|
اكتُبْ قَصيدةَ نثرٍ تَستبقْ حِقبا |
ما كلُّ شعر أتى يَستوقفُ العَجبا |
اكتُبْ لتقرأكَ الدُّنيا بزُخرُفِها |
حتَّى يَميلَ الكلامُ المُنتقى طربا |
اكتُبْ فأنتَ لها مَعنى وأبنيةٌ |
وما تَشاءُ إذا ما جئتَها سَببا |
اكتُبْ لأنَّكَ تأتيها بما رغبتْ |
من العبارةِ لا تَستنفدُ الأربا |
اكتُبْ قَصيدةَ نثرٍ لا تُسامتُها |
إلا قَصيدةُ نثرٍ تَنظمُ السُّحبا |
تَقولُ: لكنَّني أقفو المَجازَ إلى |
.. اللانهائيِّ أستمليه إذا كتبا |
أغفو على جانحيه حينَ أحملُه |
إليَّ .. والسَّفرُ المَجنونُ ما تعبا |
أصفو لأعدلَه روحا بأخيلةٍ |
تَطيرُ بي فأحاذي ريحَه طلبا |
أطوفُ بينَ كناياتٍ لأحذفَها |
حتَّى أجنِّبَها ما يَرتَئي عطبا |
أخِفُّ في كلماتٍ منْ غَوايتِها |
أخِفُّ مُنتشيا أستمطرُ اللَّهبا |
تَقولُ لي: قافياتٌ لستُ أطلبُها |
إلى نِداءٍ، ولمَّا أبتدئْ. عجبا ! |
كمْ لوَّحتْ بجناساتٍ تلوذُ بها |
لتَختفي عنْ مُتلقٍّ كلَّما رغبا |
بَديعُها ضِحكةٌ حينَ ارتسامتِه |
على شفاهِ قَصيدٍ كانَ فاغتربا |
كمْ لمَّحتْ بالتباساتٍ لأقطفَها |
كزهرةِ النَّار للمَعنى ولا حطبا |
صَنيعُها شرَّدتني كلُّ قافيةٍ |
منه إليه، وأنسَتني الذي التهبا |
تَقولُ لي: جِنَّةٌ هذي سأصرفُها |
عنِّي فلا زنةٌ تَستفتحُ الخببا |
تَعدو إلي الأقاصي ليسَ يَعقلُها |
بَحرٌ تَعدَّدَ أشكالا وما اقتربا |
تلكَ الأقاصي مَسافاتٌ بأرديتي |
قدِ اكتستْ بسُؤالي حينَما وثبا |
كأنَّما البَحرُ قُرصانٌ. أألبسُه |
أنا لأعرَى .. ولمَّا أرتقبْ نسبا ؟ |
ذاكَ الخليلُ ألمْ يَعتدَّ منذُ عتا |
مستفعلن فاعلن حتَّى غدا نصبا ؟ |
أقولُ: لا تُدركنَّ الأمرَ مُلتفتا |
إليكَ منزلةً لمْ تُدركِ السَّلبا |
لا تأمنَنَّ، بمَوماةٍ، أساودَها |
وخَلِّ هَمسةَ رمل تَنتقي شهبا |
وخَلِّ واحتَه برقا تُطرِّزُه |
ماءً على شفةِ الأفق الذي وجبا |
وخذْ بقلبكَ آياتٍ وشُدَّ بها |
وَثاقَ دربِكَ مأخوذا بما هربا |
وجِدَّ تطلبُه فجرا على قدر |
إذا تَنفَّسَ مَفتونا .. وقدْ عتبا |
يَقولُ: لمَّا أجدْ قرطا لماريةٍ |
فكيفَ أبعدُ عنِّي كلَّما انتصبا ؟ |
ولمْ أجدْ أبلقا. أنَّى سَموألُه |
يكونُ مُختبئا واللَّيلُ قدْ نشبا ..؟ |
نارٌ وأخمدَها خَطوٌ بلا لغةٍ |
أحَدِّثُ الرِّيحَ إمَّا تنزوي عَربا |
لكمْ أُحَدثُني والنَّارُ تَلمحُني |
أكلَّما لهثتْ .. تَجتاحُني صببا ؟ |
أكلَما نبغتْ بالجُرح نَجمتُه |
تأوَّهتْ نَجمةٌ جُرحا .. وكانَ خبا ؟ |
أقولُني: يا امرأ القَيس انتباهتُنا |
خَمرٌ ولا أمرَ إلا كانَ مُحتجَبا |
نغذُّ سيرا إلى اللاشيء. حُلَّتُنا |
كأنَّ قيصرَ أهدى سُمَّها الحقبا |
حتَّى إذا خلقتْ كنَّا لها بدلا |
فاعْجبْ لحُلَّةِ قوم .. كانتِ الرَّغبا |
حتَّى إذا أطرقتْ دمعا نُكفكفُه |
نَقولُ: إنَّ غدًا مُستوفزٌ غضبا |
وليسَ نَغضبُ إلا في قَصائدنا |
بائيَّةً لحبيبٍ .. تَسحبُ الحببا |
اكتبْ قَصيدةَ نثرٍ. حالُنا غَرَبٌ |
لا نَبعَ للقوس تَرميها يدٌ أربا |
لا فَرقَ بينَ نثارٍ وانتظامٍ له |
إذا البَيانُ امَّحى حرفا ومُحتسبا |
لا طُرقَ إلا استعاراتٌ مُطوِّقةٌ |
بخيلها خيمةً مَمدودةً طنبا |
فانظرْ بغَزَّةَ إمَّا عِزَّةٌ نَظرتْ |
كيفَ القصيدةُ تأتي نَحوَها غلبا |
وانظرْ بأمِّ البساتين انكتابتَها |
عزما إلى الرَّافدين احتدَّ والتهبا |
اكتبْ. أقارئةٌ أشعارَها عربٌ ؟ |
اكتبْ قَصيدةَ نثرٍ تَقرأُ العربا .. |