها الألسن خوفا على ألأطفال والأزواج
    مما أثار غيرة النساء منها عليهم ..
    قصة اجتماعية أتت بأسلوب أدبي تأنقت ألفاظه ربما كي تخفف من قسوة الموقف من ناحية ، ولكي تستثير عاطفة المتلقي من ناحية أخرى ، حيث أن زوجة الثانية أو لنقل كما جاء في أحداث القصة زوجة الأب مبغوضة حتى لو كانت ملاكا ..
    أثرت في قصتك موضوعا حساسا بمعالجة جميلة لنفسية الإنسان في موقف اجتماعي أتى متراكبا في شخصية البطلة المحددة والشخصيات المحيطة الغير محددة والتباين في المشاعر لنفس الموقف ..

    لعل هناك الكثير مما يمككن أن يقال في هذا النص من الناحية الأدبية والقصصية ، فنية البدء والدخول في السرد ليتبعها فنية التصوير واختيار المفردات ، ومن ثم الحبكة والنهاية ..

    نعرفك أديبة رائعة غابت عنا ونسأل الله أن يكون هذا الغياب خير ..
    فكما عدت إلينا بهذا النص القصصي الجميل ..
    دعينا نرحب بك بحفاوة على صفحته ونقول لك ..
    لقد اشتقنا لك ولادبك الجميل يا صديقة القلم ..


    تحية من القلب وطاقات ورد وباقات ود باسمي وباسم كل من عرفك في الواحة ..
    //عندما تشتد المواقف الأشداء هم المستمرون//

  7. #7
    الصورة الرمزية مازن لبابيدي شاعر
    هيئة تحرير المجلة

    تاريخ التسجيل : Mar 2008
    الدولة : أبو ظبي
    العمر : 64
    المشاركات : 8,888
    المواضيع : 157
    الردود : 8888
    المعدل اليومي : 1.52

    افتراضي

    يمنى سالم
    هذه المرة الأولى التي أقرأ لك ، لكنني متأكد بإذن الله أنها لن تكون الأخيرة .
    قدرة بارعة في القص وتمكن ملحوظ من أدوات اللغة رغم بعض الهنات البسيطة التي لا تنقص أبداً من قيمة النص .
    القصة بديعة في مقدمتها وسردها وخاتمتها
    متمحورة حول شخصية متميزة بجانبها الإنساني والاجتماعي وجدت في ظرف استثنائي جعلها عرضة وبؤرة لكل افرازات الجهل ومسرحاً لأساطيره .
    وحدها براءة الطفولة نجت من هذا الداء وكانت بأحلامها المثوى الأخير ... للساحرة .

    أختي الكريمة تقبلي مروري مع وافر التقدير .
    تستحق الترشيح كواحدة من أجمل القصص التي نشرت في هذا الشهر .
    يا شام إني والأقدار مبرمة /// ما لي سواك قبيل الموت منقلب

  8. #8
  9. #9
  10. #10
    الصورة الرمزية يمنى سالم قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Sep 2003
    الدولة : يـــوتـــوبيـــــــا
    العمر : 48
    المشاركات : 399
    المواضيع : 20
    الردود : 399
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    وفاء الغالية
    يا من كان لها من اسمها نصيب، فهذا الوفاء غير مستغرب عليكِ، وأنتِ النقية في خُلقكِ، والنورانية في روحكِ.
    كم أسعدني حضوركِ، وانسكابكِ كالعطر بين أحرفي، صدقاً؛ لا كلمات تسعف ارتباكي وفرحي ونشوتي بتواجدي مرة أخرى بين أهلي وناس.
    اشتقتُ إليكم كثيراً، جئتُ والحنين يستعمر مواطن الروح لأكون من جديد بين أحبة أحترمهم وأقدرهم كثيراً.
    قراءتك في القصة تزديها تشريفاً، وجمالاً، فالنص بلا مرور كـ مروركِ يبقى يتيماً.
    ودي و قبلاتي يا غلا
    شكراً لكِ

صفحة 1 من 4 1234 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. يمنى
    بواسطة أحمد عبدالله هاشم في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 18-09-2016, 08:56 PM
  2. قراءة في نص: يا بعضي الكثير ، للمبدعة :رنا أسعد
    بواسطة أحمد عيسى في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 06-10-2012, 12:58 AM
  3. باركوا معى للمبدعة / أميرة عمارة
    بواسطة الهام احمد سعد في المنتدى الروَاقُ
    مشاركات: 31
    آخر مشاركة: 08-05-2010, 12:49 AM
  4. يمنى سالم .. مشروع كاتبة بقلم الأديبة أمل فؤاد عبيد
    بواسطة د. محمد حسن السمان في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 10-07-2007, 06:09 PM
  5. "حماران"قصة قصيرة جدا للمبدعة نجلاء مِحْرِم
    بواسطة عبد الوهاب القطب في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 30-12-2004, 06:26 PM